من قلب القاهرة العامرة بالبشر والحياة وملامح التاريخ، قال البابا فرانسيس للعالم كله دون أن يتكلم، هنا مصر الجميلة الآمنة المطمئنة، وتجول فى شوارعها وقصورها وكنائسها، تلهث وراءه آلاف الكاميرات ويتابعه ملايين البشر فى كل بقاع العالم، ليشهدوا بأعينهم رقى مصر وروعتها وقوتها، ولو أنفقنا مليارات الدولارات فى الدعاية، فلن نحقق ما حققته الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان، من نتائج إيجابية رائعة، تصحح صورة مصر فى العالم، وتعيدها للصدارة كدولة عظيمة راعية للحضارة والأصالة والإسلام الوسطى الصحيح.
موتوا بغيظكم أيها المتربصون الذين تمنوا أن تفشل الزيارة، وروجوا لأجواء محبطة للتقليل من أهميتها، فقد نجحت الزيارة نجاحا مذهلا رغم أنفكم، وأكدت أن البابا يعرف قدر مصر أكبر من كثير من المصريين، الذين لا يتمنون لها خيرا، ودفعه الحب إلى أن يرتجل بالعربية «مصر أم الدنيا»، و«مصر تثبت للعالم أن الدين لله والوطن للجميع».
الإمام الأكبر.. لك كل الاحترام
قد نختلف مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فضيلة الدكتور أحمد الطيب، ولكن هذا لا ينال أبدا من احترامنا لشخصه وتقديرنا لدوره، واعتزازنا بالأزهر الشريف كمؤسسة عريقة، ترعى الإسلام الوسطى، وتنشر الاعتدال والسماحة والمحبة والتعايش السلمى، ونقدر تماما الضغوط التى يتعرض لها الشيح الجليل، فى قضية تجديد الخطاب الدينى، حيث «يعشش» فى مؤسسته- كما فى سائر مؤسسات الدولة- خلايا نائمة ويقظة وخفية وعلنية، تتربص بالبلاد انتظارا لفرصة الانقضاض والعودة إلى الحكم من جديد، وفى الأزهر- كما فى كل مؤسسات الدولة- «يعشش» الإخوان، ويعرقلون أى محاولات للإصلاح والتجديد، أهل مكة أدرى بشعبها، والإمام الأكبر أدرى بالأزهر، وقد نختلف معه، ولكن بكل الاحترام، والأمل فى أن يكون إماما للتنوير والوعى والوطنية.
3 وزيرات.. وسام على صدر الحكومة
صاحبات المقام الرفيع مع حفظ الألقاب، هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وغادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، وسحر نصر وزيرة التعاون الدولى والاستثمار، ثلاث وزيرات أفضل ألف مرة من أشهر الوزيرات فى الغرب، ونماذج مشرفة للمرأة المصرية، التى تتبوأ أعلى المناصب فى الدولة، وتقدم أداءً رائعا وتحرز نجاحا ملحوظا، وتؤكد أن مصر عامرة بالخبرات الكبيرة، فالدكتورة هالة السعيد تحدثت فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية عن الأزمة الاقتصادية والغلاء وارتفاع الأسعار، بلغة واقعية عميقة الفهم والوعى والرؤية، والدكتورة غادة والى ابنه أستاذنا الجليل الدكتور فتحى والى، علّامة قانون المرافعات بحقوق القاهرة، تمتلك رصيدا ثقافيا، يجعلها تتعامل مع ملفات الفقراء والمهمومين فى وزارتها، بروح المساندة والدعم والعون، والدكتورة سحر نصر فوق كتفيها حمل ثقيل، لنسف الروتين بديناميت وإعادة جذب الاستثمارات والمستثمرين، لتحقيق معدلات نمو اقتصادى، تخفف من حدة النمو السكانى الرهيب.. مصر بخير.
المخدرات.. المخدرات.. ثم المخدرات!
لا أنسى شابا من الخانكة حكم عليه بالإعدام، التقيت به منذ 20 سنة فى سجن شبين، تحدث لى باستهتار وعفوية عن اغتصابه سيدة من قريته اسمها «أم محمد»، بعد أن تناول ثلاث زجاجات بيرة وأقراصا اسمها سبراكس، فمسحت الخلطة المجنونة عقله، وتصور أن جارته أم محمد تحبه، فذهب إلى بيتها قرب الفجر، مع بعض رفاقه البلطجية حاملين السنج والسيوف، وطلب من زوجها الذى خرج مذعورا أن يطلقها، ولما رفض الزوج ضربوه بالسنج والسيوف، وأخذ زوجته إلى عشة مهجورة فى أطراف القرية، معتقدا أنها زوجته وأنه عقد عليها، واغتصبها عدة مرات حتى وصلت الشرطة، وقبضت على عصابة البلطجية، ولفت نظرى أنه لا يشعر بتأنيب الضمير ولا الخوف من المشنقة، وأن المخدرات ذهبت بتوازنه العقلى إلى الأبد.. إنها المخدرات والبرشام والكلة وغيرها من الأصناف الشعبية التى تنتشر بشدة بين الشباب، وتحتاج جهودا أكبر بكثير من حملات الدعاية الإنشائية، ويا ريت يعاد طرح الموضوع كقضية رئيسية فى مؤتمر الشباب القادم فى شهر أكتوبر.
حسين فهمى.. شباب على طول
الفنان حسين فهمى، امسكوا الخشب، شباب وحيوية ونشاط، ولا يمكن أن تعطيه أكثر من 40 سنة، لم يتغير فيه شىء منذ أجريت معه حوارا تليفزيونيا منذ 15 سنة، والتقيته مؤخرا فى فترة الاستراحة فى اليوم الأخير لمؤتمر الشباب بالإسماعيلية، بصفته راعيا للشباب المعاقين الذين كرمهم الرئيس فى الحفل الختامى، لحصولهم على ميداليات دولية فى بطولة النمسا، ولم يتركه المعجبون والمعجبات لحظة واحدة، لالتقاط الصور وتبادل عبارات الإعجاب والثناء، وكانت سعادته بالغة، وهو يرى ثمرة تاريخه الفنى الكبير، حب الناس وتقديرهم واعتزازهم، ومن أخباره أنه ينوى استكمال برنامجه التليفزيونى التاريخى «مع حسين فهمى»، إذا كانت الفضائية التى تنتج البرنامج جادة فى استكماله، وهو يعتز على وجه الخصوص بالحلقات التى صورها فى تونس والقاهرة ولبنان ومع «البشمرجة».
مذيع لم يعجبنى!
محمد عبدالرحمن المذيع المعروف، له طريقة أداء مبتكرة وأسلوب حوارى مميز، ولكن لم يصادفه التوفيق فى إدارة إحدى ندوات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، مقدمات طويلة تخرج عن سياق موضوع، مقاطعة مستمرة للمتحدثين، لدرجة أن الأستاذ مكرم محمد أحمد اعترض قائلا: «استنى ما تقاطعنيش»، ويلغى المسافات التى تحفظ لكل متحدث قدره، لا أقلل من مهارته ولا انتقص من قدراته، ولكن فقط أكتب من وجهة نظرى أشياء لم تعجبنى.