وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى، قال إن المواطن مريض بالثانوية العامة. والحقيقة أن التعليم كله مريض وبحاجة إلى عناية مركزة. الوزير يبشر بنظام جديد للثانوية العامة، شكلًا يحل الكثير من المشكلات، وموضوعًا هناك مخاوف من أن يصاب النظام الجديد بالأمراض التى توطنت فى التعليم، فضلًا عن فقدان الثقة، الذى ولد بحكم الخبرة.
الدكتور طارق شوقى، قال إن هناك اتجاهًا لإلغاء النظام الحالى للثانوية العامة. ووضع آخر جديد، يعتمد على نظام تراكمى ثلاث سنوات وليس سنة واحدة. باعتبار أنه ليس منطقيًا أن تحكم سنة واحدة مستقبل الطالب، وأن السنوات الثلاث تعطى فرصة أكبر للطالب، الوزير قال أيضًا لن يكون هناك علمى وأدبى، وتغيير نظام التنسيق من خلال اختبارات قدرات وبنوك أسئلة مؤهلة لدخول الجامعة. الوزير يقول إن المجموع لايعبر عن قدرات الطالب الحقيقية.
ما يطرحه الوزير يمثل مطالب تم رفعها طوال سنوات، والتعليم ليس مهمة وزير التعليم لكنه مشروع دولة، وماطرحه الوزير فى مؤتمر «تطوير التعليم.. حلول إبداعية»، ونظمته جامعة القاهرة وأخبار اليوم، قد يكون بالفعل من ضمن المطالب العامة. لكنه يواجه الكثير من الأسئلة تبدو منطقية لأن الناس فى مصر تعرضوا لكل أنواع التجارب، والطالب عندنا واجه فى 30 عامًا تجارب إلغاء السنة السادسة الابتدائية وإعادتها ودمج ثانية ثانوى مع الثانوية، وبقيت المشكلة قائمة والتعليم يتدهور. والعنصر الوحيد الذى يتقدم هو الدروس الخصوصية، التى تتضاعف وتمثل فيروسًا يستعصى على المواجهة.
فكرة المجموع التراكمى وعدم الاعتماد على الامتحانات، تثير الخوف من أن الطالب بدلًا من أن يحصل على درس فى سنة، سيكون عليه الحصول على دروس فى ثلاث سنوات. كيف سيحل المشروع الجديد المشكلة. ثم أن إلغاء مكتب التنسيق يثير مخاوف الواسطة والمحسوبية. وزير التعليم يقول عن كل هذه المخاوف «معمول حسابها».
يبقى سؤال: هل التعليم ثانوية عامة فقط. وهل إصلاح الثانوية ينهى أمراض التعليم؟. أم أننا يفترض أن نعترف بالأزمات كاملة. هناك مخاوف من تجارب سابقة، وهناك أيضًا أنواع وأشكال من التعليم الأجنبى، تتيح لمن يدفعون أكثر الحصول على تعليم أسهل حتى فى الثانوية العامة، ومستقبل أفضل بالطبع.
وزير التعليم الدكتور طارق شوقى، شارك فى وضع نظام تعليمى شامل يفترض التفكير فى تطبيقه كاملًا، وأن يبدأ فورًا. وليس بالقطعة. لأن التجريب بالقطعة لن يقود لنتيجة. والأهم فى كل هذا هو استعادة الثقة والإجابة على السؤال الأهم: متى تنتهى الدروس الخصوصية؟