غابت السياسة وحرضت الاتهامات، لتعكس حالة من الاحتقان وحياة سياسية تشوبها آفات عدة يعيشها الإيرانيين فى وتيرة تتزايد حدتها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية من ساعة الصفر المقررة 19 مايو الجارى.
ومع احتدام الصراع بين الجبهتين الإصلاحية والمحافظة التى يمثل كلا منهما 3 مرشحين من ضمنهم الرئيس حسن روحانى الذى ينافس على ولاية رئاسية ثانية، غابت وبشكل لافت الملفات الاقتصادية وسبل النهوض بمستوى معيشة المواطنين، مقابل حالة من التراشق اللفظى وتبادل الاتهامات بين المرشحين للرئاسة.
ويتنافس فى الانتخابات التى تنطلق بعد 9 أيام 6 مرشحين يمثلون جبهة الإصلاحيين وفى صدارتهم الرئيس حسن روحانى ونائبه إسحاق جهانجيرى ، وهاشمى طبا وزير الصناعة الأسبق والذى تولى منصب نائب الرئيس خلال عهدى الرئيسين هاشمى رفسنجانى ومحمد خاتمى، وجبهة المحافظين وفى مقدمتهم، إبراهيم رئيسى رئيس مؤسسة العتبة الرضوية بمدينة مشهد، ومحمد باقر قاليباف عمدة طهران الحالى، ومصطفى ميرساليم وزير الثقافة الأسبق.
واستغلت الجبهة الإصلاحية أيام الدعاية الانتخابية، لتفك قيود الحظر الإعلامى عن خطابها، لتوجه سيل من الانتقادات للتيار المهيمن على مقاليد السلطة فى إيران.. فروحانى الذى يأمل فى الفوز بولاية رئاسية كشف عن ضغوط يمارسها التيار المتشدد فى البلاد، وهاجم التيار المحافظ خلال جولاته الانتخابية قمع الحريات وندد بعزلة بلاده قائلا "يريدون أن يبقى شبابنا فى حصار وعزلة"، واتهم المتشددون بممارسة ضغوط وفرض رقابة على شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.
روحانى فى التجمعات الانتخابية
وخاطب روحانى التيار المحافظ خلال تجمع انتخابى فى صالة شيرودى بالعاصمة طهران، قائلا: "ألم تمارسوا ضغوط لمنع النساء من العمل فى بلادنا؟، وقال "نحن لا نقبل التمييز على حسب الجنس، ونرفض الجو الأمنى فى البلاد، نحن نريد الحرية الاجتماعية والسياسية، ونريد حرية الرأى والتعبير".
وأضاف روحانى، "نريد أمن حقيقى فى المجتمع من خلال الوحدة والاتحاد بين كل فئاته"، وتطرق روحانى إلى الحريات، قائلا نريد الهدوء والاستقرار فى الشارع، مشيرا إلى الدوريات التى تفرض رقابة على حجاب الفتيات ولباسهن فى الشوارع، قائلا "الدوريات لا تحقق الهدوء".
وتطرق إلى تعيين أهل السنة فى المناصب، قائلا " يا من تتحدثون عن فرص العمل، هل تقبلون تعيين أهل السنة؟ هل تقبلون تعيين الأعراق والقوميات الإيرانية المختلفة فى المناصب؟".
روحانى عهد المتشددين ولى
فى خطاب انتخابى آخر فى مدينة همدان كشف روحانى، عما كان يدور من نقاشات بين المتشددين خلف الأبواب المغلقة، قائلا إن "شعب إيران سيعلن مرة أخرى أنه لن يعترف بأولئك الذين كانوا يدعون إلى الإعدامات والسجن طوال الـ 38 عاما الأخيرة" فى إشارة إلى السنوات التى أعقبت الثورة الإيرانية فى عام 1979.
وشن هجوم لاذع على منافسية وخصومه السياسيين من التيار المحافظ والمتشددين، قائلا إن عهد "عنفكم وتطرفكم" قد انتهى، "لقد دخلنا هذه الانتخابات لنقول لأولئك الذين يمارسون العنف والتطرف إن عهدكم قد انتهى"، وشدد روحانى فى هجومه على خصومه على أنهم يسعون إلى الفصل بين الرجال والنساء حتى فى الشوارع العامة، بإنشاء ممرات خاصة للنساء.
تجمعات انتخابية
وكما وعد أنصاره بكشف حقائق، قال روحانى"أنتم لا تعرفونهم. أنا أعرفهم. إنهم يريدون إنشاء أرصفة تعزل الجنسين، بالطريقة ذاتها التى أصدروا فيها أوامر بعزل الجنسين فى أماكن عملهم".
وهاجم روحاني أيضا استمرار اعتقال السياسيين الإصلاحيين، من أمثال مير حسين موسوى، الذى يقبع تحت الإقامة الجبرية فى منزله منذ عام 2011 لدوره فى الاحتجاجات التى اعقبت نتائج الانتخابات الإيرانية قبل سنتين من هذا التاريخ.
وتساءل "لماذا تحتجزون شخصياتنا العزيزة في بيوتهم، وهم ممن كانوا فى خدمة الأمة.. ومن أظهروا صورة إيران الحقيقية للعالم، بأى قانون" تحتجزونهم؟ هل تريدون لمجتمعنا ألا يستفيد من بيانات خاتمى؟ هل ترغبون أن يستمروا فى تشويه وجه رفسنجانى؟.
هل منعتم الفساد فى الـ 38 عاما الماضية التى كانت وضيفتكم فيها الإشراف؟ وأكد سنكافح الفساد.. وحول فضيحة المرتبات الفلكية، قال روحانى تصدينا بشكل قانونى لهؤلاء الذين استغلوا بيت المال.
إغلاق مقار الدعاية الانتخابية وتمزيق اللافتات
ورد أنصار المتشددين على هجوم روحانى بتمزيق وإحراق لافتات دعاياه، ونشر حساب المرشح الرئاسى المعتدل حسن روحانى على تطبيق تليجرام، مقطع فيديو لأنصار منافسيه وهم يقومون بتمزيق لوحاته الدعائية للانتخابات الرئاسية المقررة فى 19 مايو الجارى فى الشوارع، ونشرت مواقع إلكترونية إصلاحية صور الدعاية الانتخابية لروحانى وهى محترقة.
وبحسب وسائل إعلام إصلاحية يجد أنصار روحانى مضايقات، منها إلغاء اجتماعاتهم أو افتعال المؤامرات للتشويش على تجمعاتهم الانتخابية، وتم إغلاق بعض مقارات الحملات الدعائية لروحانى.
عائلة رفسنجانى تدعو لانتخاب روحانى رغم التضيقات الأمنية
ومنذ بدء السباق الانتخابى تقف عائلة رئيس تشخيص مصلحة النظام الراحل رفسنجانى، إلى جانب روحانى، وتشارك أبنائه فى التجمعات الانتخابية رغم تضيقات السلطات الأمنية ومنعها فائزة رفسنجانى من المشاركة فى إحدى التجمعات، إلا أن نجله الأصغر ياسر هاشمى شارك فى تجمع أقيم فى مدينة جرجان، وشن هجوم على المتشدد قائلا إن منافسى روحانى كانوا فى السابق يقومون بتوزيع البطاطس المقلية والأموال فى أيام الدعاية الانتخابية، واليوم يوزعون الوعود، وأكد نجل رفسنجانى على أن منافسى روحانى لا يمتلكون البرامج لتنفيذ وعودهم، ودعا الإيرانيين للنزول والتصويت لصالح روحانى، مشيرا إلى أن الكثافة التصويتية العالية ستكون الداعم له فى الانتخابات.
واعتبر نجل زعيم تيار الاعتدال الراحل رفسنجانى، أن منافسى روحانى يستخدمون استراتيجية الكذب والصاق التهم له، لكن اليوم ومع انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال لا يمكن الكذب على الشعب. وأشار نجل رفسنجانى إلى تهديدات الولايات المتحدة بعد صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلا "بعد صعود ترامب أصبح هناك تهديد حقيقى، وخاطب المتشددين قائلا لحين أن تقدموا اعتذار للشعب على سلوككم فى الماضى لن تتمكنوا من إيجاد مكان لكم فى قلوب هذا الشعب".
فيما نقل إعلان التيار المحافظ شائعات تفيد بتهديدات لأهالى المناطق المحرومة والقرى حال عدم الإدلاء بصوتهم لروحانى، وقالت صحيفة كيهان المتشددة، "السلطات الحكومية تهدد سكان القرى والأرياف من مغبة التصويت لمنافسى "حسن روحانى" وتكذب عليهم وتخوفهم من مخاطر فوز شخص آخر للرئاسة".
ميرسليم
ميرسليم: يعتقدون أن مصافحة أمريكا سيحل مشاكلنا
وهاجم المرشح المحافظ مصطفى مير سليم، الإصلاحيين، قائلا يعتقدون أنه إذا استسلمنا ومددنا أيدينا للولايات المتحدة الأمريكية فمشكلاتنا سوف تحل، وذلك فى حشد انتخابى لطلاب جامعة اصفهان، وقال المرشح المحافظ، اليوم انخفض معدل التضخم فى البلاد، لكنه لا يزال باقى، ويضر بحياة المواطنين. وهاجم حكومة روحانى قائلا، ثلث زيارات رئيس الجمهورية للمحافظات تتم أيام الانتخاب فقط.
إبراهيم رئيسى مع أنصاره
رئيسى: لا تهينوا الناس وتستخفوا بعقولهم
أما المرشح المقرب من خامنئى، قال خلال سفره إلى كرمان، ينبغى وضع بيت المال فى يد من هو أمينا عليه، ملوحا بذلك بالفساد وقضية المرتبات الفلكية التى وقعت فى ولاية روحانى الثانية، وتسائل "أننا نريد إنشاء الجدران في الأرصفة للتفكيك بين الرجال والنساء؟ لاتهينوا الناس وتستخفوا بعقولهم ! هل أنتم غاضبون من انتقاد الفقراء لكم ؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة