قال الدكتور محمد شحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لابد من تنقية الدين من البدع والخرافات مثل إقبال البعض على قتل أنفسهم على اعتبار أن هذه شهادة فى سبيل الله، مؤكدا أن هذا خلل فى فهم الدين، وهو فى الحقيقة انتحار وتفجير، مضيفا: "لا أحد يملك صكوك تكفير ولكن هو بيد الله والأزهر لا يملك أن يكفر أحدا ولكن القضاء هو المنوط به ذلك".
واستشهد الجندى، خلال فعاليات الجلسة الثانية لمؤتمر" الخطاب الدينى بين ضرورات التجديد والحفاظ على الثوابت"، الذى تنظمه شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم، الأربعاء، بحديث النبى صلى الله عليه وسلم، القائل فيه: "لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، مؤكدا أنه من المهم أن نعمل على تصحيح المفاهيم وإعمال فقه الأولويات ونشر التسامح عند الاحتلاف وقبول الآخر، مؤكدا أن المسيحيين مؤمنين، مستشهدا بقول الله تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن نعبد الله ولا نشرك به أحدا".
وأشار إلى أن البعض يأخذ الأمور بالتدين الشكلى، ولابد أن تكونهناك استقامة على فكر الإسلام وفكر الدين الصحيح، موضحا أن الخطاب الدينى ليس فى صورة معتمة، قائلا: "الأمة المصرية والإسلامية العريية تعيش فى مفترق طرق، إما تعيد بناء النفس مرة أخرى وبناء الإنسان المصرى العربى المسلم المتدين يستوعبه الدين الإسلامى، أو استكمال الخطأ فى عدم التجديد، ونحتاج إلى تجديد فكر وليس تجديد خطاب لأن الفكر أشمل من الخطاب، والرسالة الإسلامية التى يجب أن ينطلق منها الدعاة نحن لا نقبل التحاور فيما بيننا، وكثير منا ينظرإلى إلى من يختلف معه بنوع من الشك والفهم الخاطئ وهذا يخالف أبسط قواعد الدين الذى جاء للتعارف".
واستكمل: "نداء الإسلام هو الإيمان والتوحيد، وخطاب الإيمان وجه للأمة الإسلامية فى بداية الأمر، هناك حصار وانكسار للدين، والخطاب فى الأيام الحالية اعتذارى وليس بنائى ونحتاج إلى خطاب يبنى ويفند ويؤكد المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامى ويصنع إنسان قادر على التفكير وإيجاد الحلول من منطلق هويتنا الإسلامية وليس استيراد الأفكار من الخارج وهناك فقدان فى أنفسنا ونعانى من فقدان لهويتنا".
وأكد، أنه لا مشكلة من الاستفادة من تجارب الآخرين ولكن المشكلة استسهال الحلول الخاريجية وتطبيقها على واقعنا الحالى، ويوجد بحكم الشريعة فقه النوازل وهو مواجهة المشكلات اليومية والحياتية، وهناك الفقة المستقبلى أتى به الفقهاء لمعرفة ما ينبغى ان يكون من خلال تشخيص المشكلة والأخذ بالحلول التى تناسب المكان والظروف والأشخاص، قائلا: "أصبحنا نعيش حالة الانكسار، ومسألة البحث عن الحلول ضرورية واجبة ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب، تتحدثون عن تجديد الخطاب لدينى وأنا أقول الفكر الدينى والثقافى والسياسى والاقتصادى ولو استطعنا أن نعمل بينها تكامل وتصالح لأننا نفقتد شئ مهم للغاية وهو التحاور بيننا ونعانى من فكرة الإقصاء حتى داخل الأسرة الواحدة، ونريد استراتيجية متكاملة لمواجهة الفقدان والأخطار والأزمات والمشكلات التى نعيشها فى الوقت الحاضر".
وأكد، أن الإسلام والمسيجية واليهودية هى أديان إبراهيمية للبحث عن مشكلات الناس، قائلا: "لو استطعت لملمت هذا الخلل نستطيع توجيه الخطاب للشباب، فهم الدين جيدا بما يحقق مصلحة الوطن والأمة ولابد للنظر للمصلحة العليا والتسامح فيما بيننا لإنجاز هذه المصلحة العليا، وتباعد المؤسسات الاجتماعية الأزهر لا يعمل وحده فى وادى، وكذلك الكنيسة ولكن التعليم والثقافة والفن لابد أن ينظر لإعادة بناء الإنسان المصرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة