دخل الأسرى الفلسطينيون أسبوعهم الرابع فى إضرابهم عن الطعام، حيث يواصل نحو 1600 أسير فلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى إضرابهم المفتوح، فيما يسمى بـ«معركة الحرية والكرامة»، وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها إنهاء سياسة الاعتقال الإدارى، وإنهاء سياسة العزل الانفرادى، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبى، وغيرها.
والتقارير الصادرة عن هذا الوضع المتأزم تؤكد أن الحالة الصحية للأسرى المضربين تتدهور باستمرار، إذ إن عددًا منهم لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم.
من ناحية أخرى، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلى يتجاهل هذا الأمر، ويعمد إلى التعتيم عليه، ولم يُبدِ أى بادرة لحل هذه الأزمة، معتمدًا على ضعف قدرتنا فى تحويل الأزمة إلى قضية رأى عام عالمى.
لكن الجميل فى الأمر هو التضامن الشعبى الذى بدأ ينتشر فيما يسمى بـ«مبادرة تحدى الماء والملح»، فعلى صفحات التواصل الاجتماعى استطاعت هذه المبادرة أن تجذب انتباه الكثيرين من مختلف أنحاء العالم، حيث يقوم المتضامنون بتداول فيديوهات وعبارات مساندة للأسرى على مواقع التواصل الاجتماعى، عبر هاشتاج #SaltWaterChallenge.
بالطبع، فإن هذه المبادرة ليست بالهينة، فالعالم كله أصبح يتعامل على صفحات الإنترنت، وصارت المقاومة باستخدام هذه الطريقة حقًا مشروعًا لمواجهة المحتل فى كل مكان، وعلينا المحافظة على جعل هذا الهاشتاج مرئيًا ومتابعًا بشكل دائم، وأتمنى أن ينضم إليه الفنانون المصريون، خاصة أن الكثيرين يتابعونهم قبل شهر رمضان، استعدادًا للمسلسلات والأعمال الفنية.
علينا أن نستغل أن القضية الفلسطينية غير مختلف عليها بالنسبة للشعوب العربية على امتدادها، لذا على الجميع المساهمة فى جعل هذه القضية مثارة دائمًا، وكل إنسان يفعل ما يستطيع فى هذه الأزمة، بغرض تحويلها إلى أزمة عالمية كبرى، يناقشها الناس العاديون فى الشوارع العالمية.
نعرف أن مبادرة «تحدى الماء والملح»، وغيرها من طرق التضامن، المتمثلة فى المظاهرات فى الشوارع الفلسطينية، وإعلان بعض الشخصيات ذات الحيثية فى الشأن العربى والفلسطينى التضامن الشخصى مع الأسرى، سوف يحرك الأمور بعض الشىء، لكن الحل يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك.
الأسرى الفلسطينيون لم يتعبوا بعد، والمفروض ألا نخذلهم، وكنت أتمنى وأرجو من البرامج الفضائية أن تناقش هذه الأزمة بشكل مكثف، لأن الكثير من هذه البرامج تملك قدرة الضغط على السياسيين العرب، مما يدفعهم لاتخاذ قرارات فى هذا الشأن.
المهم يجب ألا نكل ولا نتعب ولا نتوقف عن التضامن مع إخواننا الأسرى الفلسطينيين حتى ينصرهم الله.