ربما تسمع أغنية تجعلك تسترجع كمًا من الذكريات التى تثير بداخلك حالة من حالات الشجن، وقد تشتم رائحة تفعل بك الشىء ذاته، وأنا هنا لا أقصد بالرائحة رائحة العطور فقط، وإنما أى رائحة لزرعة مثلًا، كمسك الليل، أو أكلة ما، أو رائحة البن، أو سبرتو السبرتاية «المخصصة لقهوة أصحاب المزاج»، أو صوت مؤذن بعينه كالشيخ محمد رفعت.. إنه الحنين للماضى، وكل منا له ماضيه الملىء بالذكريات.
بلا شك هذه اللحظات التى أتحدث عنها لا تقتصر فقط على الذكريات السعيدة، فكل منا له أيضًا ذكريات أليمة، لا يريد أبدًا استرجاعها، وإن حدث يكون المُسترجع فى حُكم من يتعرض لكابوس يتمنى أن يستفيق منه سريعًا، أما الذكرى الجميلة فهى كالحلم السعيد الذى لا تريد أن تستفيق منه أبدًا، «وغالبًا ما تجد شخصًا ما يوقظك منه بأسلوب مزعج»، هل تعلم أن الوقت الحاضر سيتحول قريبًا جدًا إلى ذكرى؟!، هل تعلم أنك نفسك قد تصبح ذكرى للبعض بين ليلة وضحاها؟!.. إن الاستمتاع باللحظات، أيًا ما كانت، والاستمتاع بكل شخص عزيز عليك، وخلق أجواء صحية ومبهجة بعيدة عن التوتر حاضريًا، تساعد على خلق ذكريات سعيدة فيما بعد، تثير الشجن والحنين، بعيدًا عن كوابيس الذكريات الأليمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة