مصيف جمصة بمحافظة الدقهلية، أحد أهم المصايف فى مصر، إذ يشتهر بتردد أبناء الطبقة المتوسطة عليه، لقربه من معظم محافظات الدلتا، واتساع شواطئه، والتى تسمح بزيارة مئات العائلات وآلاف المصطافين فى اليوم الواحد، كان آخرها تردد مليون مواطن، بحسب تصريحات رئيس مجلس ومدينة جمصة خلال احتفالات شم النسيم فى الأسابيع الماضية.
مصيف جمصة يتوافد عليه الملايين فى فصل الصيف، عقب انتهاء امتحانات المدارس والجامعات، بدأ الاستعداد لاستقبال الموسم منذ عدة أسابيع، بتزيين الشواطئ، والأسواق والكورنيش، وأماكن التنزه، والحدائق، والتجمعات، ومراقبة الأسواق والسلع، وتوفير جميع الخدمات للمواطنين.
السوريون يتصدرون المشهد:
وبعد توافد آلاف السوريين على محافظة الدقهلية، اختار معظمهم مدينة جمصة، للسكن وإقامة المشروعات، خاصة وهى المعروفة بهدوئها شتاء، فالمدينة مصيفية بالكامل، ولا يوجد بها الكثير من الخدمات اليومية، تصلح للمعيشة، خاصة أن تعداد سكان المدينة لا يزيد عددهم عن مائتى ألف نسمة، من بين سكان محافظة الدقهلية الذى يصل سكانها لـ 6 ملايين ونصف نسمة.
ويقوم السوريون بالعديد من الأنشطة، إذ أن المدينة أصبحت تحيا شتاء وصيفا بفضل تواجدهم جميع أيام العام، والأهم من ذلك المطاعم، والمقاهي العربية التى افتتحوها كنشاط يتكسبون منه أرزاقهم.
يقول أحمد زنهورى، سورى مقيم بمدينة جمصة، " أتيت لمصر قبل عامين، وسكنت فى أماكن متعددة من بينها 6 أكتوبر والشروق، ولم أجد راحتى غير فى مدينة جمصة، فهى مريحة شتاء، لهدوئها وقلة السكان بها، ومريحة صيفا لكثرة زوراها والذين يمثلون لى مصدر رزق كبير، فأنا أدير مطعما يعمل فيه 5 أشخاص، كلهم يعولون أسرا، وأسرتى أنا السادسة من ضمن تلك الأسر، وننتظر موسم المصيف بفارغ الصبر، فهو مصدر رزقنا الوحيد خلال أيام العام، وما نتكسبه، خلال أيام الشتاء بالكاد يكفى الإيجار ومصاريف طفيفة لليوم الواحد.
مجلس المدينة بدأ التجهيز للموسم
بدأت مجلس مدينة جمصة، بقيادة المهندس محمد الشيوى، أعمال وتنفيذ التعليمات التى وجه بها الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، حيث قامت رئاسة مجلس مدينة جمصة بإحضار سيارات جمع القمامة، ومعدات رفع التراكمات والمخلفات، و تم عمل الصيانة اللازمة للبلدورات بطول المشاية البالغ 7 كيلو مترات.
كما تم دهان البلدورات بطول المشاية، كذلك تم عمل حملة نظافة كاملة بطول الشارع، ورفع جميع الرمال الزائدة وتسويتها في منطقة اللسان، ورفع الأعمدة الخرسانية القديمة، من أمام بوابة مدخل اللسان في المنطقة الكائنة بجوار شاطئ القوات المسلحة، لتمهيد الطريق للمارة والمصطافين، كما تم استكمال السور المجاور للبوابة، و تركيب بوابة حديد جديدة لعبور المشاة، ووضع حاوية كبيرة للقمامة بالإضافة لعدد من سلال القمامة على الأعمدة بمنطقة اللسان، وإصلاح أعطال المرافق والخدمات على الشاطئ، وتركيب كشافات ليد، ويجرى العمل على ثلاث ورديات بشاطئ جمصة، ويشارك 46 عاملا فى الوردية الواحدة.
كما يتابع "الشيوى" أعمال تجهيز المتنزهات والحدائق، إذ قال فى تصريح خاص لليوم السابع، نحن نولى اهتماما كبيرا بالحدائق، وقص الأشجار بشكل جمالى، وليس مجرد تقليم عادى، ونحاول أن تكون المدينة على أفضل حال، لأنها مدينة ترفيهية فى المقام الأول، والزوار يأتون إليها من كل حدب وصوب للتنزه والترويح عن النفس، ونراعى ذلك، من كثرة المساحات المنزرعة بالأشجار والورود والأزهار، والنخل المثمر، والحدائق المزينة، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان الكريم، ويأتى إلينا الكثير من الزوار خلال رمضان، لقضاء وقت ممتع وتناول وجبة الإفطار على الشاطئ.
لأول مرة تسوية الرمال على الشاطئ بالليزر
وقال محمد الشيوى، طرحنا مناقصة لتسوية الرمال على الشاطئ بالليزر، كان الأول الرمل يتكون ويتجمع في أماكن كثيرة ويعيق الحركة، بفعل الهواء، وقمنا بعمل مشايات للمعاقين، للوصول للبحر، وركبنا 1300 كشاف إضاء ليد، في جميع مناطق المدينة، وعلى الشاطئ، وعملنا خرسانات مسلحة فى الأماكن التي تآكلت بفعل الأمواج، بمساحة 3 آلاف متر، وعمل أبراج مراقبة جديدة للشاطئ، حتى يتمكن المنقذون من التواجد فيها طيلة أيام النهار.
وأضاف "الشيوى" قمنا بعمل دهان بوية للبلدورات بجميع شوارع المدينة، بطول 60 ألف متر، و10 آلاف متر طولى ترميم خرسانات، وعمل خرسانات مسلحة، بسمك 30 سم، وإزالة الرمال المتكومة على الطريق الدولى فى مناقصة عامة، لشركات المقاولات، لأول مرة فى جمصة، من أجل إدخال رؤية هندسية جديدة، ولتحقيق الشفافية، والتطور والنهوض بالمدينة.
ارتفاع أسعار العقارات بجمصة يهدد المصيف
مدينة جمصة، تشهد طفرة هندسية وعقارية جديدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات بها بشكل كبير جدا، خاصة في فصل الصيف، وفى وقت الذروة بعد شهر رمضان وفى شهر أغسطس وهو من أهم الشهور لملاك تلك العقارات، حيث يستأجرون وحداتهم المصيفية، للمصطافين، ويكون الأجر متفاوت، ليس بموقع العقار، إنما بتوقيت تأجيره، فالأسعار فى فصل الشتاء تحتسب بالشهر، أما فى الصيف فتحسب بالليلة، ويتفاوت سعر الليلة، بحسب اليوم والشهر.
سعر الليلة الواحدة في أيام الشتاء يصل 30 جنيها، للعديد من القعارات المتوسطة، ويصل سعر الشقة في فصل الصيف، 700جنيه، كأعلى سعر في فصل الصيف، وتتراوح الأسعار ما بين 200 جنية لليلة، إلى 400 جنية لليلة الواحدة في فصل الصيف، مما يجعل العديد من المصطافين، يلجأون لرحلات اليوم الواحد، بدلا من المبيت في جمصة، والذي يرتفع سعره بشمل ملحوظ.
يقول مأمون سعد، سمسار عقارات بمدينة جمصة، أًصحاب العقارات يرفعون الأسعار يستغلون الموسم، والزحام وكثرة الإقبال على التأجير، وأحيانا يقوم بعض الأقارب مثلا أسرتين، بتأجير شقة واحدة، والتشارك في ثمن الإيجار، مما يسهل عليهم المبيت، فتجد أكثر من أسرة يسكنون الشقة، خاصة أن الناس لا يعتمدون على الجلوس في الشقق، إنما يعتمدون على الخروج للشواطئ نهارا، والتنزه والخروج في الأسواق والحدائق ليلا، ولو قام أصحاب تلك العقارات بخفض السعر، سيزيد الطلب، وسيستمر، ولكن الطلب يقل بسبب ارتفاع الأسعار، في ظل ارتفاع كل تكاليف الحياة اليومية، مما يؤثر على عملنا.
شاطئ جمصة
شاطي مدينة جمصة، أحد أهم الشواطئ بالدلتا، حيث يتسم باتساعه، وطول مساحته، حيث يصل لأكثر من 25 كيلو متر، وبه العديد من الخدمات المهمة، مثل الإنقاذ ودورات المياه، والتي تعد من أهم الخدمات التي يستخدمها المصطافون، كما يتسع الشاطئ لأكثر من نصف مليون مصطاف في اليوم الواحد، ويتسع لمليون شخص في أوقات الزحام في مواسم الذروة مثل شهر أغسطس.
كما أن مياه شواطئ جمصة شديدة الملوحة سيتخدمها المصطافون كعلاج للعديد من الأمراض الجلدية، حيث يقومون بدفن أنفسهم في الرمال، ويكثر صيادو السمان في جو يشيع البهجة، في نفوس المصطافين، وإن كان يعكر صفو تلك البهجة في كثير من الأحيان الباعة الجائلون، حيث يقومون باستغلال المصطافين، ويقدمون في معظم الأحيان سلع مجهولة المصدر، غير مدون عليها تاريخ الصلاحية.
وأكد الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة والسكان، إن المديرية أقامت خطة، لمتابعة هؤلاء الباعة، بشواطئ مدينة جمصة السياحية، وسوف تقوم تلك الحملات بالكشف عن الرخص الصحية لهؤلاء الباعة، وفحص الأطعمة المقدمة والمباعة بالشاطئ، ومعرفة مصدرها وتاريخ صلاحيتها، حفاظا على صحة المواطنين.
فيما أعلنت مديرية الصحة والسكان بالدقهلية، رفع حالة الطوارئ بمستشفى جمصة، لاستقبال أي حالات طوارئ أو حالات مرضية، وتجهير المستشفى بكافة الاحتياجات والأدوات والمعدات، لاستقبال والتعامل مع أي حالة مرضية، باختلاف حالتها الصحية.
وقال الدكتور هاني جميعة مدير مرفق إسعاف الدقهلية، إن هناك خطوات موسعة من إسعاف الدقهلية، للتعامل مع الشواطي خلال أوقات المصيف بمدينة جمصة، خاصة طيلة فترة النهار، وسوف يتم توزيع سيارات الإسعاف طيلة أيام الصيف على الشاطئ، بمساحات متساوية، لاستقبال البلاغات أول بأول، وتقديم مسعفين ذوي مهارات خاصة ومرتفعة، للتعامل مع أي حالات طارئة، لا سيما حالات الغرق، والتعاون السريع مع منقذي الشاطئ، من أجل إسعاف أي حالة.
وأضاف "جميعة" سنزيد التمركزات في فترات الذروة على الشاطئ، بالإضافة إلى التمركزات الأخرى، وسيكون هناك 8 سيارات إسعاف للشاطئ، مزودة بجميع الأدوية والمستزمات، والمسعفين المدربين على حالات الغرق، ولسعات القناديل، بتزويدهم بكافة الإمكانيات، ونحن نقوم بتدريب المسعفين والبحارة أيضا، لكيفية عمل الإسعافات الأولية للتعامل مع أي حالات، طارئة.
رحلات اليوم الواحد مهددة بالموت بسبب الطريق:
طريق المنصورة جمصة السياحي، هو أحد أهم الطرق بمحافظة الدقهلية، حيث يعتبر الرافد الأسهل والأقرب إلى مصيف مدينة جمصة خاصة قبيل موسم الصيف، والطريق تم إنشاؤه منذ 9 سنوات وبه عشرات المطبات الصناعية العشوائية، والتي تؤدي إلى حوادث متكررة خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى وجودة تصدعات وشروخ وكسور به.
وقالت أماني عبد الحي مهندسة بمديرية الطرق والكباري بالدقهلية إن هناك نزاعا بين مديرية الطرق والكباري وقطاع إدارة السواحل والذي قام بإنشاء الطريق حيث تم إنشاء طريق المنصورة جمصة بشكل غير صحيح، واستخدام تربة غير التربة اللازمة له ومواد أسمنتية وأسفلت مخالف للمواصفات، مما أدى إلى حدوث تصدعات وتشوهات في الطريق، كما أن نسبة المطبات الصناعية المهولة والغير آدمية مخالفة أيضا للمواصفات.
وأضافت "عبد الحي" هناك نزاع بين مديرية الطرق والكباري بالدقهلية وقطاع إدارة الساحل المسؤل بسبب إنشاء ذلك الطريق، حيث تم إسناد مهمة إصلاح الطريق للمديرية، ولكن المديرية طالبت بميزانية لإصلاحه، من إدارة الساحل فرفضت، وهناك محاولات من محافظ الدقهلية لاستيعاب الأمر ومحاولة إصلاحه قبيل فصل الصيف.
إزالة المخلفات
رفع القمامة من الشوارع
تجميل الحدائق بالزهور
دهان بلدورات الشوارع
عمل الأرصفة الخرسانية
حفر مسالك مياه وصرف صحي جديدة
تقليم النخيل
تمهيد الأرصف
تمثال مدخل المدينة
بعد الحدائق بالشوارع
تسوية رمال الشاطئ
مهندسون من شركات مقاولات يتابعون أعمال التسوية
مراكز خدمة الشواطئ
تسوية الشاطئ من الرمال
تمهيد الشواطئ
العمل قبل المصيف
عمل مدقات لذوى الاحتياجات الخاصة
تجهيز الشاطئ
مجلس المدينة يستعد لاستقبال الصيف
تجهيز كورنيش المدينة
عمال مجلس المدينة أثناء العمل
رفع أكوام الرمال
جانب من الحدائق والمتنزهات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة