بعد مرور 110 أيام على انتخاب الرئيس الأمريكى، ترامب، فتحت مراكز تابعة لجماعة الإخوان النار على الرئيس الأمريكى، كاشفة بقصد أو بدون قصد كواليس العلاقة بين تنظيم الإخوان وبين أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
وتزامنا مع هجوم الدراسة الإخوانية الموجهة ضد الرئيس الأمريكى، أثنت ومدحت فى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واصفة إياه بالخليفة العثمانى، فيما أرجع خبراء فى شئون حركات التيارات الإسلامية هجوم الإخوان على "ترامب" بسبب موقفه العدائى لأفكار التنظيم.
الدراسة التى أعدها عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج، ومدير المعهد الإخوانى المسمى "المعهد المصرى للدراسات" الذى يتخذ من تركيا مقرا له، زعمت أن هناك عدة مقاربات ممكنة لتفسير حالة التخبط والفوضى التى تواجهها إدارة ترامب، تتعلق إحدى هذه المقاربات بالجانب الشخصى لـ"ترامب"، التى ترتبط بتركز خبرته الواسعة والطويلة بقطاع المال والأعمال فى حين يفتقر للخبرة السياسية والدبلوماسية، حيث لم يتقلد منصباً عمومياً طيلة حياته إلى أن أصبح رئيساً.
وأشار "دراج" فى دراسته إلى موقف ترامب المعادى للإخوان، إلا أنه زعم – أى دراج- بأن "ترامب" تراجع عن قراره قائلا: "فى هذا الإطار أيضا، تواترت الأنباء عن عزم الرئيس الأمريكى إصدار أمرا تنفيذيا آخر فى أوائل فبراير 2017، يطلب فيه من وزير الخارجية بحث إمكانية إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية دولية، لكنه تراجع عن هذا الأمر".
وقال دراج إن سبب تراجع ترامب عن هذا القرار هو مستشاره للأمن القومى ماكماستر، بجانب الخارجية والمخابرات الأمريكية، حيث اعترف بتعاطف هؤلاء الجهازين للإخوان، ومنع ترامب من اعتبارهم جماعة إرهابية.
ووضعت الدراسة عدة سيناريوهات للتعامل مع ترامب، كان من بينها سيناريو العزل قائلة: "يكون ذلك بالتخلص من الرئيس ترامب حتى قبل انتهاء ولايته الأولى، أو من خلال سحب البساط من تحت قدميه لحرمانه من فرص النجاح لدورة رئاسية ثانية.
وتابعت الدراسة الإخوانية: "بناء على المعطيات التى توفرت خلال المائة يوم الأولى من حكم ترامب، والاستعراض الذى تم فى الورقة، فإننا نرى أن الاحتمالات لازالت مفتوحة لجميع السيناريوهات، وإذا كانت السيناريوهات لمستقبل إدارة ترامب مفتوحة على كافة الاحتمالات، فإن السيناريو الأقرب للواقع هو استمرار المؤسسة السياسية فى العمل على ترويض ترامب، مما يؤدى إلى تغيير الكفة فيما يتعلق بالإنجازات على المستوى الداخلى، من جهة، وزيادة التدخلات الخارجية باستخدام قدر غير قليل من العسكرة والوسائل الخشنة، من جهة أخرى، وهو ما يجعل إدارة ترامب تنحو بشكل كبير لأن تسلك المسار التقليدى للإدارات الجمهورية، فى المدى المنظور على الأقل.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن دراسة الجماعة التى سلطت الضوء على "ترامب" قد اعترفت ضمنيا بوجود تعاون بين الإخوان والمخابرات الأمريكية، بعدما قالت إن الخارجية الأمريكية والاستخبارات الأمريكية وقفت أمام اعتبار الإخوان منظمة إرهابية فى واشنطن، الأمر الذى يؤكد أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تستخدم تنظيم الإخوان أداة لتنفيذ أجنداتها بالبلدان العربية.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن التنظيم يهاجم بشكل كبير ترامب لأن سياسات الإدارة الجديدة لواشنطن لا تسمح للإخوان بزيادة نفوذهم فى واشنطن كما كانت تفعل إدارة باراك أوباما.
بدوره أكد طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن هذه المراكز والمعاهد التى تصدر دراسات من هذه النوعية، تعمل بنظام مدفوع الأجر، حيث تقدم فقط مصلحة الجماعة، ففى الوقت الذى ترى فيه الجماعة أن إدارة أى دولة تفق بجانبها تقوم بمدحها كما تفعل مع رجب طيب أردوغان، بينما تهاجم إدارة ترامب لأنها تقف ضد الجماعة ونشاطها فى واشنطن.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن واشنطن ستتجه نجو اعتبار الإخوان منظمة إرهابية، عبر الكونجرس الذى تسلم مشروع قانون من سيناتور أمريكى، بجانب وجود أدلة واضحة فى مشاركة الإخوان فى العمليات الإرهابية بالمنطقة العربية وعلى رأسها مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة