فى الوقت الذى يحذر فيه الخبراء والباحثون من ضرورة الالتزام بأقصى درجات الأمان أثناء تصفح الإنترنت خوفا من الوقوع فى فخ التجسس والاختراق، تظهر تقارير جديدة تكشف أن مستخدمى الأجهزة الذكية معرضون للتجسس والتعقب طوال الوقت حتى أثناء عدم استخدام الإنترنت. كاميرات الأجهزة الذكية والميكروفونات ولوحة المفاتيح هى أسلحة يمكن للقراصنة الاستفادة منها واستغلالها لجمع المعلومات عن المستخدمين، وكان آخرها كشفت شركة مودزيرو للاستشارات الأمنية السويسرية عن وجود تكنولوجيا يستخدمها قراصنة الإنترنت لجمع المعلومات الحساسة عن المستخدمين، والتى تأتى مثبتة مسبقا على مجموعة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، إذ تحتوى العشرات من نماذج أجهزة اللاب توب التى تباع من قبل شركة HP على برامج تسجيل المفاتيح، التى تلتقط كل ما هو مكتوب على لوحة المفاتيح الجهاز، ويمكن للملفات غير المحمية المستخدمة لتخزين هذه المعلومات السماح للقراصنة بالوصول إلى التفاصيل الخاصة مثل كلمات المرور والأرقام.
ووفقا للموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فكانت الشركة الأمنية السويسرية أول من كشفت عن هذا الخلل خلال مؤتمر صحفى عقد أمس الأول، مؤكدة أن هذه الثغرة تؤثر على 28 جهاز لاب توب تابع لشركة Hp تم بيعه فى الفترة بين 2015 و2016، بما فى ذلك EliteBook و ProBook وZBook.
ويستخدم برنامج تسجيل المفاتيح من قبل برامج تشغيل الصوت لتحديد متى تم الضغط على أزرار التحكم فى الصوت صعودا وهبوطا على لوحة المفاتيح، ولكن يثير تخزين التفاصيل المسجلة عن كل ضغطة للمفاتيح فى ملفات نص عادى غير مشفرة، عددا من المخاوف الأمنية والأسئلة حول أسباب تصميم البرامج بهذه الطريقة.
فعلى الرغم من أن ملفات تسجيل ضغطات المفاتيح يتم محوها فى كل مرة يتم فيها إعادة تشغيل الكمبيوتر، إلا أنه يمكن استرداد الملفات المحذوفة من قبل ذوى الخبرة التقنية. وتلتقط برامج تسجيل المفاتيح ضغطات المستخدم على لوحة المفاتيح، وتتعرف على المفاتيح التى يتم الضغط عليها لتسجل تلك المعلومات، عادة بقصد إرسالها إلى شخص يريد معرفة الكثير من التفاصيل عن المستخدم، لكن بعض التطبيقات القانونية لهذه التكنولوجيا تشمل الآباء الراغبين فى مراقبة سلامة أطفالهم على الإنترنت أو أرباب العمل الذين يرغبون فى مراقبة الموظفين ويرصدون استخدامهم للإنترنت، لكن يمكن للقراصنة أيضا الاستفادة منها لجمع التفاصيل الشخصية.
فعلى الرغم من أن ملفات تسجيل ضغطات المفاتيح يتم محوها فى كل مرة يتم فيها إعادة تشغيل الكمبيوتر، لكن يمكن استرداد الملفات المحذوفة من قبل ذوى الخبرة التقنية، وهذا يمكن أن يسمح للقراصنة بالوصول إلى كل شيء كتبه المستخدمون على الإطلاق.
وقالت شركة مودزيرو: "لا يوجد دليل على أن برنامج تسجيل المفاتيح تم تطويره عمدا، لكن من الواضح إهمال المطورين للأمر، مما لا يجعل هذا البرنامج أكثر ضررا."
وقال متحدث باسم Hp فى بيان أرسل لموقع ديلى ميل: "تلتزم Hp بالأمن والخصوصية لعملائها ونحن على بينة من برنامج تسجيل المفاتيح على عدد من أجهزة الكمبيوتر Hp، لكن هذا لا يعنى أن الشركة لديها حق الوصول إلى بيانات العملاء، إذ طور المورد البرمجيات لاختبار وظائف الصوت قبل إطلاق المنتج، وكان لا ينبغى أن تدرج فى النسخة النهائية عند شحنها، فالإصلاحات ستكون متاحة قريبا عبر HP.com. "
فيمكن لبرامج تسجيل المفاتيح الانتشار على شبكة الإنترنت والوصول إلى موقع من خلال البرامج الضارة التى يتم تثبيتها، والتى تشمل الضغط على روابط التصيد الاحتيالى فى رسائل البريد الإلكترونى أو إصابته بالفيروسات. ويجب على مالكى أجهزة الكمبيوتر المتضررة التحقق ما إذا كان يتم تثبيت البرامج C: \ ويندوز \ System32 \ MicTray64.exe أو C: \ ويندوز \ System32 \ MicTray.exe.
وتوصى مودزيرو بحذف أو إعادة تسمية الملفات لمنعها من تسجيل ضغطات المفاتيح، على الرغم من أن هذا قد يعنى أن أزرار التحكم فى مستوى الصوت على أجهزة الكمبيوتر المحمولة المتأثرة لم تعد تعمل.
يجب أيضا حذف الملف C:\Users\Public\MicTray.log على الفور، فهو يحتوى أيضا على معلومات حساسة مثل معلومات تسجيل الدخول وكلمات المرور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة