بذلت الدولة جهودًا كبيرة ومتنوعة خلال السنوات الأخيرة للقضاء على آفة الأمية الأبجدية، وذلك إدراكًا منها للآثار السيئة الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية العديدة التى تعود على المجتمع من تفشى هذه الآفة اللعينة، ولكن أرجو أن ننتبه أيضًا أننا نعانى منذ سنوات طويلة من نوع أمية أخرى لا تقل خطورة عن الأمية الأبجدية ألا وهى «الأمية الوظيفية»، والتى تعنى عدم القدرة على تأدية العمل المحدد بالكفاءة والإتقان اللازمين، كنتيجة مباشرة للنقص الفادح فى المعلومات والمهارات والتدريب الواجب التسلح بهم لتأدية الأعمال المختلفة على الوجه الأكمل.. وهو ما يفسر لنا على سبيل المثال لماذا تحقق مؤسسات وشركات القطاع الخاص فى مصر مكاسب عظيمة، على النقيض من معظم مؤسسات وشركات القطاع العام التى تحقق ميزانياتها خسائر جسيمة تطالعنا بها وسائل الإعلام المختلفة بصفة دورية.. وهو ما يفسر لنا أيضًا لماذا ينهار مبنى أو كوبرى أو طريق حديث الإنشاء فى مختلف المحافظات.. إن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الجمة التى نعانى منها بسبب الأمية الوظيفية تتطلب من الدولة التخطيط العلمى والإدارى السليم الذى يتيح لنا القضاء التام على هذه المشكلة الخطيرة.