كشف بعض أعضاء جماعة الإخوان فى السجون، عن انتشار المراجعات داخل قواعد الجماعة وبعض التيارات التكفيرية، المتواجدة فى السجون، فخلال أسبوع واحد خرجت مراجعات هى الأولى لمسجون بسجن الزقازيق ينتمى للسلفية الجهادية، ويفضح تنظيم داعش وقائده ويكشف علاقة التنظيم مع أمريكا، والثانى لمتهم فى قضية كتائب حلوان، يتهم قيادات جماعة الإخوان بما سماه الدخول فى معركة صفرية، بموجبها تم توريط الإخوان منذ 30 يونيو.
هذه المراجعات أحدثت حالة كبيرة من الارتباك داخل صفوف الجماعة، خاصة أن المراجعة الثانية تم نشرها على أحد مواقع التنظيم، وطالب فيها المتهم الإخوانى، قياداته بالتراجع خطوة للوارء، وهو ما دفع بعض قيادات التنظيم فى الخارج، للرد عليه، والزعم بأن التنظيم لن يتراجع فى آرائه.
ووفقا لمصادر مقربة من جماعة الإخوان، فإن هذه المراجعات الجديدة بدأت مع منتصف شهر مارس الماضى، تزامنا مع خروج وثيقة من جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، تهيأ القواعد بضرورة أن تقدم الجماعة تنازلات، وهو الأمر الذى واجهته جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله شهر مارس الماضى.
قالت المصادر، إن جلسات حدثت بين شباب الإخوان داخل السجون، خلصت إلى ضرورة إجبار القيادة على تقديم تنازلات، وإيجاد مخرج لقيادات وأعضاء التنظيم المتواجدين داخل السجون، كاشفة أن من يقود هذا الأمر داخل السجون بعض أعضاء مكتب إرشاد الإخوان المسجونين، بين الشباب بجانب بعض أعضاء مجلس شورى الإخوان.
المصادر أوضحت، أن بعض الشباب أرسل رسائل لعائلته خلال زياراتهم له طالبوهم فيها بنشرها عبر وسائل الإعلام التابعة للجماعة، تفضح فيها أسلوب إدارة التنظيم، وتطالبهم بالتوقف عن السياسة الحالية للجماعة، وهو ما أزعج الإخوان وحلفاءهم خلال الأيام الماضية.
وكانت رسالة لأحد أعضاء الإخوان فى السجون، كشفت حالة اليأس التى وصل لها أعضاء الجماعة وقياداتهم المتواجدون داخل السجن، حيث طالبت الرسالة قيادات الجماعة بالتراجع من أجل خدمة المتواجدين بالسجون، واستقامة القيادات، فى الوقت الذى فسر فيه خبراء هذه الرسالة بأنها محاولة لدعوة الجماعة لإنقاذ نفسها.
الرسالة المسربة كانت لعيد البنا، المتهم فى قضية "كتائب حلوان"، حيث انتقد العضو الإخوانى المتواجد بالسجن عدم وجود رؤية لدى جماعة الإخوان بشأن الإفراج عن قياداتها وأعضائها داخل السجون، داعيًا قيادات الجماعة إلى العودة خطوات للوراء.
فى المقابل خرج أيمن عبد الغنى، القيادى الإخوانى، وصهر خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، انتقد بشدة ما يثار حول إجراء الإخوان مراجعات، ووصل إلى درجة أنه نفى أن الجماعة ستتجه لتقديم أى تنازلات أو تصدر وثائق خلال الفترة المقبلة، زاعما أن الجماعة ستواصل التصعيد.
ووجه صهر الشاطر، رسالة إلى تلك القيادات التى تطالب التنظيم بالتراجع خطوة للخلف، وتنتقد سياسات قيادات الإخوان، قائلا: "أرفض تمام مطلقا هذا، فهذا نوع من المزايدات أو التشهير أو الإساءة للرموز الوطنية، ومثل هذه التصرفات غير مقبولة جملة وتفصيلا، وينبغى على الجميع التصدى لها، فهى لا تصب فى صالح الجماعة".
وتابع صهر الشاطر، فى تصريحات على أحد المواقع الإخوانية: "لم تعد هناك أى سعة لمثل هذه المزايدات البغيضة"، مطالبًا الجميع من أعضاء الإخوان بأن يكونوا على قدر المسؤولية.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن رسائل الإخوان فى السجون مؤثرة، وواقعية وتكشف حقيقة ما يعانى منه الشباب المسجون من قيادات الجماعة وأحاسيسه.
وأضاف المنشاوى، لـ"اليوم السابع"، أن هذه الرسالة لابد أن يعيها قادة الجماعه الذين مازالوا يعيشون ادوار العنتريات والبطولات الزائفه، فحسن البنا نفسه كان يتراجع عندما يرى الامواج عاليه وينحنى حتى تمر العاصفى، وعمر التلمسانى مرشد الإخوان الأسبق، كان يحافظ على أفراده ولا يقبل أن يمس أحد منهم بسوء.
واستطرد المنشاوى: "المعادلة الصفرية التى تبعتها الجماعة من بداية الأحداث، وهى كل شئ أو لا شئ أوصلتهم إلى لا شئ، والزج بشبابهم فى السجون وبتدمير للأسر بشعارات غير واقعية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة