••
رئيس جهاز المدينة: تم تقسيم المشروع لـ4 أحياء لسهولة تنفيذ الخدمات بالكامل.. ويؤكد: لن يتم تسليم أى شقة إلا عقب اكتمال الخدمات
••
العمال: نشعر بالفخر والعمل بالمشروع واجب وطنى•• أصحاب شركات المقاولات: وزارة الإسكان تجاوزت كافة الصعوبات بعد تحرير سعر الصرف
هنا أكبر مشروع إسكان اجتماعى بجمهورية مصر العربية..أكثر من 30 ألف عامل فى أكثر من 100 شركة مقاولات ذات الفئات من الأولى للرابعة يعملون على مدار الساعة، استطاعوا فى شهور قليلة أن يحولوا صحراء جرداء لجنة على الأرض..عمارات ضخمة ومساحات خضراء ورصف طرق وتشطيب واجهات عمارات.. الكل يعمل فى وقت واحد.. الكل يسابق الزمن من أجل إنجاز المشروع فى الوقت المحدد من قبل الرئيس السيسى لتسليم الوحدات للحاجزين فى الوقت المحدد وهو عام من بداية استلام شركات المقاولات موقع الأرض.
ورغم الظروف الصعبة التى واجهتها شركات المقاولات ووزارة الإسكان بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار مواد البناء والتى وصلت للضعف فى كافة الأسعار إلا أن مواقع العمل لن تتوقف لمدة ساعة واحدة، واستطاعت وزارة الإسكان أن تستوعب الموقف بسرعة صرف فروق أسعار وتغيير بعض المواد فى قانون المناقصات والمزايدات، لحين الانتهاء من قانون التعويضات وإقراره تجنبا من توقف العمل، وهو ما أشدا به الكثير من شركات المقاولات المتواجدة فى مشروع الإسكان الاجتماعى.
للوصول إلى أكبر مشروع إسكانى فى مصر والذى يقع فى مدينة 6 أكتوبر، عليك أن تسلك طريق الواحات حتى نهاية الطريق والذى تتواجد به صينية كبيرة يقع على يمينها مسجد الشرقية للدخان لونه أخضر، تسلك يسار الصينية وترجع مرة أخر وتأخذ أول شارع على اليمين لتتخطى به شريط السكة الحديد وعقب ذلك تجد نفسك داخل اكبر مشروع إسكان اجتماعى.
وخلال أقل من 10 شهور تحولت الرمال الثابتة فى الصحراء والتى كانت مطمع للبعض إلى منشآت خرسانية مغلفة بالأخشاب من كل جانب فى أكثر من 87 موقع عمل بمدينة السادس من أكتوبر للإسكان الاجتماعى فقط. ويتحول الموقع إلى عبارة عن خلية نحل لإنشاء 42 آلاف وحدة سكنية للشباب كاملة التشطيب فى عام واحد فقط.
يتكون الموقع من عدد 3 آلاف عمارة بإجمالى 42 ألف وحدة سكنية، موزعة على أكثر من 72 موقع عمل، يتم الدخول إليها عن طريق الواحات بالقرب من مسجد «الشرقية للدخان» الذى يقع فى الجهة المقابلة للمشروع الكبير، فى مدخل مواقع الإنشاء تنتشر سيارات خلاطات الأسمنت سابقة التجهيز بجوار الشاحنات التى تنقل الحديد والأسمنت.
أصحاب شركات المقاولات بالمشروع أكدوا أنهم سعداء بالعمل داخل هذا المشروع القومى، مؤكدين أن مثل هذه المشروعات ساهمت فى توفير الآلاف فرص العمل للشباب من ناحية، فضلا عن أنها ستساهم فى حل أزمة السكن، مؤكدين أن وزارة الإسكان تختلف عن أى جهة أخرى بالنسبة للمستخلصات والمستحقات المالية للمقاولين، فالوزارة والهيئة تصدر كافة المستخلصات أولا بأول، مؤكدين أن الموظفين بجهاز مدينة 6 أكتوبر على قدر كبير من الوعى والدراية بأهمية المشروع لذلك يعملون بقدر طاقتهم من أجل سرعة استخراج المستخلصات خوفا من تعطل أى مقاول.
من جانبه قال، أحد العمال ويدعى محمد مصطفى، صاحب 35 عاما: "أنا من الفيوم ولما جينا اشتغلنا فى المشروع كان منظر الصحراء يخوف ولكن فى ظل أيام بسيطة من العمل تحولت هذه الصحراء إلى خلية نحل. صوت المعدات شغال ليل نهار، لا يتوقف، الكل يسابق الكل من أجل سرعة إنهاء الأعمال المكلف بها، ورؤساء شركات المقاولات لم يكتفوا بالمتابعة من مكاتبهم.. بل يقفون مع العمال يد بيد وطول الوقت متواجيدن فى الموقع".
فيما قال على أبو باسم، 42 عاما: "أنا شوفت وزير الإسكان فى الموقع أكتر من مرة، وفى كل مرة كنت أشوفه فيها ألاقيه بيتكلم مع أصحاب شركات المقاولات وبيطالبهم بالعمل وسرعة الإنجاز، وأنه الرئيس السيسى بيتابع المشروع ده بصفه يومية، وبيقولهم كمان: "اللى بيحب البلد دى يقف جنبيها ويخلص الشغل بتاعه فى أسرع وقت".
وأضاف: "كل مرة يجى فيها الوزير بنلاقى العمال كلهم بيشغلوا بكل جهدهم، وتشعر أن البيوت دى بتاعهم هما مش بيبنوها للحكومة، وأضاف: "أول مرة أشوف الطاقة وحب العمل فى مشروع زى ده رغم إن لىّ أكتر من 20 سنة شغال فى المقاولات".
أحمد على رئيس عمال بأحد شركات المقاولات أكد أنه يعمل فى كل عمارة نحو 10 حدادين و10 نجارين مع 5 عمال كهرباء، لافتا إلى أن هناك البعض يعمل بالإنتاج، بمعنى: "أنه بيتحاسب على المتر وليس باليومية، وده بيخلى الصنايعية عايزة تعمل أكبر شغل ممكن علشان كل ما بيشتغل أكتر بياخد فلوس أكتر".
بينما قال أحد المهندسين ويدعى مصطفى السيد، "نستيقظ فى تمام السابعة صباحاً، ونحضر إلى موقع العمل فى تمام الثامنة صباحاً، ومهام عملنا تتلخص فى تسلم العمل من الصنايعية ومتابعة سيره ومدى جودته ودقته، ثم نقوم بتسليمه إلى المهندس الاستشارى، ويتولى كل منا الإشراف على 4 عمارات، ونقوم بشراء احتياجاتنا من الطعام والشراب من كانتين فى الموقع، أما أكثر شىء أحبه هنا فهو سرعة إنجاز العمل، والفرق بين الإنجاز وسلق الشغل هو أن الإنجاز يعنى تنفيذ الأعمال بسرعة ودقة فى نفس الوقت، عكس السلق حيث يتم تنفيذ العمل دون دقة أو جودة".
ويضيف "أساسات العمارات من أصعب مراحل الإنشاء لأنها تتطلب دقة وتركيزاً شديدين، لأنها ببساطة قاعدة العمارة وعمودها الفقرى مع الأعمدة، ومن مميزات المشروع استيعاب عدد كبير من المهندسين والعمال، وأنا فخور جداً لكونى من المشاركين فى هذا المشروع العملاق، خاصة أننى أعمل به فى مراحله الأولى.
ومن داخل موقع المشروع أكد المهندس عصام بدوى، رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، أن متوسط نسبة تنفيذ المشروع وصلت لـ80 %، لافتا إلى أنه جار تنفيذ نحو 97 ألف وحدة سكنية بمدينة 6 أكتوبر، ينفذ الجهاز منهم نحو 63 ألف وحده، بينما تنفذ الهيئة الهندسية حوالى 34 ألف وحدة.
وأضاف المهندس عصام بدوى، أن المشروع الاكبر يضم 43 ألف وحدة سكنية تم تقسيمه على 4 أحيار كبار " أ وب وج ود" وذلك لسهولة تنفيذ الخدمات بالمشروع، لافتا على أنه تم تخصيص مبلغ 2 مليار جنيه لتنفيذ وتوصيل المرافق للمشروع.
وأوضح رئيس جهاز 6 أكتوبر، أنه تم إسناد تنفيذ أعمال المياه والصرف والطرق والكهرباء وجار إسناد أعمال الأسفلت ورصف الطرق، لافتا إلى أن استثمارات المشروع تتخطى الـ8 مليارات جنيه، بالإضافة لتنفيذ نحو 247 عمارة بعدد وحدات 5928 وحدة فى موقع أخر، ووصلت نسبة الإنجاز بهم نحو 80%.
وعن طبيعة عمل الشركات وتعاقدها مع الجهاز يقول «بدوى»: «يتم دفع 10% من قيمة التعاقد إلى الشركات قبل العمل لشراء مستلزمات البناء والإنشاء مثل الحديد والأسمنت والأخشاب، لضمان سير العمل، كما يتم دفع مستخلصات مالية لهم كل 15 يوماً بدلاً من كل شهر، لتشجيعهم على سرعة الإنجاز، وتتولى كل شركة من هذه الشركات توصيل المرافق الأساسية وإنشاء المساحات الخضراء والترفيهية بنطاق عملها ويتم توصيل المرافق بالتوازى مع إنشاء العمارات، ويبلغ سعر وحدة الإسكان الاجتماعى حوالى 154 ألف جنيه وهذه الوحدة مدعمة من الدولة بمبلغ يتراوح ما بين 15 ألف جنيه، و25 ألف جنيه قيمة توصيل المرافق الرئيسية».
وأوضح رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، أن أعمال الطرق داخل المشروع بدأت بالتوازى، وتم تمهيد بعض الطرق من أجل رصفها، عقب الانتهاء من تركيب شبكات المياه والكهرباء والغاز والتليفونات.
وحول نسب تشطيب مشروع الإسكان الاجتماعى، أشار المهندس إلى أن نسب التشطيب تختلف من موقع لآخر طبقا لتاريخ الإسناد لشركات المقاولات، مشيرا إلى أن نسب التشطيب تتراوح من 40 إلى %80. وأكد أنه يجرى التنسيق مع هيئة النقل العام لوضع خطة لتوفير احتياجات 95 ألف وحدة سكنية جار تنفيذها ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى من مواصلات النقل العام.
وفى السياق ذاته، كشف المهندس عصام بدوى، رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، أن الجهاز ينفذ عددًا من محاور الطرق الجديدة داخل المدينة بتكلفة تصل لـ2.7 مليار جنيه، لافتا إلى أنه جار تطوير وصلة دهشور الشرقية حتى منطقة الشركات، لافتا إلى أن عملية التطوير تتضمن تنفيذ محور للدراجات بتكلفة تصل لـ9 ملايين جنيه، ويتضمن المحور مكانا ترفيهيًا ومكانًا للرياضة، ويخدم كل الأحياء التعاونية والكمباوندات بالمنطقة ومنطقة الشركات. وأشار إلى أن المحور الثانى الجارى تنفيذه يتمثل فى وصلة دهشور الشمالية مع كوبرى جهينة بقيمة 400 مليون جنيه، ومن المقرر الانتهاء منها على نهاية سبتمبر المقبل.
وأوضح أن المحور الثالث عبارة عن تطوير طريق الواحات عن طريق إضافة حارتين يمين ويسار الطريق، عرض الحارة الواحدة يصل لـ11 مترا، بجانب إنشاء عدد من الكبارى على الطريق بتكلفة 630 مليون جنيه، مضيفا أن المحور الثالث يتمثل فى محور تدعيم طريق الفيوم، ويغذى مداخل أكتوبر ويتضمن حارتين أساسيتين، وحارتين للنقل الثقيل، وحارتين خدمات للطريق.
وأشار إلى أن المحور الخامس يبدأ من جامعة زويل وحتى طريق الواحات بتكلفة 824 مليون جنيه، لافتًا إلى أنه من المقرر الانتهاء من تنفيذ كل المحاور على نهاية 2018. وفيما يتعلق بمشروع الإسكان الاجتماعى، أنه تم بدء توصيل المرافق لأكبر مشروع إسكان اجتماعى على مستوى الجمهورية، وذلك بعد انتهاء طرح المناقصات على شركات المقاولات.
وأشار إلى أنه تم زيادة خطوط النقل العام، التى تخدم الوحدات السكنية على طريق الفيوم إلى 4 أتوبيسات بدلًا من 2، وكذلك توفير أتوبيسين للتوسعات الشمالية لإسكان محدودى الدخل، وتوفير أتوبيسين لخدمة المناطق الصناعية.
وأضاف أنه تم الاتفاق أيضًا على تشغيل خطوط النقل العام الخاصة بنقل طلبة مدارس منطقة «ابنى بيتك»، على أن يقوم الجهاز ومجلس الأمناء بالموافقة على صرف دعم لهذه الخطوط من ميزانية مجلس الأمناء، كحافز لتحسين الخدمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة