يفكر الزوجان فى الحصول على طفل بمجرد الزواج، وذلك أمر خاطئ ولا يوجد فيه أى تنظيم، فيجب أن يكون الشريكان على استعداد كامل بكل ما يخص الحمل والإنجاب، وحقيقة أن عدد أفراد الأسرة سيزيد من فردين إلى ثلاثة، لهم متطلباتهم المادية واحتياجاتهم العاطفية والنفسية والجسدية، وكل ذلك لا يحدث فى الطبيعى، ولذلك ترتفع معدلات الطلاق والتربية السليمة للأطفال، من هنا نقدم لكم كل التجهيزات اللازمة لهذا القرار الذى سيغير أمورا كثيرة.
فحوصات يجب أن يجريها الزوجان قبل الإنجاب
قال الدكتور مجدى علما، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، إنه عند الاستعداد للإنجاب، يجب أن يكون هناك اجتماع بين الطبيب والطرفين فى جلسة استشارة طبية، ويتم سؤال الطرفين عن الرغبة فى الحمل والتوقيت المناسب، وإذا احتاجوا للحمل قريبا فنقوم بخطوات مهمة تشمل التاريخ الطبى والفحص والتحاليل والنصائح للطرفين.
الكشف الطبى للزوج
وحدد "علما" الكشف الطبى للزوج فى سؤاله عن التاريخ الطبى له بداية من عمره وطبيعة العمل، لأن هذه العوامل لديها تأثير على القدرة الإنجابية، حيث إن السن يتحكم فى القدرة على العلاقة الجنسية بعد سن 50 سنة، وطبيعة العمل تؤثر على سلامة وجودة الحيوانات المنوية، وكذلك إذا كان لديه زواج سابق وطبيعة العملية الإنجابية وقتها.
وأضاف "علما" أنه إذا كان الزوج مصابا بالتهاب الغدة النكافية فهنا يكون أمر مهم أن نتعرف على تاريخه المرضى، لأنها تؤدى لالتهاب الخصيتين ومن ثم تدمر مصانع الحيوانات المنوية، ويوجه له أسئلة مثل هل تشعر بآلام فى الخصية مثل وجود سوائل أو دوالى بالخصية، ويكون لذلك علاجات طبية، ويعانى بعض الأزواج من التهابات مجرى البول نتيجة التهاب البروستاتا ومن ثم يؤثر على القدرة الإنجابية.
وأكد "علما" أن الخطوة التى يتم اتباعها بعد ذلك تكون من خلال الفحص الطبى سواء من جانب طبيب ذكورة أو تناسلية، ويتم التأكد من سلامة كل ذلك وعلاج أى مشكلة.
التحاليل الخاصة بالحيوانات المنوية
وعن التحاليل التى يخضع لها الزوج، يقول علما إن تحليل السائل المنوى ضرورى، ويحدث بعد التوقف عن العلاقة الزوجية بثلاث أيام ليكشف عن العدد والحيوية والحركة للحيوان المنوى، والتى يجب أن تمثل نسبة 40% من مخزون الحيوانات المنوية فأكثر، وتكون سليمة فى هذه الحالة وجيدة لتحقيق هدفها.
ولفت "علما" إلى أنه أحيانا نجد صديد وفى هذه الحالة يعالج بالمضادات الحيوية، وإذا كانت هناك حيوانات مشوهة بنسبة كبيرة يحدث فحص للخصيتين بموجات فوق الصوتية، وأحيانا يظهر نوع من الأمراض المناعية، فيتم التعامل فى هذا الوقت بإجراء عمليات الحقن المجهرى ويكون هناك نسبة 30% مقبول أن يوجد يكون هناك حيوانات منوية مشوهة من اصل العدد الموجود.
فترة الحمل
الكشف الطبى للزوجة
أما عن الزوجة، فأوضح "علما" أن التاريخ الطبى لها يشمل على السن الذى يكشف عن مخزون التبويض، لأنها كلما تعدت الـ40 عاما، يقل كثيرا التبويض المسئول عن القدرة الإنجابية، وكذلك نتعرف على أى نوع من النزيف الذى يحدث أثناء الدورة الشهرية لأن كميتها إذا كانت زائدة مع الكبر فى السن عن الثلاثين، تضع احتمالية الإصابة بأورام ليفية داخل الرحم تؤدى لتأخر الإنجاب أو الإجهاض المتكرر، وعندها يكون السونار المهبلى مهم جدا لأنه سيوضح وجود أورام من عدمه وحجمه وموقعه كلما كان ضاغطا على أحد قانتى فالوب، فتأثيره أشد سلبا على الإنجاب، وكذلك إذا ما تعرضت السيدة سابقا لجراحات فى البطن ونقص الدورة الشهرية.
التحاليل الخاصة بالتبويض وسلامة قناة فالوب
أما عن الفحوصات الضرورية فيحددها "علما" فى 3 تحاليل الأول إذا كان سنها متقدما ويكون تحليل AMH لمخزون المبيض، والثانى قناة فالوب بالأشعة بالصبغة إذا لم يحدث حمل وتأخر، والثالث بمنظار رحمى للكشف عن الالتصاقات.
سلامة الطفل من خلال فحوصات الأمراض الوراثية
أهمية تحاليل الأمراض الوراثية ومتابعة الحمل
من جانبها أشارت الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارى الأطفال بطب قصر العينى، إلى إن ولادة الأطفال المشوهة أو المعاقة أو ذوى العيوب الخلقية يعود للأمراض الوراثية بشكل كبير، والتى تكون سببها عوامل ناتجة عن اختلال الكروموسومات، ويولد بها الأطفال إن لم يأخذها الوالدان فى الاعتبار أن يقوموا بفحوصات قبل الزواج وليس فقط قبل الحمل، وكذلك المتابعة خلال فترة الحمل.
وأوضحت نهى أبو الوفا أن هناك بعض الأمراض الوراثية الخفية التى يكون جسد الآباء لديه الاستعداد لها، ولكن لا تظهر عليهم فيما تظهر على أطفالهم، مثل الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر الأبيض المتوسط، ومرض ضمور العضلات الشوكى، وهناك أشعات على الجنين فى البداية، للكشف عن أى مرض والتعامل معه سريعا.
نصائح طبية للزوجين قبل الحمل
وفقا لما ذكره موقع "webmd" الطبى، فهناك عدد من النصائح المهمة عند قرار الحمل، والتى تشمل على التحكم فى الوزن، فلا يقل أو يزيد عن المتوسط، لأن الوزن المثالى للمرأة فى بداية الحمل يضمن للطفل سلامته لاحقا، وكذلك التوقف عن عادات سيئة مثل التدخين الذى يؤثر على الخصوبة ويضعفها، فهو يؤثر على مدى تقبل الرحم للبويضة، وعند الرجال يقلل إنتاج الحيوانات المنوية ويضر بالحمض النووى.
كما أنه يجب عند تنظيف المنزل تجنب استخدام المبيدات الحشرية التى تعوق حملك، لأنها تؤثر على خصوبتك أنتِ وزوجك أيضا، حيث إن التعرض لبعض السموم الناتجة عنها يؤدى لمشكلات سلبية جدا، وكذلك أن تستغلى ما يقدمه الأطباء من فرص أفضل للخصوبة، حيث إن الفترة التى تكون خلال الـ6 أيام قبل التبويض هى مساحة عالية للخصوبة، التبويض تكون قبل موعد الدورة الشهرية المنتظر بـ14 يوما.
تغيرات جسم المرأة خلال الحمل
تغيرات جسم المرأة خلال الحمل
ووفقا لما ذكره موقع "womenshealth" الأمريكى فيجب أن تتأهل المرأة وكذلك الزوج للتغيرات التى تطرأ على شكل جسدها وحالتها النفسية أيضا، ليكون دعما ويتحمل تقلباتها ومشكلاتها التى يسببها الحمل، حيث تحدث الكثير من التغيرات لجسم المرأة بما فيها الثدى والبطن والشعر والأظافر والفم وحرارة الجسم والمفاصل، وبالإضافة إلى كل ذلك تجد التغيرات الأبرز هى ما تحدث فى الجلد، ومنها علامات التمدد التى تظهر، حيث إن هذه الخطوط الإرجوانية والوردية يتم رؤيتها على بطن المرأة وثديها والفخذين، والتى تؤدى إلى الحكة.
وتشمل العلامات المرضية أيضا والنفسية التى تحدث لها على التعب الشديد، وتورم الثديين، وغثيان الصباح وهو حالة اضطراب المعدة بدون قىء، و الوحم وكذلك عدم تذوق بعض الأطعمة، وتقلبات المزاج، واكتساب الوزن أو فقدانه، مع التبول كثيرا، والإصابة بالصداع، وحرقة المعدة، الإمساك.
ويتغير جسمها أيضا عند الإنجاب، حيث يكبر الثدى منذ فترة الحمل خاصة فى الشهور الثلاثة الأولى، ويزيد ضعف الحجم وبشكل مختلف عن منظره الأساسى بسبب تخزين الجسم للدهون والرضاعة، وتحدث آلام الحلمة بسبب الإصابة بالقرح والالتهابات نتيجة الرضاعة، والتهاب الثدى واحمراره بسبب عدوى، واختلاف اللون فإن المنطقة التى تحيط بالحلمة بشكل خاص تتحول للون الأسود، وقد تخف مع الوقت أو تظل كما هى بلونها الجديد.
الاستعداد نفسيا للزوجين قبل قرار الإنجاب
من جانبه قال الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، إن التأهيل النفسى لقرار الإنجاب يسبقه تأهيل لفكرة تقبل الزواج فلا بد من معرفة الواقع والبعد عن الخيال والأوهام، حيث تعتقد المرأة أن فى الزواج ستجد الحب والاهتمام والحنان من الزوج، وذلك بسبب الأفلام والمسلسلات والقصص الخيالية التى تعيش فيها، وكذلك الزوج يعتقد أنه سيشبع غريزته ورغبته الجنسه ويعيش فى حنان وحب وحياة خالية من المشاكل وهنا تقع الكثير من الخلافات الزوجية وقد تؤدى الى الطلاق فى بعض الاحيان، فيجب أن يفهم الزوجين أن الزواج لا يقدم الخيالات والأوهام التى رسمها الطرفين طوال فتره حياتهما.
وأضاف عبد الله، أن فكرة الاعتماد على الأب والأم قبل الزواج تسبب كارثة بين الزوجين، فالمرأة ترى دائما أن الزوج يجب أن يعاملها مثلما كان يعاملها أبيها وشقيقها بحنان ورفق والزوج يعتقد أن الزوجة قد تتحمل إهماله فى المنزل مثلما كانت تعمل والدته وهنا تقع العديد من المشاكل.
ولفت عبد الله إلى أن جسم المرأة بعد الزواج يتغير بسبب الهرمونات والحمل، فيجب أن يعرف الرجل جيدا مثل المرأة، ان ذلك أمر طبيعى تمر به جميع النساء فلا داعى للقلق والتوتر ولكى تتفادى مشكلة السمنة عليها أن تمارس الرياضة باستمرار.
وعن العلاقة الجنسية، أوضح عبد الله، ضرورة أن يعرف الطرفان أنه عالم آخر ملىء بالأسرار، فالجنس بالنسبة للمرأة تجربة جديدة خصوصا الفتاة التى تمارس العادة السرية لسنوات قبل زواجها فإن العلاقة الحميمة شىء آخر، وكذلك للرجل فبعد الزواج لا بد أن تكون العلاقة مبنية على الصراحة ولا داعى للخجل فى العلاقة الحميمة، وعلى كل طرف أن يبلغ الآخر عن الأشياء التى يفضلها فى الجنس، وأن هناك تغيرات هرمونية للجسم بعد الحمل والولادة تؤثر على العملية الجنسية لفترة من الوقت.
وتابع عبد الله، أن التأهيل النفسى لاستقبال المولود يأتى بالفطرة وتبادل الخبرات من الأمهات، فيجب القراءة والبحث عن أسرار الأمومة والتعامل مع الطفل الأول ومعرفة أسباب البكاء وأوقات الرضاعة والتربية الصحيحة.
وفى ذات السياق، قال الدكتور أحمد هلال، استشارى الطب النفسى، إنه يجب تربية الأطفال على الاحترام والتنشئة السليمة، فقديما كانت بالفطرة تميل البنت الى العرائس والولد إلى الحصان لأن ذلك إشارة إلى فطرة الأمومة عند الفتاة والحصان رمز الشجاعة والمسئولية عند الرجل.
وأضاف هلال أنه يجب أن يكون للأسرة دور فى تعليم الأبناء أسس الزواج والإنجاب والتربية السليمة، لكن مع الأسف جميع مراحل التعليم والبرامج التلفزيونية تشوه صورة الزواج من خلال أفلام "سى السيد" والتحكم والشدة.
وأكد هلال: "يجب أن يكون للتعليم والإعلام دور فى نشر الوعى بين الشباب على أسس الزواج من خلال البرامج الدينية والمناهج التعليمية، وعن تأهيل الفتاه للإنجاب والولادة فمع الوقت وفطرة الأمومة يأتى التأهيل والتعود".
استقبال المولود
الترتيبات المادية والأسرية لاستقبال الطفل
فى هذا الصدد قالت أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، إن التعرف على العادات الصحية الخاصة بالتغذية والحركة ومراحل تطور الجنين ومتطلبات نمو الطفل فى كل شهر من الحمل، أمر مهم ويجب أن يتم توعية الأم فى هذه المرحلة لترتيبات السلامة.
وأكدت أسماء عبد العظيم، أن انفعالات الأم تؤثر بشكل مباشر فى نمو الجهاز العصبى للطفل، لذلك الأم مطالبة أن تهدئ أعصابها والمحيطين بها لا يغضبوها، ويجب أن يكون الزوجين لديهما استعداد نفسى لاستقبال فرد ثالث وسطهما وعملية توزيع أدوار لأن الأم أحيانا تصاب باكتئاب بعد الولادة أو اكتئاب خلال الحمل، لأنها تفكر فى أمور متعلقة باضطرابات النوم والمسئوليات وغيره.
وأوضحت أسماء عبد العظيم أن تقبلا لفكرة تغير الجسم لدى المرأة، يجب على الزوج أن يدعمها عندما تقول "أنا مناخيرى كبرت" أو "أنا بقرف من رائحة زوجى" وغيره، هنا يجب أن يتحمل الزوج ويخفف عليها حالة النقد الذاتى التى تعيش فيها لأن الأنثى خاصة غير المتزوجة تأخذ الدعم النفسى من غيرها وتحديدا شريك الحياة.
وعن التجهيزات المادية، لفتت أسماء عبد العظيم إلى أن كل شخص يرتب حسب إمكانياته المادية والمسئولية مشتركة، ويجب التخلى عن الأمور غير الضرورية من أجل الطفل ووضع جدول تقسيم مهام، مضيفة: "حتى لا نشق على الناس فى الأمور المادية فإن الطفل لا يعرف اللعب إلا بعد سن السنتين يبدأ يستوعب اللعبة، فلا يرهقوا أنفسهم فى شراء اللعب فى ذلك الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة