محمد الدسوقى رشدى

«لكم أولوياتكم ولى أولوياتى»

الأحد، 14 مايو 2017 12:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزيزى الوطن.. تحية طيبة وبعد

 
إزيك وإزى حالك وكيف حال مواطنيك، يارب تكون مستقر وفى أحسن حال؟، وتلك أمنية أعلم يقينًا أنها تخالف الواقع، فلا أحد يمكنه أن يشعر بالخير وهو يرى عجائب الناس يتلاعبون بدفاتره، ويشخبطون فى ورقة حاضره ومستقبله، ويجعلون ماهو أعلى أسفل وماهو أسفل فى الأعلى، ويرفعون توافه الأمور إلى مقدمة أولوياتك، بينما يخسفون بالهام منها الأرض.
 
عزيزى الوطن.. دفترك فى يدك، مستقبلك أمام عينيك، مواطنيك فى أحضانك، اقطع كل الصفحات اللى شخبطوا فيها كلام فارغ، واكتب أنت من جديد أولوياتك، ضع أجندتك التى تضمن استقرارك ومصلحتك ومستقبلك حتى ولو تم ذلك على جثث أهل الفساد وهواة الشهرة والمعارك الشخصية وصراع المميزات والحصانات وشلل تضيع وقت البلد.. 
 
عزيزى الوطن.. ضع وجعك فى أقرب رف، واصرخ فى وجوههم بأن هذه ليست أولوياتك، أخبرهم بأن افتعال معركة على تاريخ لا يقرؤه أحد أصلا ليست من أولوياتك أنت تحارب إرهاب تموله دول وأجهزة مخابرات بسخاء، أخبرهم بأن معاركهم حول تقسيم قطع أراضى الجنة والنار التى لا يملكون مفاتحها أصلا ليست من أولوياتك وأنت تتحدى ظروف اقتصادية صعبة.
 
أخبرهم ياوطن أن بذل الجهد فى نقاش حول قوانين تخص فسخ الخطوبة داخل البرلمان ليس ضمن اهتماماتك وأن تعانى مع قوانين أحوال شخصية وميراث وتحتاج إلى قوانين تشجع الإستثمار وتدعمك فى حربك ضد الإرهاب 
عزيزى الوطن، انتفض وإصرخ قائلا :»لكم أولوياتكم ولى أولوياتى» ربما يتفهموا ويخرسوا.. 
 
ربما يفهم الشيخ سالم عبد الجليل أن وطن يحارب تطرف وإرهاب مسلح ويستهدف الخبثاء وحدته الوطنية من المؤكد أنه ليس مهتما بأن يعرف من الكافر ومن المؤمن؟، بقدر اهتمامه بمعرفة من يقف فى ظهره حارسا، ومن يقف خائنا وطاعنا، ربما يفهم يوسف زيدان أن وطنا يخوض معارك فكرية تخص هويته ويتعرض لحرب إعلامية قذرة هدفها النيل من تراثه وهدم ثقة مواطنيه لا يحتاج إلى تقييم صلاح الدين على شاشات التليفزيون ولا يحتاج إلى معرفة إن كان حقيرا أم لا ؟، بقدر ما يحتاج هذا الوطن إلى تقييم حقيقى لنخبته ومثقفيه ومفكريه لكى نعرف من منهم يعمل لصالح هذا الوطن وأهله، ومن منهم ينتفض لإثارة الجدل كلما ابتعد عن دائرة الضوء، أو طال انتظاره لمنصب يطمع فيه.
 
ربما تفهم الأستاذة فاطمة ناعوت أن الحريات «مش بالمزاج»، حينما يتهمونها بازدراء الأديان تحول الوطن بتصريحاتها إلى همجى وجاهل وغير ديمقراطى، وحينما يخطئ سالم عبد الجليل تكون أول واحدة فى طابور من يطالب بمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، وكأن الحريات فصلت لفاطمة ناعوت دون غيرها.
ربما يفهم نواب البرلمان، الذين يتهمون أى ناقد أو مختلف معهم بإهانة مجلس النواب ومحاولة هدمه أن الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب، رحمه الله، ظل لعشرات السنوات هو والفنان مصطفى حسين يسخرون من برلمان فتحى سرور دون أن يتهمه أحد بإهانة البرلمان أو غيره. 
 
اصرخ ياوطن بأنك لك أولوياتك ولهم أولوياتهم ربما يدرك نشطاء الفيسبوك أن مصلحة البلد أهم من إفيهاتهم السمجة، وربما يفهم وزير الأوقاف أن القضاء على التطرف لن يتم بخطبة موحدة وإجراءات روتينية وأئمة لا يستطيعون الإنفاق على أنفسهم، وربما يتفهم إسلام بحيرى أن التجديد والتنوير لن يتم بالإهانة والشتائم فى كل ماهو تراثى وقديم.
 
عزيزى الوطن.. أخبرهم بصرخة أن دفتر أولوياتك لم يعد يتحمل العبث وهواة الشهرة والمعارك الشخصية، لم يعد هناك مجال لأن يرتبه أحد وفقا لهواه ومصلحته، أخبرهم أن دفتر أولوياتك يتصدره الحفاظ على استقرارك وحل الأزمة الاقتصادية وتطهير ترسانة التشريعات التى عطلتنا لسنوات، وتطوير التعليم، وتحسين خدمة الصحة، ومحاربة الإرهاب بالرصاص والأفكار.. أخبرهم بأن تلك هى أولوياتك وكل ماسواها تهريج فى تهريج.. واللى عنده مصلحة خاصة على حساب مصلحة البلد دى ميلزمناش.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة