"مش عاوزين يرحمونا ولا يرحموا أمواتنا" بهذه الكلمات بدأ الأقباط الأرثوذكس، فى مدينة أسوان، مهاجمة المسئولين فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، بعد تعرض الجبانة الخاصة بهم إلى الغرق بمياه الصرف الصحى الناتجة من تعطل محطة رافع الشلال القريبة من القبور.
"اليوم السابع" انتقل إلى موقع الجبانة، لرصد الكارثة، والاستماع إلى الأهالى وشكواهم من تكرار الواقعة أكثر من مرة، وضياع رفات أجدادهم فى قبورهم، وانتشار الروائح الكريهة فى الجبانة.
قال فايز نبيه، أحد أهالى عزبة شنودة بمدينة أسوان، إنهم فوجئوا بتدفق كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى القادمة من جهة الشرق حيث محطة رافع الشلال القريبة من المكان، إلى داخل جبانة الأقباط فى مدينة أسوان، مما أدى إلى غرق مئات القبور فى الجبانة بمياه الصرف الصحى.
وأضاف أرميا ظريف حبيب، من الأهالى، إن الجبانة تعد هى الثانية داخل مدينة أسوان، الأولى بجوار مدرسة الثانوية التجارية، والثانية للأقباط الأرثوذكس بمنطقة الشلال والتى تعرضت للغرق بمياه الصرف، وتضم مئات القبور، لأنها تخدم نحو 13 منطقة، منهم "الشلال، وصحارى، والسد العالى، وخزان غرب، وخزان شرق، والكرور، وعزبة العسكر، وعزبة شنودة، والدابودية، ومساهمة البحيرة"، وتضم أيضاً قبور 10 من الإيطاليين الجنسية الذين توفوا خلال فترة بناء السد العالى، لافتاً إلى أن الجبانة تاريخية ومساحتها كبيرة جداً، بجانب أنها ملاصقة لجبانة المسلمين بمنطقة الشلال.
وأوضح عماد وجيه، من أهالى عزبة شنودة بمدينة أسوان، بأنها ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها الجبانة للغرق من مياه الصرف الصحى، حيث سبق أن تعرضت ثلاث مرات قبل ذلك، وكان أخرها يوم 22 أبريل الماضى، ووقتها تعرضت الجبانة للغرق مساءاً وفوجئ الأهالى أثناء دفن أحد الأموات صباحاً بالكارثة، وتعطل الجميع عن الدفن بعد أن تفرغوا لوضع جسور خشبية وحجارة وصولاً إلى موقع جاف يدفن فيه الميت الجديد، مضيفاً إنه فى حالة وفاة حالة جديدة فكيف سيتم دفنها وسط هذه البرك من مياه الصرف الصحى.
وأشار وجيه راشد يوسف، من الأهالى، إلى إن الأهالى لجئوا إلى رئيس حى جنوب دون جدوى بعد أن وعدهم بالتحرك للدفع بسيارات لشفط مياه الصرف الصحى، بجانب تقدم الأهالى بمذكرات عبر الفاكس إلى رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان، لوجود حل لتكرار حوادث تعطل محطة رافع الشلال القريبة من موقع الجبانة بأقل من كيلو متر واحد فقط، والتى تتسبب فى غمر المكان بمياه الصرف الصحى فى حالة حدوث عطل مفاجئ فى ماكينات الرفع، مضيفاً إن مسئولى المحطة يلجئون إلى حلول ضعيفة فى حالة وقوع الأزمة وهى مثلا إنشاء سد ترابى على جانبى طريق الشلال لمنع تسرب المياه إلى الطريق، ويقومون بدفع المياه عبر قنوات إلى المناطق الجبلية التى تصب فى النهاية إلى الجبانة.
وأكد "راشد"، إن مجموعة كبيرة من الأقباط غاضبون على رفات أجدادهم، بسبب طفح مياه الصرف الصحى، بجانب انتشار الروائح الكريهة داخل الجبانة التى يزورها المواطنون وتعد مكان مقدس يذكرهم بالآخرة ولقاء الرب، لافتاً إلى إن المسئولين عن الجبانة يقومون بتهدئة الغاضبون من الأهالى وإقناعهم بالتدخل ومحاولة إجبار المسئولين على الحل السريع العاجل للأزمة، حتى لا تتفاقم المشكلة ويهدد الأهالى بالتجمهر على خلفية غرق قبور آبائهم وأجدادهم "على حد قوله".
وعلق "راشد"، قائلاً: "مش عاوزين يرحمونا ولا يرحموا أمواتنا" فى إشارة إلى تكرار حوادث انفجار خطوط مياه الشرب والصرف الصحى بمدينة أسوان، نظراً لتهالك الشبكات والتى لم يطرأ عليها تغيير منذ عشرات السنين "على حد قوله".
فى المقابل، أكد ناجح مصطفى، رئيس مدينة أسوان، إنه سينتقل بنفسه إلى موقع غرق الجبانة لمتابعة الأزمة، وسيحاول الدفع بسيارات كسح لنزح مياه الصرف الصحى المتراكمة فى الجبانة، مضيفاً إن المشكلة تبين سببها من خلال التواصل مع مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، أنها جاءت نتيجة عطل مفاجئ فى محطة رافع الشلال وتم إصلاح العطل، وأيضاً عودة مياه الشرب للمنطقة والتى انقطعت لحين إصلاح العطل.
الأهالى يشيرون إلى موقع غرق الجبانة
جانب من غرق القبور
الجبانة الغارقة بمياه الصرف
غرق قبور الأقباط
مدافن الأرثوذكس
جنازة بالجبانة
صحفى اليوم السابع مع الأهالى
غضب الأهالى
الجسور الترابية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة