آثار داعية هندى يدعى "ذاكر نايك" حالة من الجدل، بعدما تلقى الانتربول الدولى طلبًا من سلطات بلاده لضبطه بتهم غسيل أموال وتسلمه إلى نيودلهى، وأن لديه قنوات تحث على الإرهاب.
وبدأ اسم نايك يتردد بقوة منذ عام 2015، عندما كرمته المملكة العربية السعودية ومنحته جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، الأمر الذى دفع صحفا أمريكية من بينها نيويورك تايمز لوضعه تحت ملاحظتها وانتقاد والمملكة لاتهاماته السابقة بسيطرة اليهود على أمريكا، فضلا عن استباحة دماء المرتدين، وقبل ذلك كله ادعائه بوقوف جورج بوش وراء هجمات 11 سبتمبر.
وكان وقع هجوم على مقهى "هولى أرتيسان بيكرى"، فى العاصمة البنجالية "دكا"، أسفر عن مقتل 22 دبلوماسيًا، معظمهم إيطاليين ويابانيين، ونفّذ العملية 6 مسلحين، ومع بداية التحقيقات الحكومية حول الحادث، سرعان ما كشفت السلطات فى بنجلاديش، أن أحد منفذى الهجوم، ويدعى روحان امتياز، كان من متابعى الداعية ذاكر نايك على وسائل التواصل الاجتماعى، لتتجه أصابع الاتهام إلى نايك بالتحريض على العنف.
وقررت الحكومة البنجالية، وقف مكاتب قنوات السلام التابعة له، الموجودة فى العاصمة دكا، لأنها تحث كل المسلمين على أن يكونوا إرهابيين.
كما أعلنت جماعة "نمور الحسينى" الشيعية، مكافأة 8 ملايين و385 ألف ريال سعودى لمن يأتى برأسه، وعرضت الجماعة مكافاة قدرها 15 مليون روبية هندية، لمن يتمكن من قطع رأس نايك فى السعودية، لأنه أهان النبى محمد"ص".
كما أعلنت زعيمة حزب "هندوتفا" الهندوسية، مكافأة قدرها 5 ملايين روبية هندية من مالها الخاص، لمن يتمكن من قتل نايك، وأوضحت: "لقد قمت بعرض هذه المكافأة لأن ذاكر نايك ليس واعظا دينيا، بل إرهابيا".
وذكرت وسائل إعلام هندية من بينها صحيفة "الهند اكسبرس"، أن السلطات قالت فى طلبها المقدم للإنتربول، إن "نايك" (51 عامًا) متهم بالتورط فى قضايا "غسيل أموال" و"كسب غير مشروع" عن طريق مؤسساته وقنوات فضائية دينية يديرها، وذلك بخلاف تهم تتعلق بالإرهاب.
ونقلت تقارير هندية عن مصادر أمنية، أن المذكرة التى سيتم إصدارها من قبل الإنتربول سيتم من خلالها إعلان الداعية الهندى "هارب دولى من وجه العدالة"، والذى يلزم أى دولة فى العالم بضرورة تسليمه فورًا للهند، وعدم الإفراج عنه بكفالة.
وكانت السلطات الهندية اتهمت "ذاكر نايك" فى شهر أغسطس الماضى بالتحريض على الإرهاب ونشر الطائفية عن طريق قنوات فضائية ومحاضرات دينية، وطالبت بإيقافه لإخضاعه للتحقيقات، إلا أن "نايك" لم يعد إلى الهند منذ شهر رمضان الماضى، خوفًا من الاعتقال.
ونفى محاميه أن يكون موكله متورطًا فى قضايا إرهابية، كما زعمت حكومة بنجلاديش التى استضافته لفترات عدة فى أوقات سابقة، وطالبت الهند بإيقافه والتحقيق معه.
وكانت وكالة التحقيقات الهندية المعنية بمكافحة الإرهاب، وجّهت استدعاءً للداعية فى 14 مارس الماضى، للتحقيق معه فى قضايا مرفوعة ضده تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب.
وتضمّن الاستدعاء الذى تسلمه شقيقه محمد عبد الكريم، عددًا من الاتهامات، منها "نشر العداوة بين أتباع الأديان المختلفة، والقيام بنشاطات غير قانونية تهدد الأمن العام، وغسيل الأموال"، علاوة على التحقيق مع شقيقته نائلة نورانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة