حثت هيئة الفضاء الالكترونى، فى الصين اليوم الاثنين مستخدمى الكمبيوتر على تحديث برامج الأمن السيبرانى بأجهزتهم لتجنب الهجمات من الفيروسات الألكترونية ، وذلك بعد أن تسبب هجوم إلكترونى واسع النطاق فى تعطيل عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر حول العالم يوم الجمعة الماضى ، وهو الهجوم الذى وصف بأنه غير مسبوق ، حيث أثر حتى الآن على مؤسسات فى أكثر من 100 دولة حول العالم.
وقال بيان صادر عن مكتب تنسيق الأمن الألكترونى التابع لإدارة الفضاء الألكترونى الصينية إن الشرطة والسلطات فى الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والبنوك وقطاعات الفضاء الالكترونى بالاضافة الى بعض شركات أمن الكمبيوتر إتخذت إجراءات لمواجهة أى هجوم محتمل من فيروس (واناكراى) المعروف كذلك بإسم (الفدية الخبيثة).
وأشار البيان الى أن الفيروس ما زال ينتشر ولكنه يتباطأ، ووفقا لما ذكره فريق مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع لشبكة الكمبيوتر الوطنية الصينية ، تم تأكيد حوالى 18 ألف إصابة ، كما أنه من المحتمل أن يصاب بالفيروس المعلوماتى حوالى 5471 جهاز آخر ، معظمها فى بكين وشنغهاى والمقاطعات الساحلية مثل قوانغدونغ وتشجيانغ.
وقال إن الإنترنت فى العديد من الصناعات والشركات التى تشمل الخدمات المصرفية والتعليم والكهرباء والطاقة والرعاية الصحية والنقل تأثرت بمراحل متفاوتة.
كانت السلطات الصينية قد أعلنت أمس الأحد إكتشاف نسخة جديدة من برنامج (واناكراى) الفيروسى ، وحثت جميع الادارات المعنية على التأهب لمنع أى هجمات مستقبلية مرجحة.
وأصدرت ادارة بكين للفضاء الالكترونى ومكتب الأمن العام ببكين ولجنة البلديات للاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات بيانا مشتركا مساء أمس أوضحت فيه أن النسخة المتحولة من البرنامج الفيروسى التى يطلق عليها اسم (واناكراى 2.0 ) لم يعد من الممكن منعها من الإنتشار ، محذرة من أنه من المرجح أن ينتشر البرنامج الضار بشكل أسرع عن ذى قبل.
ووفقا لما ذكره موقع بوابة الأخبار التابعة للجنة الحزب الشيوعى الصينى ببلدية بكين ( qianlong.com ) ، حث البيان الادارات المعنية فى أنحاء البلاد على اتخاذ اجراءات لوقف هجوم الفيروس ، بما فى ذلك تحديث أنظمة التشغيل وقطع أجهزة الكمبيوتر المتضررة عن الإنترنت.
وواناكرى ، وهو نوع جديد من الفيروسات الالكترونية المعروفة بإسم "دودة"، إندلع مساء الجمعة ، ووصفت منظمة الشرطة الأوروبية "يوروبول" الهجوم بأنه لم يسبق له مثيل ، ودعت الى ضرورة اجراء تحقيق دولى لتحديد هوية الجناة المسئولين عنه.
وقال بيان صادر عن شركة البترول الوطنية الصينية أمس إن الشركة إستعادت أكثر من 80 فى المائة من شبكتها ، وذلك بعد أن أثر الفيروس على محطات تعبئة الغاز ، ما منع العملاء من استخدام البطاقات للدفع، وقالت الشركة إنها الآن تسترد مدفوعات بطاقات تعبئة الغاز والبطاقات المصرفية والمدفوعات من طرف ثالث.
وذكر تقرير رسمى صينى نشرته صحيفة (جلوبال تايمز) الصينية اليوم أن الفيروس أثر على عدة آلاف من أجهزة الكمبيوتر بنحو 29،372 وكالة محلية ، وأشار التقرير الصادر عن أحد مراكز شركة البرمجيات الصينية لمكافحة الفيروسات (شيهو 360) الى أن 3441 وكالة بحث تعليمية كانت الأكثر تضررا من الفيروس.
وذكر التقرير أن مقاطعتى جيانغسو وتشجيانغ فى شرق الصين كانتا أكثر المناطق تضررا فى بالبلاد ، وأن الأماكن المتأثرة تضمنت الجامعات ومحطات القطارات ومكاتب البريد والمستشفيات وبعض المصالح الحكومية ، محذرة من أن العدد آخذ فى الإرتفاع.
وقال تشين آن مدير المعهد الصينى لاستراتيجيات الفضاء الالكترونى للصحيفة إن الفيروس يمثل تحديا خطيرا للعالم ويؤكد على الحاجة الى بناء مجتمع آمن الفضاء الألكترونى.
