على بعد قرابة الـ 180 كيلو متر من عاصمة محافظة البحر الأحمر مدينة الغردقة، تقع أقدم مدن المحافظة التراثية "القصير"، حيث أقدم طريق لربط النيل بالبحر الأحمر "طريق الألهة" ومقر حكم المماليك للبحر الأحمر وشون غلالهم، وكذلك أقدم الموانئ البحرية، وأجمل شواطئ البحر الأحمر .
شواطئ مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، التى تتسم بالبساطة التى يمتزج بها الجمال والطبيعة الخلابة، وكذلك عبق التاريخ فى المبانى القريبة من البحر، هنا فى مدينة القصير البحر للجميع لا شواطئ للأغنياء ولا شواطئ للفقراء، الجميع يمكنه أن يقضى وقته كيفما يشاء على أجمل شواطئ البحر الأحمر.
تنتشر على ضفاف شواطئ المدينة، المقاهى البلدى البسيطة، حيث إن المياه تحت قدميك وأنت جالس على مقاهى القصير .
فى وقت العصارى تختلف تلك المدينة عن مدن البحر الأحمر التى يغلب على أغلبها الطابع السياحى، حيث إن القصير أبسط مدن البحر الأحمر وأعرقها، يتجمع فى العصارى الأهالى والأطفال وتبدأ قعدات العصارى كل مع أخلائه وأصدقائه وأسرته، والأطفال على سقالة البحر ملهوون فى السباحة وآخرون فى الصيد .
مراكب الصيد الصغيرة المتوقفة بالقرب من شواطئ القصير تترك منظراً رائعا يسر كل من يمر عليه، أساسيات أول تلفريك فى مصر مازالت باقية على شواطئ القصير، تستغلها الطيور لتقف عليها، حيث شيدها الأيطالون لنقل الفوسفات من الشاطئ للسفن فى بداية القرن 19.
حكايات الكبار ولهو الأطفال والتجمعات الأسرية، تتجمع على ضفاف شواطئ القصير بين أهلها فى جو ممتع وبسيط، الجميع يعرف بعضهم بعضا، ليس بين سكان تلك المدينة غريب جمعتهم قديما فى بداية القرن التاسع عشر شركة الفوسفات العريقة التى شيدها الإيطالون لتصدير لفوسفات، حتى وإن تم تأميمها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر .
قال وصفى تمير من أهالى القصير والمهتم بتراثها وتاريخها، إن مدينة القصير أقدم مدن البحر الأحمر، حيث أول طريق يربط بين وادى النيل والبحر كان يطلق عليه طريق الألهة، تقع نهايته فى منتصفها، وكذلك الرومان والممايك وتركت كل العصور أثار لها.
أضاف تمير تختلف مدينة القصير عن مدن البحر الأحمر بطابع الألفة بين أهلها، حيث إن أكبر نسبة فى أهلها من معاشات شركة الفوسفات القديمة، الكل كان يعمل بها، وطبيب الشركة من عالجهم ومعلمة مدرستها هى من علمهم ذكريات كبيرة وقديمة وقيمة تترسخ فى عقول أهالى تلك المدينة، وتحكى وتقص يومياً على مقاهى العجيمى والشاليهات والمقاهى الأخرى .
أضاف تمير من الصعب أن يقيم أحد من القصير بخارجها، ومن الصعب أن تجذب المدينة سكانا من خارجها، حيث إنها من المدن التى لا تجذب المواطنين إليها لعدم وجود مشروعات ضخمة أو سياحية بها إلا أن أهلها جميعهم يعرفون بعضهم البعض، منازلها قديمة وأهلها يعيشون ببساطة شديدة، والنسبة الأكثر منها يعيش على معاش شركة الفوسفات القديمة والنسبة الأخرى ما بين الصيد والوظائف الحكومية وهناك تجار.
وأوضح تمير أن تنتشر المقاهى البسيطة غير المكلفة على الإطلاق على شواطئها التى تقع فى قلب القصير وينتشر عليها أهالى المدينة ومنهم من يفضل البقاء بعيدا عن ازدحام المقاهى، إلا أن التجمعات فى الصباح والمساء وخاصة فى العصارى تخلق جوا من الألفة لا يوجد إلا فى القصير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة