ـ انتاج ضخم من تليفزيون "أبو ظبى" من 4 أجزاء يكشف دور الإخوان التخريبى فى دول المنطقة
ـ كواليس تشكيل "الهضيبى" فرع التنظيم فى الإمارات وتجنيد الطلبة الإماراتيين .. وكيف أسهمت "المجالس" فى استقطاب الإماراتيات
فى خطوة على طريق حظر تنظيم الإخوان فى الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج، وفى تأكيد على خطورة التنظيم الإرهابى على أمن واستقرار دول المنطقة ، أقدم تليفزيون أبو ظبى الإماراتى على إنتاج فيلم وثائقى بتقنيات عالية الجودة لكشف خبايا وأسرار التنظيم الذى انبثق منه كافة المليشيات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية المختلفة وفى مقدمتها "داعش".
الفيلم الذى حمل أسم "دهاليز الظلام"، وأذاعت قناة "أبو ظبى" جزء الأول مساء أمس الأحد، استعرض خفايا بدايات وتأسيس فرع جماعة الإخوان فى الإمارات قبل أن يتم حل التنظيم وتقديم المتورطين فى مؤامرته ضد نظام الإمارات للعدالة.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية، تناول الجزء الأول من فيلم "دهاليز الظلام" خفايا جماعة سعت لتقويض مجتمع الإمارات من بوابة التعليم ومزاعم الإصلاح، وذلك منذ بدايات التأسيس، بشهادات أكاديميين ومختصين، حول الأساليب التي لجأ إليها التنظيم للتغلغل في المجتمع، وتجنيده الشباب من خلال المراحل التعليمية المختلفة.
ويأتى الفيلم الإماراتى قبل أيام من القمة العربية الإسلامية ـ الأمريكية التى تستضيفها المملكة العربية السعودية بمشاركة مصرية، وسط توقعات بخروج القمة بإجراء من شأنها تعميم حظر تنظيم الإخوان الإرهابى فى كافة الدول العربية واتخاذ تدابير من شانها الحد من مصادر تمويل الجماعة.
وبدأ الجزء الأول للفيلم من مقولة لمؤسس الجماعة فى مصر حسن البنا الذى كشف فيها عن دموية جماعته التى أسسها عام 1928 لتعلن الحرب بلا هوادة على من اختلف معها من أجل أن تحقق أهدافها في الوصول إلى السلطة مهما كانت الوسيلة أو الثمن.
وتناول الجزء الأول من الفيلم حال الصدمة التى عايشها شعب الإمارات صيف يوليو عام 2012 عندما استيقظ في أحد أيامه على خبر القبض على مجموعة من "أبناء الوطن يعملون ضد الوطن"، ما أثار في النفوس كل علامات الصدمة.
بدوره قال المدير التنفيذى للنشر فى أبوظبى للإعلام، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الاماراتية، محمد الحمادى، إن إلقاء القبض على هذه المجموعة في ذلك الوقت، كان صدمة حقيقية لمجتمع الإمارات بعد الكشف عن أن هناك مجموعة من المواطنين الإماراتيين من أبناء الوطن، يعملون ضد الوطن، مضيفاً أن مفتاح تجنيد هؤلاء وغيرهم زعزعة ولائهم للوطن وحصره في مرشد الجماعة الذي يؤمنون به، فهو من يستحق البيعة.
مخطط جماعة الإخوان للسيطرة على التعليم فى الإمارات
وتطرق المدير التنفيذى للنشر فى أبوظبى للإعلام إلى مخطط الجماعة للسيطرة على قطاع التعليم باعتباره بوابة استقطاب وتجنيد الشباب، وكذلك تغيير المناهج للتلاعب بعقولهم، مضيفا "أصبح التعليم تقريباً بيد جماعة الإخوان، إدارة المناهج كانت إدارة مهمة كذلك بالنسبة لهم، غيروا المناهج للأسف في الدولة، ونحن حتى هذا اليوم نعاني عبث الإخوان المسلمين في التربية والتعليم".
وتنبهت الإمارات لذلك، فتحركت بصورة فورية، حيث فوجئ التنظيم في عام 1987 بإصدار القائم الجديد بمهام وزارة التربية والتعليم أمراً يقضي بنقل 25 موظفاً من إدارة المناهج التى كان يسيطر عليها بعض أعضاء التنظيم.
وقال رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الاماراتية "القرار الذي تم أعتقد أنه كان قراراً رحيماً، فالدولة أخذت هؤلاء المعلمين ووزعتهم على الوزارات. لم تُنه خدماتهم، ولم تحرمهم من رواتبهم، ولم تحرمهم من ميزاتهم، ولم تعاقبهم. كل ما فعلته الدولة أن هذه المجموعة غير مرغوب فيها في مجال التعليم، طبعاً كانت هذه ضربة قاصمة للإخوان وكبيرة جداً، واعتبروها ضرباً لمشروعهم".
وأكد الحمادى ارتباط الجماعة بالتنظيم الأم وفروعه أينما كانت، وقال "لا نستطيع حقيقة أن نفصل فكر الإخوان المسلمين في الإمارات عن فكرة الإخوان في العالم، ولا نستطيع أن نفصلهم عن فكر حسن البنا".
"حسن البنا"..وخلافة المسلمين
بدوره قال الشيخ وسيم يوسف، إمام وخطيب جامع الشيخ زايد الكبير فى أبوظبي "استغل حسن البنا مسألة استرداد الخلافة، وكان يتغنى دائماً بها..بل كان يرشح نفسه ليكون خليفة للمسلمين وللمؤمنين"، مضيفاً أن منظومة الخلافة الإسلامية واسترداد الخلافة الإسلامية هي أول واجبات الحزب، ولذلك عليه الوصول لكرسي الحكم.
وركز الفيلم الوثائقى "دهاليز الظلام" فى جزئه الأول الذى عرضه تلفزيون أبوظبى، على سعى تنظيم الإخوان فى الإمارات لإضعاف الولاء الوطني لدى أتباعه لمصالح مبايعة المرشد والولاء للتنظيم، فالجماعة لتبدأ عملها كجماعة إسلامية، وصفت نفسها بالإصلاح، وقسمت المجتمع إلى قسمين، مجتمع الإيمان والإصلاح المتمثل بهم كما يزعمون، ومجتمع الباطل المتمثل في سائر المسلمين.
فيما قال مدير عام مجلس أبو ظبى للتعليم، الدكتور على راشد النعيمى، أن الإخوان موجودن فى أى دولة ويسيئون إلى الرموز الوطنية والسيادية، ويزكون أتباع التنظيم، لأنه فى مفهومهم "هؤلاء هم الأخيار الأطهار الذين سيصنعون الخلافة".
وسلط فيلم "دهاليز الظلام" الضوء على مرحلة اصطدام الجماعة الإرهابية مع نظام الحكم فى مصر عندما حاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 فيما عرف بحادثة المنشية التى مثلت تحولاً فى علاقة الإخوان بالدولة، ليستمر الصراع بين الطرفين حتى عام 1965، ما أدى إلى سجن عدد من أعضاء التنظيم. فاتجهت فلولهم نحو منطقة الخليج العربى، بحثاً عن أرض خصبة لنشر أفكارهم ومنبع لتمويل التنظيم، مختبئين خلف ستار الدين كأداة لكسب تعاطف الناس، وقد كانت المنطقة وقتها فى بدايات نهضتها بعد ظهور النفط.
"عبد البديع صقر" أحد أعمدة الإخوان لتأسيس التنظيم بالإمارات
وأكد الدكتور على النعيمى ان هروب الإخوان إلى دول الخليج بالذات لإيجاد فرص عمل لهم، ولهذا تجد أنهم أول ما جاؤوا تغلغلوا في سلك التعليم، وأحكموا سيطرتهم عليه فى كل دول الخليج. ففى منتصف ستينيات القرن الماضى، وفى خطى مدروسة، وصل إلى البلاد المصرى عبد البديع صقر، أحد أعمدة تنظيم الإخوان، ويعتبر ضلعاً رئيساً في تأسيس التنظيم فى الإمارات، كما عرض على الحكام خطة مشروع إنشاء روضات تابعة للإخوان المسلمين.
وقد أسس عبد البديع صقر أول منشأة تعليمية تابعة للإخوان فى إمارة دبي، وتم استغلال تلك المؤسسات التعليمية فى ترسيخ فكر التنظيم فى الإمارات.
وفى عام 1971 بينما كانت تعم أرجاء الإمارات الفرحة بقيام الدولة، أفرج الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن مجموعة من السجناء من جماعة الإخوان، وكان من بينهم حسن إسماعيل الهضيبى، المرشد الثانى فى جماعة الإخوان، الذى عمل على إعادة بناء هيكلة التنظيم، إذ تم تشكيل لجنة فى الإمارات، وتعيين أعضاء إماراتيين فى مجلس شورى الإخوان، وكانت تلك البداية لمرحلة جديدة من التآمر على الدولة. وكان لطلبة الإمارات العائدين من مصر، دور مهم فى نشر فكر الإخوان.
ويضيف مدير عام مجلس أبو ظبى للتعليم "بعض هؤلاء تم تجنيدهم هناك للانضمام للتنظيم، وعادوا أعضاء عاملين ناشطين في خدمته"، مضيفاً أنه جزء من منهجية عمل الإخوان المسلمين فى منطقة الخليج، هو إنشاء جمعيات النفع العام ومن هنا تقدمت مجموعة من رجال الأعمال والوجهاء بطلب إنشاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعى".
وقال النعيمى "هذه أداة من أدواتهم، وهي واجهة للتنظيم، حقيقة هى فرع لتنظيم الإخوان، ولكن بواجهة أخرى".
وأضاف "استخدم التنظيم بعض أعيان البلد الذين لديهم محبة للخير ومحبة للدين ومحبة لأهل الدين، استخدموهم كواجهات ووضعوهم في مجالس الإدارة بحكم أنهم يريدون القيام بعمل خيرى، ويقومون بتحفيظ الأولاد القرآن الكريم وتعليم الصلاة..يهتمون بالعلم الشرعى، وهذا كان كله واجهة".
لم يكتفِ أعضاء جماعة الإخوان باستغلال مقرات جمعيات الإصلاح والتوجيه الاجتماعى لاستقطاب أفراد جدد للتنظيم، بل قاموا باستهداف مؤسسات التعليم والمراكز الصيفية والأنشطة الطلابية والكشفية بعد أن استحوذ أعضاء التنظيم على مناصب قيادية في تلك المؤسسات.
وأكد الدكتور على النعيمى "لقد كانوا مديرين في المدارس ومدرسين، كما كانوا يشرفون على إعداد المناهج..مواطنو دول الخليج الذين تعلموا في الخارج وانضموا للتنظيم، عندما عادوا لبلدانهم أيضاً أمسكوا بقطاع التعليم".
وأضاف "لهذا تجد الكثيرين منهم أصبحوا وزراء، ووكلاء وزارات أو رؤساء جامعات، وطوعوا هذه المؤسسات لخدمة التنظيم، وأكبر شاهد دولة الإمارات، ففي الإمارات في مرحلة من المراحل كان وزير التعليم من أعضاء تنظيم الإخوان، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات كان من تنظيم الإخوان، ولذلك تم استغلال تلك الفترة لتعيين المنتمين لتنظيم الإخوان، وتمكينهم من هاتين المؤسستين".
سيطرة الإخوان على مناهج التعليم عبر إصدار 120 مقررا دراسيا
في تلك الفترة تمكن "الإخوان" من السيطرة على لجنة المناهج التعليمية عبر إصدار 120 مقرراً دراسياً اعتبروها من أكبر إنجازاتهم.
وأوضح النعيمى "إنهم عندما سيطروا على المناهج، كان لهم هدف، وهو إعادة صياغة العقول، وأيضاً السيطرة على البعثات من خلال منح بعثات لأعضاء التنظيم، سواء كانوا إماراتيين أو غير إماراتيين، كما تم ذلك خلال سيطرتهم على وزارة التربية والتعليم".
وقال النعيمي، إن "تنظيم الإخوان يؤمن بشىء قد يسميه البعض تقيا، وهم لا يقولون عنه ذلك، وإنما لمصلحة الدعوة يمكن للمرء أن يفعل ما تشاء، ولذلك يحللون الحرام من أجل أهدافهم..يكذب العضو منهم حتى يحمي ما يسميه الدعوة".
وأشار الفيلم الوثائقى إلى أن قرار الإمارات إبعاد مجموعة من أعضاء تنظيم الإخوان من سلك التربية والتعليم، مقدمة لحملة شعواء شنها التنظيم ضد القرار، وولد احتقان دفع أحد خطباء المساجد المنتمى للتنظيم إلى اعتلاء المنبر وتكفير الوزير، كلمة حق أريد بها باطل، استغلتها جماعة الإخوان وطوعتها طبقاً لمفهومها لتكون جسراً تحقق من خلاله أهدافها التى آمنت بها طبقاً لتعليمات المرشد.
وبدأت بعد ذلك مرحلة أخرى اتجه فيها الإخوان إلى سلاح الإعلام، سلاح سعت من خلاله الجماعة إلى بث سمومها وضرب خصومها الفكرى.
وأضاف الدكتور على النعيمى: "مجلة الإصلاح كانت تعتبر المجلة الثالثة لتنظيم الإخوان على مستوى الوطن العربى، المجلة الأولى كانت مجلة الدعوة للتنظيم فى مصر، المجلة الثانية كانت مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح فى الكويت، والمجلة الثالثة كانت مجلة الإصلاح، المجلة التي تصدرها جمعية الإصلاح فى دبى، المجلة ليست لها رسالة إعلامية، إنما لها رسالة حزبية تخدم تنظيم الإخوان المسلمين".
تخطيط الإخوان لهدم الدولة الوطنية فى الإمارات
وأوضح الفيلم ان مجموعة سرية كتبت بحبر التآمر كل المخططات، وناهضت دستور الإمارات بأغرب الأجندات، وتقول فى أدبياتها "نعلن بوضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه، لا حظ له في الإسلام، فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل لها".
يقول الدكتور خليفة السويدي: التنظيمات الإسلامية تقوم على قاعدة هدم الدولة الوطنية؛ لأن حقيقة المنظومة التي يعملون من خلالها لا تؤمن بوجود دول وطنية.
من ناحيته، يقول الدكتور عتيق جكة المنصورى، معلقاً على جانب الولاء عند أعضاء التنظيم "الإخونجى الآسيوي هو أقرب للإخونجى المواطن من زميله وأخيه فى الوطن".
السيطرة على الطلاب عبر الخدمات المجانية
وكشف الفيلم عن الدور الخفى الذى تقوم بها جماعة الإخوان خلف ستار العمل الدعوى والخيرى والتربوى، وسارت نوايا جمعيات الإصلاح في الإمارات، تستمد من محيطها نشوة تمدد فكرها في الخفاء.
فيما أكد الدكتور محمد إبراهيم المنصورى "بدأت تنمو هذه الجماعة، وتستهدف جميع فئات المجتمع، بمن فيهم أيضاً النساء. كانت جامعة الإمارات مسرحاً امتدت إليه أذرع التنظيم السرى، ففى عام 1977 اكتسح أعضاء جمعية الإصلاح نتائج انتخابات اللجان الطلابية، وبعد أن تأسس الاتحاد الوطني لطلبة الإمارات عام 1981 استعر صراع شرس بين جماعة الإخوان وبقية الطلاب، إلى أن تمكن الإخوان من الهيمنة على الانتخابات حتى عام 1992".
ويقول الدكتور محمد إبراهيم المنصورى «طبعاً المواجهة بدأت بقوة من جانبهم، وللأسف لديهم وسائل غير شريفة في كثير من الأحيان».
تنظيم الإخوان والتضليل بمبدأ الوصاية المالية
وكشف الفيلم تبنى تنظيم الإخوان التضليل الذى اقترن بمبدأ الوصاية المالية على أعضائه الموظفين فى محاولاته لزعزعة الاستقرار فى الداخل والخارج، وكل ذلك بحجة عمل الخير.
ويقول أنس العتيبة، إن "أحد أعضاء التنظيم قال لى يجب أن تدفع نقداً، فقلت له أعطينى رقم حساب وأنا أقوم بتحويل التبرع إلى الحساب، لكنه أجاب: يجب ألا يتم التحويل عبر المصرف، لأن ذلك يمكن أن يثير الشبهات، بعض المواقف تبين أن هذا تنظيم سرى ويعمل بحذر تام".
"المجالس" حيلة التنظيم لاستقطاب الإماراتييات
بدورها كشفت الدكتورة موزة غباش عن زيادة القيادات النسائية الإخوانية أكثر عدداً حتى من الرجال، مشيرة لعقد جماعات إخوانية مجالس فى المنازل وتعمل على زيادة وتكثير عدد عضوات هذه المجالس، مضيفة "كفرونا نحن..أنا كنت أدرس في جامعة الإمارات، كانوا يسمونني كافرة..كفروا القياديات المتعلمات، القياديات صاحبات الفكر المستنير، كفروا الكتب التي كانت تنشر في ذلك الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة