حراس عالم الموت.. حكايات "مغسلين" ومش ضامنين "جنة"
كيف تبوح الجثة بأسرارها للمغسل؟! ..عم محسن يحكى لغز الجثة الساخنة وحكاية الميت المعطر
أغرب قصص التربية مع السحرة والدجالين والراغبات فى الحمل
لماذا يضع أهالى المتوفى الحنة تحت رأسه وكرات الطين أسفل جانبه الأيمن
وريث أقدم حانوتى مضطر للعيش فى جلباب أبيه.. ورئيس رابطة التربية : الأموات مقامات.. والمقابر وصل سعرها لمليون جنيه والأكفان بالآلاف وأحيانا يكون الميت أغلى من الحى
الموت.. ذلك السر الغامض الذى ينقلنا إلى العالم الآخر، الحقيقة الكبرى والمصير المحتوم الذى يخشاه الإنسان، لأنه لا يعرف متى أو أين يقابله؟ ويعجز عن معرفة تفاصيل العالم الذى ينقلنا إليه.
يحاول الانسان دائما معرفة أى تفاصيل عن هذا السر الغامض ، وعن قصص وحكايات العالم الآخر، ويشعر بمشاعر خاصة نحو حراس بوابة الموت ، هؤلاء الأشخاص الذين يقفون على الجسر الواصل بين الحياة والموت، وتقع على عاتقهم مسئولية توصيل الأموات إلى عالمهم الآخر ، فهل يمتلك هؤلاء الحراس بعضا من أسرار الموت ، وهل يبوح لهم ببعض غموضه وينبئهم ولو بالقليل عن العالم الآخر بحكم العشرة الطويلة مع هذا السر الغامض؟
فى هذا الملف نتحدث مع حراس عالم الموت، بداية من الحانوتى بائع الأكفان ولوازم الغسل مرورا بالمغسل والتربى وسماسرة المقابر، نعرف تفاصيل حياتهم وعملهم فى محاولة لمعرفة بعض أسرار هذا العالم الغامض وأغرب القصص والمواقف الخاصة بعالم الأموات.
حانوتى إمبابة مضطر للعيش فى جلباب أبيه
رفض نشر اسمه الحقيقى، محله هو الأشهر والأقدم على مستوى محافظة الجيزة حيث يتجاوز عمر المحل المائة عام حاملا اسم صاحبه الأول أقدم سكان منطقة إمبابة.
بمجرد أن ترى بوابة المحل وهيئته القديمة وتنزل اليه بدرجتى سلم بعد أن هبط بفعل الزمن تشعر أنك سترى بالداخل شخصا يشبه خميس الحانوتى وصبيه غزال فى فيلم حماتى ملاك , ولكنك تشعر بالمفأجاة حين ترى صاحب المحل الحالى فى مكتبه الصغير الذى أحاطه بالخشب والزجاج ليصبح بمثابة حجرة صغيرة داخل المحل يجلس فيها منعزلا عن معدات مهنته التى تمتلئ بها أرفف دولاب قديم يقع فى واجهة المحل من أكفان شرعية خالية من الحرير، للرجال 3 أدراج من القماش وللنساء 5 أدراج وأدوات تغسيل الموتى وماء ورد ولوف وصابون، بينما تمتلئ أركان باقى المكان بصناديق نقل الموتى وألواح الخشب المخصصة للتغسيل.
ترى شابا أنيقا لا يتجاوز 45 عاما يجلس مرتديا قميصا وبنطلون جينز وأمامه تليفونه المحمول الذى يحمل نغمة أغنية ماجدة الرومى «يسمعنى حين يراقصنى».
«طارق»هو الاسم الذى اختاره لنفسه حتى لا يعرفه أصدقاءه، أو ابنه وأبنته اللذان يدرسان فى المرحلة الابتدائية بأحدى مدارس اللغات, حيث يخفى مهنته عنهم ولا يعرفون عنه سوى أنه يعمل بالمحاماة.
أصر قبل بداية الحديث أن يقدم لنا واجب الضيافة ليقول ضاحكا «احنا مش حانوتية ولا بخلاء».
يتحدث عن مهنته قائلا: «مهنة ثقيلة لأنها ترتبط بالموت فينظر إلينا الناس بتشاؤم ويكرهون التعامل معنا, رغم أنها مهنة إنسانية, فى حالات كثيرة بنتعامل مع أموات حالتهم صعبة فى الحوادث أو الحروق أو من توفوا منذ فترة طويلة وهذه الحالات لايستطيع أقرب الاقربين الاقتراب منها».
يتذكر طارق بدايته فى تحمل مسئولية المحل عام 1992 حين مرض والده ورفض شقيقه الاكبر أن يتولى مكان أبيه فى هذه المهنة وكان طارق وقتها فى بداية عمله بمهنة المحاماة التى كان يعشقها ولكنه اضطر أن يتحمل هذه المسئولية , مؤكدا أن والده أيضا وصل الى درجة مدير عام قبل أن يتولى إدراة المحل بعد وفاة الجد قائلا: «كان لازم حد فينا يشيل الشيلة ويتعك فيها والمحل يفضل مفتوح لأنه بيعيش على دخله أكثر فى بيت, وعشان الناس اللى شغالة فيه وعدد من الورثة, وكان لازم نحافظ على المكان اللى ورثناه عن الاباء والاجداد».
يكمل متأثرا : «أنا لا أستطيع زيارة أى مريض حتى لا يتشاءم منى، وأغلب سكان المنطقة بيرفضوا إنى أركن سيارة نقل الموتى بجوار منازلهم».
يؤكد طارق أنه لا يكذب ولا يستحى من مهنته التى ورثها عن أجداده ولكنه يخاف على أبناءه من السخافات التى قد يتعرضون لها ويقول: «كتير من اللى بيشتغلوا فى المهنة بيتعرضوا لمتاعب بسبب رفض أسر كتيرة تزويج أبناءها وبناتها ممن يعملون بهذه المهنة والحمد لله إنى لم أواجه هذه المشكلة لإنى تزوجت بنت خالتى».
يعمل مع طارق أشخاص أخرون يشاركونه أوجاع هذه المهنة منهم أشرف «المغسل» الذى يقترب عمره من 36 عاما، والذى ورث هذه المهنة عن والده, ويعمل معهما عمرو محمد 34 عاما سائقا على سيار ة نقل الموتى وقد توارث هذه المهنة أيضا عن والده .
ويشير طارق الى أن والد جده هو الذى أنشأ هذا المحل كأول مكتب حانوتى مرخص فى محافظة الجيزة فى وقت لم يكن مسجلا فى مصر سوى 72 مكتب حانوتى لم يبق منها اليوم سوى أربعة مكاتب هى فقط الحاصلة على ترخيص مزاولة هذه المهنة والباقى يتحايل تحت اسم مكتب سيارات نقل الموتى ليمارس عمل الحانوتى دون ترخيص حيث يحتاج الترخيص اجتياز اختبارات شرعية وهذا التحايل أدى إلى وجود الكثير من الدخلاء على المهنة - على حد قوله –.
عندما تبوح الجثة للمغسل ببعض أسرارها ..عم محسن وزوجته مغسلين من 20 عاما
عم محسن رجل اقترب من عامه الستين قضى منها أكثر من 20 عاما فى تغسيل الأموات وتجهيزهم لمقابلة ربهم بأحسن حال، ويؤكد أنه متطوع ولا يتقاضى أجرا عن هذا العمل لما له من فضل وأجر كبير عند الله، كما أنه علم زوجته الحاجة فاطمة طريقة التغسيل لتتطوع هى الأخرى لتغسيل السيدات.
ويؤكد أنه ترك رقم هاتفه فى عدد كبير من المساجد والجمعيات الخيرية حتى يتواصلوا معه فى حالة وجود حالة وفاة، وأن أبناءه الخمسة فخورين بما يفعله والديهم.
يشير عم محسن إلى أنه شرب أصول وقواعد التغسيل من والده الذى كان يقوم بذلك ولكن للأهل والأقارب فقط، وتعلم منه كيف يثبت أمام المتوفى وأهله ويتمالك أعصابه، وتعلم كيف يكتم أسرار الجثة التى يتعامل معها ولا يحكى ما ترسله له من رسائل، مؤكدا أن هناك علاقة ولغة روحية لا يفهمها أحد بين المتوفى ومن يغسله، قائلا: «أنا بحس أن الميت بيطلب منى أدعيله واستر عورته ومكشفش جسمه قدام أهله واكتم سره».
يحكى عم محسن عن أغرب المواقف التى تعرض لها أثناء التغسيل مشيرا إلى أنه كان يقوم بتغسيل جثة فإذا بجسد الميت يصدر حرارة وسخونة شديدة ، أشبه بالنار، مؤكدا أنه لم يستطع ملامسته لتغسيله ، وظل الميت يتقيئ بسائل غريب من أنفه وفمه واستمر هذا الوضع لساعات طويلة، ظل خلالها عم محسن يدعو للميت ويذكر الله دون توقف حتى أتم تغسيله، بينما سادت حالة من الذعر والبكاء بين اهل المتوفى المتواجدين فى غرفة التغسيل.
وأكد الحاج محسن أن عمل الميت يظهر عليه أثناء تغسيله، مشيرا إلى أنه لا ينسى ابدا الرائحة العطرة التى صدرت من أحد الأموات اثناء تغسيله ، وكأنها عطر من الجنة ، وظلت هذه الرائحة حتى دفن الميت فى قبره ، واضاف قائلا :» ربما عمله الطيب يطمئن أهله بألا يحزنوا».
الحاج حسن يعمل تربيا منذ عامه السادس وابنه رفض دخول المجال
الحاج حسن عبد المجيد البالغ من العمر سبعة وخمسون عاما ورث المهنة عن والده وبدأ فى مساعدته فى بناء المقابر منذ عامه السادس، فوالده كان يعمل فى بناء المقابر والأحواش والجبانات، وشرب الابن الصنعة من ابيه، وتعلم كيف يرص طوب المقبرة وينحتها بطريقة معينة وكيف يزخرف حوائط التربه بالأيات القرأنية والأشكال والزخارف الأسلامية، ولكنه بدأ يعمل فى دفن الموتى فى عامه الثلاثين ، وأحب هذا العمل خاصة بعد أن عرف قدر وقيمة أجره عند الله وعندما تيسر معه الحال أصبح يقوم بذلك تطوعا.
يحكى الحاج حسن قائلا: «المقابر دلوقتى اختلفت عن مقابر زمان فى أسعارها وشكلها، زمان كانت التربة بسيطة وصغيرة مكنش فى سيراميك وأنواع الأحجار الفاخرة اللى موجودة فى مقابر دلوقتى»، فقد وصلت أسعار المقابر إلى أرقام خيالية فاقت المساكن الفاخرة ويصل سعر المقبرة مليون جنية.
وأضاف أن هناك أشياء غريبة شاهدها من أهل الموتى، فهناك من يضعون حناء تحت الميت فى قبره وهناك من يرشون العطور ومن يضعون كرات من الطين تحت الجانب الأيمن للمتوفى، مؤكدا أنه لا يحاول سؤال أهل المتوفى عن سبب وضع تلك الأشياء ولكنه على يقين بأن المتوفى لا يحتاج إلا الدعاء.
عم حسن لديه ولد وحيد يبلغ 18 عاما ورفض أن يدخل عالم والده وجده ولم يرغب فى العمل بهذه المهنة، فهو يخشى عالم الأموات وينزعج من تعليقات أصدقاءه على مهنة والده، لذا أصرعلى أن يدخل ثانوية عامة ويكمل دراسته حتى يبتعد عن هذا المجال.
الحاج حسن رئيس رابطة التربية
لم يخطر ببالنا يوما أن هناك رابطة أو جمعية خاصة بالتربية تضم أكثر من 70 تربى يجتمعون سويا كل شهر لمناقشة قضايا ومشاكل المهنة، فقد أشار الحاج حسن رئيس جمعية رابطة الجبانات بمحافظة الجيزة و6 أكتوبر البالغ من العمر 66 عاما أن الجمعية تأسست على يده منذ عام 1997 ، وبدأ ينضم لها الكثير من «أهل الكار» بالتعاون مع إدارة جبانات الجيزة التى تعين على كل قطعة أرض تربى مسؤول عنها لحراستها وحصر عدد الجبانات الموجودة والمخالفين من ملاك الأراضى، مضيفا أن من بين أعضاء الرابطة مؤهلات عليا وخريجى جامعات، ويتم الالتحاق بالرابطة عبر لجنة شؤون التربية والحانوتية وهى لجنة رسمية مشكّلة من الجهة التنفيذية ويترأسها قاض من المحكمة.
وأشار الحاج حسن إلى أن هناك الكثير من ملاك الأراضى يبنون مقابر دون ترخص من الإدارة أو الحى ويقومون ببيعها ، لأن الحكومة لا تستطيع هدم أو إزالة الجبانات مراعاة لحرمة الموتى.
ومن أبرز المشكلات التى تحدث عنها الحاج حسن هى عدم وجود دخل ثابت للتربى أو معاش وتأمين، مؤكدا أنهم يعتمدون فقط على وهبة وإكراميات أهل الميت قائلا : « رزقنا مرتبط دايما بالميتين والموسم بتاعنا فى الأعياد لما الأهالى بتيجى تطل على موتاهم وتزورهم ولكن الأن مع زيادة مشاغل الناس مبقاش حد يزور الميتين».
وأضاف أنه يعمل بيده فى هذا المجال منذ أكثر من 40 عاما وشاهد العجب من قائلا « دفنت ميتين بعدد شعر رأسى وعمرى ما خفت منهم بالعكس دايما مطمن، يمكن خفت بس فى أول مرة دفنت فيها وكنت بساعد تربى زميلى هو اللى علمنى الشغلانه وازاى ادفن».
الحاج حسن جد لتسعة أحفاد يحنوا عليهم ويداعبهم ولم يحدثهم يوم عن مهنته حتى لا يخافوا منه ولكنه ينتظر الوقت والسن المناسب حتى يدركوا معنى مهنته مثلما علم أبنة خالد الذى يساعده ويشاركه فى دفن الموتى.
ومن أغرب المواقف التى يتعرض لها الحاج حسن مجئ كثير من النساء اللواتى يرغبن فى الحمل، بعد وصفات الدجالين لهم بضرورة النزول إلى إحدى المقابر: «علشان يتخضوا» ويحملوا بعد ذلك، مؤكدا أن هناك البعض يطلبون منه وضع أعمال السحرية فى المقابر مقابل مبالغ مالية ولكنه يخشى من معاقبة الأموات له وإنتقامهم منه.
سمسار مقابر: «الميت أغلى من الحى»
تجارة المقابر أصبحت تجارة رائجة منتشرة ومربحة مخصص لها مواقع وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعى واعلانات فى الصحف لبيع وشراء المقابر والأحواش والجبانات، بكل المواصفات ولمختلف الطبقات، فهناك من يرغبون فى بناء مقابر بمواصفات معينة مختلفة اومميزة «سوبر لوكس» سواء بمساحات شاسعة أو شبابيك من الجرانيت ومصاطب من الرخام وأنواع نادرة ومميزة من الزهور والأشجار.
وهذا ما أكده أبراهيم سمسار مقابر ، مشيرا إلى أن أسعار المقابر أصبحت أسعارا خيالية ، وتفوق احيانا أسعار المبانى والعقارات السكنية، فالأسعار تبدأ من 65 وتصل قرابة المليون جنية، وتختلف الأسعار حسب الموقع والمساحة والتجهيزات والواجهات .
واضاف أن المساحات فى مقابر طريق الفيوم تتراوح بين 20 متر بأسعار حوالى 65 ألف جنية ، ومساحة 40 متر 170ألف ، و80 متر ب200 ألف، بينما تجد أسعار مقابر طريق أكتوبر تفوق المتوقع للتتراوح بين 150 و250 ألف .
وأكد أن تلك الأسعار تختلف كليا إذا رغبت فى تجهيز المقبرة بالسيراميك الملون والحجر الألباستر والبلتوروليصل السعر إلى مليون جنية ، كما يمكنك الحصول على مقبرة تشبه المقابر الملكية وذلك بكتابة أيات القرآنية وأدعية تحيط بالقبر بأكمله، تزين المداخل بالأعمدة الرومانية ، لتصبح المقبرة فى شكلها أشبه بالفيلا مؤكدا أن فى هذه الحالات والتجهيزات الخاصة يصبح الميت أغلى من الحى.
عم حمدى مغسل أطفال وبائع أكفان
الأكفان أنواع وأشكال وأسعار مختلفة ومتفاوتة ذلك ما أكد علية عم حمدى أبو أحمد الذى يبلغ من العمر 66 جد لأربعة عشر حفيد، ولدية 7 أبناء، فالأكفان نوعين شرعية وغير شرعية ، فالكفن الشرعى يبلغ طول الكفن مترين ونصف من القماش الابيض فللرجال ثلاث طبقات يلف بها المتوفى وسعره 150 جنيه، أما كفن النساء خمسة طبقات وجمار لتغطية الرأس ويبلغ سعره160 جنية، وأشار عم حمدى أن الكفن يكن معه مسلزمات أخرى وهى قفاز ليرتديه المغسل أثناء التغسل ولوف النخيل وصابونة وقطن وعود للأذن لتنظيفها وبخور يتم إشعالة أثناء التغسيل حتى لا تظهر ريحة الميت إذا كانت كريهة، بالأضافة إلى مسك وزيت الكافور للتعطير المتوفى.
ولكن هناك أكفان يصل سعرها إلى ألاف جنيهات وتكن من أقمشة متنوعة كالحرير والستان ويكثر أستخدامها فى الأرياف للتباهى والتفاخر بسعر الكفن ولكنها تكن غير شرعية.
ولم يكتف أبو أحمد ببيع الأكفان ولكنه يتطوع أيضا لتغسيل الأموات وخاصة الأطفال فى أحد الجمعيات الشرعية منذ خمس سنوات، يشعر بالأسترخاء والسلام النفسى أثناء ذلك فهو يعرف أن هذا الطفل سوف يدخل والديه الجنة، كما أنه قام بتغسيل العديد من الحالات الصعبة كالمتوافين فى حوادث وأجسادهم مشوهة ومصابة أو أشلاء، فتلك الحالات يكتفى فقط بالمسح على الجسم بأكمله دون أن يستخدم ماء كثير حتى لا ينزف الجسد بالدم، وعن قواعد وتعاليم التغسيل فقد تعلمها من الكتب الدينية والكتيبات الصغير التى يبيعها بجانب الأكفان، ولعل أهمها عدم ملامسة عورة المتوفى أو النظر إليها فيلف قطعة من القماش حول يده ومن فوق ساتر يمسح العورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة