كلنا نتذكر"محمود بيومى"، هذا الشاب الذى فقد عمره بسبب خلاف مع صاحب كافيه " keif" بشارع النزهة بمصر الجديدة، حيث أعلن مدير الكافيه غلق أبوابه لجمع حساب المشاريب "المنى تشارج" من الزبائن خوفا من خروج أحدهم دون دفع المبلغ المطلوب أثناء مشاهدة مباريات مصر فى كأس الأمم الأفريقية، وعندما رفض"محمود" هذا الأسلوب وطلب دفع حسابه والمغادرة على الفور، تعنتت الإدارة، وطعن أحد العمال الشاب فى بطنه بسلاح أبيض ثم ألقوه خارج الكافيه، وكان ذلك تحديدا بعد مشاهدة الشوط الثانى من مباراة مصر والكاميرون فى نهائى البطولة .
بعد الحادث مباشرة، وجهت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، حملات موسعة، استهدفت فحص المقاهى والكافيهات والتأكد من صحة تراخيصها، بجانب فحص العاملين والتأكد من عدم وجود عناصر مطلوبة أمنيا بينهم، كما وجهت بإزالة كل أوجه الإشغالات وغلق كافة المقاهى والكافيهات المخالفة، وخاصة بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر والنزهة، وبالفعل تم غلق أكثر من 43 كافيه ومطعما بمنطقة مصر الجديدة.
رغم فاجعة الحادث الأليم الذى هز مصر كافة، إلا أن الإجراءات الأمنية التى نتجت عنه سببت ارتياحا بين الأهالى، حيث عادت الحياة الطبيعية لسكان تلك المناطق ونعموا بالهدوء والسكينة والأمان الذى افتقدوه منذ أن افتتحت تلك الكافيهات، خاصة وأن حى مصر الجديد يعد من المناطق الراقية والتى تتميز بطابع خاص بين سكانها.
ولكن "الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن"، فالحال لم يدم بعيدا، ولم يكد حادث مقتل الشاب يغيب عن الأذهان، حتى فاجأ أصحاب تلك الكافيهات أهالى وسكان المنطقة بالاستعداد لفتحها من جديد، حيث يكتظ كل كافيه بالعمال ليتسارعوا فى إعادة تجديده لافتتاحه مع بداية شهر رمضان الكريم، تلك الكافيهات التى قام"إبراهيم صابر" رئيس حى مصر الجديدة بغلقها وتشميعها ومن بينهم" keif" وتوعدهم بعدم السماح لهم بإعادة فتحها مرة أخرى مادامت لم تحصل على تراخيص كاملة الاشتراطات.
"فيديو7" توجه إلى شارع الثورة بحى مصر الجديدة والتقى أهالى المنطقة، فقال دكتور أشرف من أهالى المنطقة (صيدلى)، إن أغلب الكافيهات الموجودة فى شارع الثورة والمنطقة كلها مخالفة للقوانين، مثل قانون.
وأوضح "أشرف" أن هذه الكافيهات كانت عبارة عن شقق سكنية تم تحويلها إلى كافيهات ومطاعم خلال فترة الانفلات الأمنى، فسعر تأجير الشقة الدور الأرضى من 80 إلى 140 ألف جنيه شهرياً، كما أن هذه الكافيهات لها محاضر ومخالفات فى النيابة والأحياء منذ عام 2012، فهم مخالفون للقوانين والدستور ولا ينطبق عليهم التقنين لأن هناك قوانين حاكمة تحفظ للناس حقها فى سكن هادئ وآمن.
وتابع:"أنا شقتى قدام الكافيه ، وانا نازل الصبح رايح شغلى بشوف مخلفات السهر من زجاجات البيرة، وسرنجات الحقن، ده غير دخان الشيشة والمخدرات طوال الليل ".
استكملت الحديث سيدة من أهالى شارع الثورة بمصر الجديدة ـ رفضت ذكر اسمها ـ قائلة:"مش عاجنبى اعادة فتح الكافيهات مرة ثانية لأنها بتسبب لنا صداع طول اليوم، وكمان بنفضل سهرانين من الدوشة للساعة 4 الفجر وإحنا عندنا أطفال ، ومبعرفش أركن العربية فى الشارع بتاعى رغم أنه حقنا ومانقدرش نتكلم مع حد منهم، إعادة فتح الكافيهات تانى إهانة لينا".
وكشف حارس عقار بشارع النزهة ما يحدث من سلوكيات سيئة من زبائن هذه الكافيهات وأصحابها، موضحا:"لما ييجى الليل تلاقى قلة الأدب الحضن والبوس والأرف تحت الشجر ، ودخان الشيشة يملى المكان والزحمة والدوشه ، اللى بيحصل ده مش سياحة ، الأجانب بتتعدل وإحنا بنتعوج".
فيما علل "ناصر"حارس كافيه " keif" بداية تجديد الكافيه لإعادة فتحه مرة أخرى قائلاً:"الحى هيعمل لنا تصاريح مؤقتة لغاية ما نقنن الأوضاع، وجميع الضباط عارفين والحى عارف، والعمل بكافيه " keif" سيبدأ الأسبوع القادم" .
والتقت الحديث حارس آخر لأحد المطاعم الشهيرة بشارع الثورة قد أغلق من قبل واستخرج له الحى مصر الجديدة قرارا بإزالته، قائلا:"المطعم كان طلع له قرار إزالة لكن صاحب المطعم بيجدد عشان يفتحه قريب على ما يستخرج التصريح، وبعدين مطاعم الشارع كلها والكافيهات بتجدد عشان تفتح"، وتابع"الناس بتوع الحى بيمروا كل شوية ومحدش قال حاجة".
ومن جانبه قال إبراهيم صابر رئيس حى مصر الجديدة، إنه ليس ضد أحد ومن مصلحة العمل اعادة فتح الكافيهات والمطاعم مرة أخرى لأنها تقدم فرص عمل للشباب وبالتالى تزيد من دخل الفرد، لكن هذا كله لابد وأن يكون بنظام وليس مخالف للقانون.
وأكد رئيس حى مصر الجديدة أن هذا الملف مازال تحت الدراسة من قبل وزير التنمية المحلية مع محافظ القاهرة ومجلس النواب بالإضافة إلى جهات رقابية عديدة كى نخرج بتشريع موحد، وحتى الآن لم نتخذ قرارا بشأنه، ولكن بمجرد انتهاء الدراسة سيطبق على الفور، ومن ينطبق عليه الشروط سيستخرج له التصريح ومن لا ينطبق عليه لم يمنح أى تراخيص له طبقاً للقانون.
وأوضح "صابر" أنه تم صرف أغلب الإشغالات الخاصة بتلك الكافيهات لأصحابها، وذلك استعدادا لاستخراج تصريح مؤقت حتى تصدر التشريعات الجديدة، فالهدف الأوحد هو تطبيق القانون والتنظيم والمصلحة العامة، وأصحاب تلك الكافيهات جزء من المجتمع ولهم أنشطة يجب أن تنظم وتقنن، فلا يسمح أن يخرج عن القانون .
وأكد رئيس حى مصر الجديدة أنه بمجرد أن تصل التشريعات الجديدة سيتم تطبيقها على تلك الكافيهات حتى لو كانت قد فتحت أبوابها للزبائن مرة أخرى ومن سيكون مخالف للتشريعات سيغلق .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة