ريتشارد قلب الأسد.. قديس أم مجرم حرب؟

الثلاثاء، 16 مايو 2017 10:00 م
ريتشارد قلب الأسد.. قديس أم مجرم حرب؟ صورة تخيلية لـ ريتشارد قلب الأسد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يرتبط اسم "ريتشارد قلب الأسد" بالحروب الصليبية وباسم "صلاح الدين الأيوبى"، وعادة ما يحمل صورة الرجل المسيحى جدا، الذى ما جاء ليحارب المسلمين إلا لحماية طريق الحجاج، ولما وجد ذلك قائما مع صلاح الدين، عاد إلى إنجلترا، لكن يوسف زيدان فى هجومه الأخير على صلاح الدين الأيوبى جمع بينه وبين ريتشارد قائلا إنهما "أحقر شخصيتين فى التاريخ".. فهل كان ريتشارد قلب الأسد قديسا أم أنه كان مجرم حرب.

 

ماذا فعل ريتشارد قلب الأسد فى الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لمدينة "عكا" بأسرى المسلمين فقد ذبح 2700 أسير من أسرى المسلمين الذين كانوا فى حامية "عكا"، وقد لقيت زوجات وأطفال الأسرى مصرعهم إلى جوارهم.

 

ولد ريتشارد قلب الأسد عام 1157 م، وهو الابن الثالث للملك هنرى الثانى، على الرغم من مكانته التى وضعه أبوه فيها، وجعله فى منزلة الدوق، إلا أنه لم ترق له هذه الحياة ولم يرض بغير الملك، فثار مع أخوته على أبيه عام 1173–74 م، ثم ما لبث أن تقاتل مع إخوته أيضا على الملك، وعاد مرة أخرى وقاتل أبيه فى معركة عنيفة عام 1189 م.

 

حياته عبارة عن سلسلة متصلة من الحروب، حاول وهو شاب صغير الانقلاب على أباه الملك هنرى ملك إنجلترا الكبير، بل حارب قومه الإنجليز إلا أن أبوه انتصر عليه بعد أن انفض أتباعه، وعفا عنه، ثم حارب الفرنسيين تحت راية أبوه، وفى تلك الحروب بدأ يشتهر بلقبه الذى لا يذكر اسمه إلا ويقرن به "قلب الأسد".

 

تعاون مع عدوه اللدود ملك فرنسا فيليب أغسطس ضد أباه الملك العجوز هنرى، وهذه المرة تمكن من إلحاق الهزيمة بوالده، وتم عقد صلح مهين مع الملك هنرى الذى توفى بعد ذلك الصلح بقليل قهرا، تولى ريتشارد قلب الأسد حكم إنجلترا وبدأ يعد العدة للذهاب للمشرق، إلى صلاح الدين وكله أمل باستعادة القدس التى وقعت بين يدى القائد الأيوبى الكبير سنة 1188 م. فى 1190 خرج ريتشارد على رأس جيشه متجها إلى قبرص أولا، إلا أنه تشاجر مع ملكها فما كان من ريتشارد إلا أن احتل الجزيرة بأسرها.

 

ثم أكمل طريقه إلى فلسطين وهناك وعلى مدى سنتين خاض حروبا كثيرة ضد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبى انتصر ريتشارد فى بعض منها، وأهمها معركة أرسوف، إلا أن ملك إنجلترا اضطر للعودة لبلاده دون أن يتمكن من أخذ القدس من صلاح الدين، أما أهم أسباب عودته فهى أولا قطع خطوط المواصلات مع بلاده وطول المسافة، وثانيا انقلاب أخوه جون فى إنجلترا، وثالثا تيقنه باستحالة أخذ القدس تحت هذه الظروف.

 

فى 1192 عقد ريتشارد مع صلاح الدين معاهدة تنازل فيها الصليبيون عن بيت المقدس ولم يتمكن ريتشارد إلا بالاحتفاظ بالمدن الساحلية للصليبيين، ثم غادر إلى بلاده إلا أنه فى طريقه وقع فى أسر إمبراطور ألمانيا هنرى السادس ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع فدية كبيرة.

 

فى سنة 1194 عاد ريتشارد إلى إنجلترا وتمكن من استعادة ملكه وقتل المتآمرين وعفا عن أخيه، ثم توجه إلى فرنسا للدفاع عن ممتلكاته فيها، واستمر خمس سنوات يقاتل بشجاعة إلى أن خرج ذات يوم بلا دروع فأصابه سهم قتله سنة 1199، ومن أطرف وأغرب ما يذكر عنه أنه بعد توليه ملك إنجلترا لم يقم فيها إلا لأقل من 6 أشهر فقط! وبقية التسع سنوات والنصف قضاها خارج بلده فى حروبه المتواصلة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة