نشاط مفاجئ أصاب الحكومة والمحافظات والوزارات المعنية، زراعة ومحليات وإسكان لاستعادة أراضى الدولة، اجتماعات ولجان وجلسات كبرى وصغرى، من أجل استعادة مئات المليارات من الجنيهات من حقوق الدولة، طبعا كل هذه الجهات تحركت بعد إشارة الرئيس ومطالبته لهم بالتحرك، رأينا عناوين ساخنة «رئيس الوزراء يجتمع بالمحافظين.. إعلان الحرب على «مافيا» وضع اليد.. تشكيل لجان حصر ولجان تنفيذ.. مجلس المحافظين يجتمع برئاسة المهندس شريف إسماعيل ويعلن بدء حصر الأراضى.. وعلمنا أن 8 آلاف واضع يد تقدموا لتوفيق أوضاعهم على 543 ألف فدان.. الزراعة والمحليات وكل الجهات تسابق الزمن لاستعادة الأراضى التى تقدر ما بين 800 مليار إلى تريليون جنيه. والبعض يصل بها إلى أضعاف هذا الرقم.
نحن نعرف أن عمليات الاستيلاء تمت على مدى عقود، وجزء كبير تم خلال السنوات الأخيرة، وبعضها تم بالتواطؤ، وبالتالى الأمر يحتاج إلى عمل طويل وجهد فى الحصر والإخلاء أو التصالح، لكن يظل السؤال المحورى الدائرى: لماذا تنتظر الحكومة أن يطلب الرئيس، وأين هو المسؤول الذى يتحرك من تلقاء نفسه ليقوم بعمله، وهل تستمر هذه التحركات حتى إنجاز المهمة، وكيف سيتم التعامل مع الكبار المعروفين فى كل مكان ويضعون أيديهم على عشرات الآلاف من الأفدنة. لاحظ أن لدينا لجنة برئاسة المهندس إبراهيم محلب تعمل من شهور، ولديها صلاحيات كبيرة، ودعم رئاسى، وقد استعادت بالفعل بعض الأراضى ووفق بعضهم أوضاعه.
نفس الأمر فيما يتعلق بالمراشدة واكتشاف الظلم والتقاعس وحرمان المواطنين من الأراضى لصالح جهات أخرى، وهو ما كشفه الحاج حمام، وقرر الرئيس بناء عليه تخصيص ألف فدان لقرية المراشدة. وهناك عشرات ومئات القرى مثل المراشدة، وحالات كثيرة لمواطنين طلباتهم بسيطة جدا، لكنهم لا يحصلون على حقهم من دون مقابلة الرئيس، مثلما حدث مع سيدة أسوان وغيرها.
طلبات المواطنين وحقوقهم بسيطة لكنهم يواجهون صعوبة وتجاهلا من قبل المسؤولين فى المحليات أو المدن أو المحافظات، وينتظرون أن ينصفهم الرئيس، ماذا عن من لا يمكنهم الوصول إلى الرئيس. بينما الحل فى أن يقوم كل مسؤول صغير أو كبير بدوره الطبيعى، فى القرية أو المدينة أو المحافظة. ويبادروا فى القيام بدورهم لحماية أملاك الدولة أو وضع نظام يحل أزمات المواطنين.. وهو ما يمكن أن يراكم نتائج بالجملة، وليس عملا موضعيا بالقطعة، فلا يوجد المسؤول القادر على إعلان خطط، أو محافظ يقدم تصورا عما ينوى تقديمه تسهيلا على الناس. ويبدو أن استعادة المسؤول لدوره، هو الخطوة الأهم لاستعادة أراضى الدولة، فى المراشدة وغيرها، حتى يمكن للناس أن يشعروا بنتاج تحملهم وصبرهم.