أحدثت الانتخابات الداخلية لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أزمة داخل تحالف دعم الإخوان، بعدما شنت قيادية بمجلس الثورى التابع للجماعة فى تركيا، هجوما على البيان الختامى للجماعة الإسلامية، مما دعا قيادات الجماعة للهجوم عليها والتأكيد بافتقادها لأى رؤية سياسية، فيما أعلن عضو مؤسس بحزب البناء والتنمية استقالته اعتراضا على نتيجة الانتخابات.
فى البداية فتحت آيات عرابى، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، النار على الجماعة الإسلامية، ومتحدثها الرسمى "أحمد الإسكندرانى"، وقالت فى بيان لها عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك": المتحدث باسم المؤتمر العام للجماعة الإسلامية يؤكد على الحفاظ على مؤسسات الدولة والاصطفاف الوطنى، المشهد لابد أن يصيبك بالمغص، رجل بلحية من الجماعة الإسلامية يقول نحافظ على مؤسسات الدولة !!
وتابعت: إسلامى يحافظ على مؤسسات الدولة.. كان ينقصه فقط أن يضيف عبارة (ويصلح ساعات) ليكتمل المشهد المتنافر، وأنا أتحدى أن يكون أحد شرح لأعضاء الجماعة الإسلامية معنى كلمة ((مؤسسات الدولة))، بل أتحدى أن يكون أعضاء الجماعة نفسها شاركوا فى تصويت كهذا وان كانوا شاركوا، فدون شرح كاف لما تعنيه كلمات ذلك المتحدث.
واتهمت عرابى، الجماعة الإسلامية بالخيانة، قائلة: لن اتحدث عن دلالة عقد المؤتمر بكل هذه الحرية فى مصر، الكارثة الأعمق أن ترى إسلامياً بلحية يحدثك عن مؤسسات الدولة! لم يشرح أحد لهذا الرجل أصول ما يسميه بمؤسسات الدولة، ولم يقرأ هو نفسه عن أصل نشأتها وأهدافها، فهذا رجل ينتمى أصلاً لما لا يعرفه، والحديث عن مؤسسات الدولة وأنت بلحية يعنى أنك تلطم المنطق وتصفعه وتركله، تماما كما يقول المثل العامى “باب النجار مخلع” .
واستطردت: نحن بصدد كارثة فكرية عميقة عجزت الحركة الإسلامية فى مصر عن تجاوزها ، فعدد من أكواب الحليب اختلطت بالكيروسين بنسب متفاوتة، وحالة من التسمم الفكرى نتجت عن قبول هؤلاء للأمر وعكسه فانتجت عجزاً كاملاً عن الحركة.
وتباعت: أنا لا أعادى الجماعة الإسلامية بل ولا اعادى أى تيار إسلامى ولكن المشكلة عامة، فهناك من بين الإخوان المسلمين من وصلوا لمرحلة ألعن من هذه فى التصالح النفسى مع مؤسسات الحكم، ناهيك عن الاستسلامية التى يتحدث بها المتحدث فى مؤتمر الجماعة الإسلامية، نحن بصدد تشوه فكرى عميق يحتاج إلى علاج، فهم إسلاميون ليسوا بإسلاميين. .
فى السياق ذاته أعلن منتصر عمران، العضو المؤسس بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، عن تقدمه باستقالته من الحزب اعتراضا على انتخاب طارق الزمر رئيسا له فى المؤتمر العام الذى جرى قبل أيام.
وقال "منتصر" فى بيان نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "كما علمت وتأكدت، فقد ضاقت بى صدور أعضاء الجماعة الإسلامية، من نقدى، بالإضافة إلى اعتراضى على سياسة الحزب واختيار معالى الدكتور طارق الزمر رئيسا للحزب، لذا أعلن استقالتى من الحزب رسميا، حتى لا يكون لى مبرر فى نقد كيان لا أنتمى له.. مع خالص تحياتى للجميع".
فى المقابل رد أسامة رشدى، عضو المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، على آيات عرابى قائلا: معك وقت كثير حتى تفهمى الفرق بين الدولة والنظام، الحفاظ على مؤسسات الدولة هو رأى كل الأحزاب والكيانات ".
ووجه رشدى رسالة إلى عرابى قائلا: "أنت لا تملكى أى رؤية حقيقية ولا ادراك ولا سابقة لعمل سياسى حتى تنظرى، أتمنى عليكى أن تتركى التنظير السياسى، أنت ممتازة فى الردح السياسى".
بدوره قال طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، والهارب فى قطر، ردا على الهجوم على الجماعة الإسلامية، إن الحزب سيظل مهتم بالاصطفاف الوطنى، وداعيا للمصالحة.
من جانبه شن علاء العرينى، عضو مؤسس بحزب البناء والتنمية، هجوما على آيات عرابى قائلا: "ماذا تريد آيات عرابى؟ فلقد شنت حملة شرسة على الجماعة الإسلامية وذراعها السياسى حزب البناء والتنمية وذلك على خلفية البيان الختامى للمؤتمر العام للحزب .
وأضاف فى تصريح له: اشعلت فتيل جهلها وجعلها تصب جام غضبها على الجماعة الإسلامية واصفة إياها بالجماعة الإسلامية التى كانت إسلامية، ساخرا منها قائلا: "تعالى يا حاجة دمرى واحرقى وخربى كل مؤسسات الدولة مفيش عندنا مشكلة لو هو ده الحل ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة