أحمد عزيز يكتب: صلاح الدين رمز بطولى ولو كره المغرضون !

الخميس، 18 مايو 2017 10:00 ص
أحمد عزيز يكتب: صلاح الدين رمز بطولى ولو كره المغرضون ! صلاح الدين الأيوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يستطيع الدفاع عن صلاح الدين، هذا الاسم الذى غزا العالم الإسلامى كلَّه والعلم الغربى كالنسر العظيم، ما كُتِب عنه قديمًا وحديثًا يكاد لا يضاهيه فيه أحد، فإلى جانب ما أفرد لاسمه من الكتب، فلا يكاد كاتب يتناول الصليبى أو الفاطمى أو القرن الثانى عشر فى المشرق، حتى يكون صلاح الدين هو الذى يفرض نفسه على الكاتب والقلم ويكون محورا للحديث، فمثل صلاح الدين لا يحتاج من يدافع عنه أو يضيف مجدا إلى أمجاده، لكن من المؤسف أن نجد أن شرذمة قليلة تسعى للشهرة على حسابه، والنيل من أطراف هذه الشخصية التى أضحت الرمز البطولى لأكثر من مليار مسلم اليوم، ومعروف على مر العصور أن الشجرة المثمرة هى وحدها التى تُضرب بالحجارة، وقصر القامة هو الذى يغرى بالتطاول على العمالقة.
 
 
صلاح الدين ليس شخصية فى مسرحية موجودة اليوم بيننا نحاكمها، ولكنه شخصية تاريخية مرَّت فى الزمن الماضي، ومن المستحيل جرها لتعيش هذا العصر لمحاكمتها على ضوء مفاهيم هذا العصر، صلاح الدين ابن عصره فى الفكر السياسى والدينى وفى مطامحه وأيديولوجياته كما فى نقائصه، ولا تجوز محاكمته بعد 900 سنة على ضوء المفاهيم التى نتتطارحها اليوم، ما وقع فى التاريخ قد وقع، وقد تعرض صلاح الدين بقدر اجتهاده وبقدر مفهومه للسياسة، والدين فى عصره، ومن العبث المضحك أن ننقل اليوم عن حاقدى الأمس البعيد ما أملاه عليهم حقدهم، ونجعل لكل عمل منه هدفًا أنانيًا وغرضًا شخصيًا، ونحكم أنه أخطأ فى هذا وأصاب فى ذاك.
 
 
والآن ما معنى أن نهجم على رمز بطولى سابق لنا فنهدمه؟ أو نحاول هدمه بتقويم أعشى متأخر لا يأخذ فى الحسبان لا العصر ولا الظروف التى انقضت، ولا واقع الصراع الحالي، كأنما انتهينا من تقويم كل شيء، ولم يبقَ إلا هذا النصب التذكارى لتحطيمه .
 
 
ولقد كان صلاح الدين بتقاه، وبساطة فكره، وبكرمه، وبوفائه بالعهود حتى للأعداء، بمثاليته؛ نموذجًا خاصًا من رجال الحرب والسياسة، صلاح الدين فى التاريخ الإسلامى أحدُ الرموز البارزة ومهما حاول " المغرضون " تحطيم الفُتات من تمثاله فى النفوس، وهو نسر ضخم لا يضيره أبدًا أن تُنسل بضعُ ريشات من جناحه الممدود.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة