بعيدًا عن كم المخاطر والأضرار الصحية والنفسية التى يسببها الختان للفتيات هناك سبب دائم لتبرير هذه الجريمة يكمن فى ستر البنت وعفتها وحمايتها من الانحراف، لكن أمهات قرية سنهور بمحافظة الفيوم أكدن بما لايدع مجالا للشك أن انحراف البنات لا يمنعه الختان، وتابعوا: الجنس فى الدماغ مش فى الأعضاء.
"اليوم السابع" أجرت جولة مع السيدات بإحدى قرى سهنور بمحافظة الفيوم، ليروين مآسيهن مع الختان، وتحدثنا مع أمهات عبرن عن رأيهن فى الختان، واستعرضوا الآثار والمخاطر الصحية والنفسية لهذة الجريمة، وتأثيرها على الفتيات سواء من الناحية النفسية، وكيف لجأن إلى أخصائيين نفسيين لحل مشاكلهن.
تقول إيمان متولى عيد إحدى الأمهات بالقرية 53 سنة، أنها ختنت ابنتها، ولم تكن تعرف أضرار عملية الختان، لأن العادات والتقاليد تحتم عليهن إجراء الختان للبنات، وتابعت: "خفت على سمعه بنتى من أهلى وجيرانى، وأمام إصرار من والدها ختنا البنت الكبيرة، وبعد سلسلة من جلسات التوعية والتثقيف لم أختن بنتى الصغيرة".
واستكملت إيمان متولى: "بنتى الآن تزوجت وأنجبت بنتا ونصحتها بعدم إجراء عملية الختان لحفيدتى، والحمد لله عايشة مبسوطة مع زوجها".
أما أم محمد 50 سنة ربة منزل، فقالت: "دلوقتى عندى خمسين سنة، وأنا مختنة، ولازال ألم الختان حاضرا في مخيلتي زي ما يكون حصل إمبارح، الطهارة زي مابيسموها عندنا" وأضافت: "التربية الصحيحة ومتابعتها فى المدرسة واصطحابها إلى الجامعة ومعرفة أصدقائها أهم شىء فى الحياة، مش الختان هو الحل لعفة البنت".
بينما تقول عائشة محمد إحدى الأمهات بالقرية، إن ختان البنات يفقد البنت ثقتها فى نفسها وقدراتها وعدم تقبلها لجسدها وأنوثتها بنسبة كبيرة مما يترتب عليه اللجوء إلى الشذوذ مع أمثالها من الفتيات، نتيجة الخوف من تجربة جنسيه مع الرجال. مشيره إلى أن الختان يسبب للبنت شعور بعدم الإحساس بالرضا عن علاقتها الجنسية، نتيجه لعدم إحساسها بالمتعة وقت الجماع، مما يتطلب من زوجها مجهود كبير حتى يصل إلى النشوه مع تجاهل جزء مهم من مشاعرها، خصوصًا لو كان يتعامل مع جسدها فقط .
وأضافت الختان أيضًا يؤدى بدوره إلى العنف، لأن "المختونة" تعاني الكبت، ثم تورثه لبناتها بدافع الأنانية، وبحجة العادات والتقاليد، كما أن الزوج يدفع أيضًا ثمن ختان الأنثى، ونفسياً يؤدى إلى مشاكل عديدة عند الرجال.
وطالبوا الأمهات بنشر التوعية داخل المدارس وعدم الفصل بين البنات والأولاد في الفصول، وعمل حملات تثقيفيه للأرياف لتغيير تلك المفاهيم الخاطئة، والتشديد على الأطباء بعدم الاستجابه لهذا النوع من الجرائم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة