أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة وحضور الدكتور حاتم ربيع، ندوة عنوانها: "الإبداع والعبقرية والمجتمع: إعادة قراءة بمنظور إيجابى"، نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس، وأدارها مقرر اللجنة الدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم النفس بأكاديمية الفنون ووزير الثقافة الأسبق، وتحدث بها أستاذ علم النفس الطبى والعلوم السلوكية البارز، الدكتور عبد الستار إبراهيم، الذى سبق عمله فى الكثير من الجامعات العربية والأمريكية الكبرى، مثل: جامعة القاهرة، وجامعة ميشيجان - آن أربور، وجامعة ولاية واين، وجامعة الكويت، وجامعة ديترويت، وجامعة شرق ميشيجان، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فيصل.
حيث أوضح فى البداية الدكتور شاكر عبد الحميد، أن العبقرية تعد مزيجًا من الذكاء والإبداع معًا، فالشخص العبقرى مبدع فى الأصل، ولكن ليس كل مبدع عبقريا، كما أن ليس كل الأذكياء عباقرة.
وهو ما وافق عليه المتحدث الرئيسى بالندوة الدكتور عبد الستار إبراهيم، حيث أوضح أنه يمكن النظر للإبداع بصفته شرط ضرورى ولكن غير كاف للعبقرية، أما المبدع فهو من يتصف بوجود قدرات إبداعية، يمكن تحديدها من خلال أحكام خبراء، أو باستخدام بعض المقاييس الموضوعة لهذا، أى شخص استطاع تجاوز المقاييس العادية من خلال أعماله الخلاقة، فى الميادين والأنشطة المعرفية والاجتماعية، بما فيها الفن والأدب أو العلم، أو أى حقل من حقول المعرفة والنشاط، لأن العمل الإبداعى يحقق الكثير من المكتسبات لصاحبه ولمجتمعه؛ ولأنه يتطلب فى كثير من الأحيان قدرات شخصية خارقة، لا تكون عادة ممكنة التحقيق للآخرين.
أشار الدكتور عبد الستار إبراهيم، إلى أن تطور عدة نظريات واتجاهات فكرية مختلفة، تصف أولئك المبدعين بالاضطراب العقلى والنفسى، وأكمل أستاذ علم النفس حديثه، متناولًا عدة نقاط مثل: أمراض المبدعين والعباقرة أو الإبداع والمرض النفسى، والصحة والسواء فى الأمراض النفسية، ثم أشار الدكتور عبد الستار إبراهيم إلى معاناة مجتمعنا من افتقاد الآليات اللازمة لاكتشاف أصحاب العبقريات فى مختلف المجالات، مما يعود بتأثير سلبى عليهم.
كما أكد الدكتور عبد الستار إبراهيم، على أن أحد أهم الفروق الأساسية بين مجتمعنا أو ما يدعى بالعالم الثالث، وبين المجتمعات الأكثر تقدمًا كالغرب مثلًا؛ هو المناخ الجاذب أو الاحتوائى للإنسان الذى توفره تلك المجتمعات المتقدمة لأبنائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة