اهتمت الصحف الأمريكية بالانتخابات الرئاسية الإيرانية التى سيجرى التصويت فيها غدا الجمعة، وأكدت أهميتها للولايات المتحدة فى ظل سياسة إدارة ترامب، محذرة من احتمال التلاعب فيها.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه فى تاريخ الجمهورية الإسلامية، لم يفشل شاغل للمنصب فى الفوز بفترة ثانية، لكن هذه المرة يواجه الرئيس حسن روحانى سباقا وعرا سيكون لنتيجته تداعيات كبرى على مستقبل السياسات فى البلاد.
وتقول الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن استطلاعات الرأى تضع روحانى فى المقدمة، فإن عددا كبيرا من الناخبين لم يحسموا آرائهم، وقد تعرضت مساعى روحانى لعرقلة سببها الإحباط الواسع بين الإيرانيين العاديين الذين لم يروا بعد فوائد الاتفاق النووى الذى تم توقيعه مع القوى العالمية فى عام 2016.
ونقلت الصحيفة تصريح ناصر حيديان جزى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران لكريستيان ساينس مونيتور إن روحانى بالغ فى الترويج لجدوى الاتفاق النووى، ولم يستطع إدارة التوقعات بشكل جيد. فقد كان مهتما للغاية بترويجه ولم يفكر بشأن المستقبل وتحقيق التوقعات.
بينما يعتمد رئيسى على الوعود الشعبوية للتفوق على روحانى، وهناك مخاوف حقيقية، كما تقول الصحيفة، من أن المؤسسة المحافظة فى البلاد، بقيادة المرشد الأعلى أية الله على خامنئى والحرس الثورى القوى، ربما تتلاعب بالتصويت لصالح رئيسى الذى يعتقد أنه مرشحهم المفضل. وقد يكون هذا تكرارا لما حدث فى عام 2009 عندما فاز محمود أحمدى نجاد فى محاولة إعادة انتخابه فى ظروف غامضة، مما أدى إلى احتجاجات واسعة أسفرت فى النهاية عن وضع اثنين من المرشحين الإصلاحيين الرئيسيين قيد الإقامة الجبرية التى لا تزال قائمة حتى الآن.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" إن نتائج الانتخابات الإيرانية سيكون لها تداعيات دبلوماسية بعيدة المدى، لاسيما وأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان قد هدد بتفكيك الاتفاق النووى الذى وصفه بأنه أسوأ اتفاق فى التاريخ، وأمر الشهر الماضى بمراجعته.
وأمس الأربعاء، قامت إدارة ترامب بمد تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق، لكن فرضت أيضا جزاءات اقتصادية جديدة على نشاط الصواريخ الباليستية. ورأت الصحيفة أن كلا الخطوتين هدفهما إظهار أن إدارة ترامب صارمة إزاء إيران مع التزامها بالاتفاق، وتستهدف العقوبات الجديدة مسئولين عسكريين إسرانيين وآخرين متهمين بتقديم المواد للصواريخ الباليستية.
ويتوقع الخبراء أنه لو فاز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسى، فإنه سيظل ملتزما بالاتفاق النووى، لكن سيتبنى موقفا أكثر تشددا من روحانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة