أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا يكره العرب والمسلمون الولايات المتحدة الأمريكية؟

الخميس، 18 مايو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يرى فيه صناع القرار الأمريكى أن الأسباب الرئيسية لكراهية الولايات المتحدة تكمن فى الأديان والأيديولوجيات، ترى الدراسات أن الأسباب الاقتصادية هى السبب الرئيسى للصورة السلبية للولايات المتحدة الأمريكية، وهى المقاربة التى أكد عليها تقرير صادر عن خدمات أبحاث الكونجرس «Congressional Research Service» الذى أشار إلى وجود اتجاه للوم الولايات المتحدة الأمريكية التى قادت للعولمة التى أصابت المنطقة بأزمات اقتصادية، وكما تقول الدراسة الصادره عن «مؤسسة ستانلى» The Stanley Foundation، بعنوان: «الميديا العربية والسياسة الأمريكية: إعادة انطلاق الدبلوماسية العامة «Arab Media and US Policy: A Public Diplomacy Reset»، للخبير فى وسائل الإعلام العربية، مروان ام. كريدى.
 
وترى الدراسة أن الأوساط العربية ترى فى الدفع الأمريكى نحو العولمة هدفاً للسيطرة والتحكم فى الموارد العربية على غرار الاستعمار الأوروبى، وفى استطلاع رأى بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر حول من يؤثر فى السياسات، الميديا، الأعمال، الثقافة والحكومات، اتضح أنه من بين الأسباب الرئيسية لتزايد كراهية الولايات المتحدة الأمريكية، أن واشنطن عمقت الفجوة بين الأغنياء والفقراء حسبما رأى %59 من المستطلعة أرائهم، فى حين رأى %57 أن تراجع الصورة الأمريكية يكمن فى الدعم الأمريكى لإسرائيل، مقارنة بـ%54 عبروا عن استيائهم من القوة الأمريكية كسبب رئيسى لكرههم للولايات المتحدة الأمريكية.
 
ويسود العالم العربى إدراك بأن الولايات المتحدة لا تؤمن بعجلة الاقتصاد الحر والتبادل الثقافى، وأنها تستخدم العولمة كأداة لاستنزاف ثروات العالم. ويضيف مستوى استجابة الحكومة الأمريكية لإعصار كاترينا Hurricane Katrina وصور الفقر الحضرى فى أكثر أمم العالم ثروة، انطباع كبير فى العالم العربى بأن القوة العظمى لا تلقى اهتماماً للضعفاء والفقراء.
 
ترى الدراسة أن الإعلام العربى شهد طفرة كبيرة خلال العقد الأخير لاسيما إبان الغزو العراقى للكويت فى عام 1990، حيث بدأت نخبة الحكم السعودى فى البحث عن سبل لبسط نفوذها السياسى والاقتصادى على المنطقة. فبدأ رجال الأعمال السعوديين المرتبطين بنخبة الحكم فى إطلاق قنوات فضائية متعددة بشكل أساسى لمواجهة الدعاية العراقية فى حرب الخليج .
 
وفى الوقت الذى شهد فيه العالم العربى المئات من القنوات التليفزيونية الموجهة للعالم العربى الداخلى، فقدت وسائل الإعلام الحكومية العربية نسبة كبيرة من المشاهدين، والمكانة، والنفوذ، وأصبح عليها أن تكافح للبقاء فى ظل المنافسة المحتدمة مع القنوات الخاصة.
 
الجدير بالذكر أنه يوجد أكثر من 300 قناة فضائية تبث بالعربية لجمهور المشاهدين الذين يقطنون ما بين المغرب والعراق. حيث أشارت الدراسة إلى عدد من تلك القنوات، كقناة الجزيرة «قطر»، العربية والـMBC «الإمارات»، وقناة دبى وأبوظبى «الإمارات»، قناة الـ LBC-AL-Hayat «لبنان»، وقناة المنار «حزب الله اللبنانى»، بالإضافة إلى العديد من القنوات المتخصصة سواء فى مجال الأعمال مثل قناة «CNBC، العربية، العقارية، والاقتصادية»، وأخرى مهتمة بقضايا المرأة «قناة هى»، والقنوات الدينية «الرسالة، المجد، اقرأ»، وغيرها من القنوات.
 
ويلاحظ أن هناك العديد من القنوات التى أصبحت تبث كشبكة قنوات متعددة، مثل: مجموعة قنوات الجزيرة، ومجموعة قنوات الـMBC. غير أن هذه القنوات ليست ناجحة على نفس المستوى. وأن القنوات المملوكة من جانب الحكومة بصورة مباشرة، أو التى تتدخل الحكومات فى بثها، تشهد عزوف المشاهدين عن مشاهدتها. وفيما يتعلق بأنواع البرامج التى تجذب انتباه المشاهدين العرب بصورة كبيرة، رأت الدراسة أن البرامج التليفزيونية العربية الأكثر شعبية تنوعت بين برامج لها صدى تاريخى أو سياسى. وفى الغالب تتحدث هذه البرامج عن الوحدة والاتحاد فى مواجهة النفوذ الأجنبي، وأخرى تُثير قضايا الحراك الاجتماعى إلى جانب البرامج التفاعلية.
 
وقد أوضحت الدراسة أنه فى شهر رمضان الذى يعد أهم شهور السنة التى تحظى بمشاهدة عالية للمسلسلات والبرامج التلفزيونية، فإن العرضين اللذين حظيا بمشاهدة عالية ونقاشات واسعة خلال رمضان 2007، هما مسلسل «الملك فاروق» الذى يُعد قراءة لفترة مهمة فى التاريخ المصرى. والعمل الثانى هو مسلسل «باب الحارة» الذى عبر عن نظرة حنين للحياة الاجتماعية فى المجتمع السورى، إلى جانب ذلك كانت هناك أعمال ناقشت الإرهاب فى أفغانستان وكيفية انتقاله لشوارع العواصم العربية وأخرى تكشف عن الاهتمام بالأفكار الدينية للشباب العربى، كما حظيت برامج التليفزيون الحية مثل ستار أكاديمى وسوبر ستار أيضاً على شعبية هائلة، نظراً لما تشهده من تفاعل كبير من جانب المشاهدين.
 
وتُختتم الدراسة بالإشارة إلى أن هناك عددا كبيرا من الكتاب الأمريكيين ينتقدون السياسات الأمريكية مثل مايكل مورو Michael Mooro ونعوم تشومسكى Noam Chomsky، وأيضاً سيمور هيرش Seymour Hersh والذى كان له العديد من المقالات المنشورة حديثاً بشأن السياسة الأمريكية تجاه إيران وحزب الله فى مجلة النيويوركر The New Yorker، التى جعلت اسمه يتردد فى العواصم العربية. ويلاحظ أن كل ذلك النقد لإدارة بوش ما هو إلا تأكيد لحرية التعبير المكفولة على نحو كبير فى الولايات المتحدة الأمريكية، فهذه الحرية هى التى تكفل لهؤلاء الكتاب ليكتبوا ما يريدون، وتلك الصورة الإيجابية للولايات المتحدة لا تكون محل تقدير على المستوى العربى عند التفكير فى الصورة الأمريكية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة