تزايدت حالة نوستالجيا رمضان، أو الحنين إلى ظواهر وروحانيات الشهر الكريم التى كانت سائدة خلال فترتى الثمانينيات والتسعينات، واختفت من الشارع والبيت المصرى، بعد مطلع الألفية الجديدة، وساهم فى اختفائها انتشار الفضائيات والتطور التكنولوجى، ولكنها عادت للظهور مجدًدا هذا العام، من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة، فى الوقت الذى اختفت فيه مظاهر الشهر من الشارع.
وشهد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ظهور العديد من الصفحات التى تحمل أسماء تعبر عن نوستالجيا رمضان، ومنها "رمضان كان أحلى زمان"، "رمضان فى ليالى زمان"، "رمضان بتاع زمان"، والتى دأبت على نشر أبرز الأغانى والفوازير والمسلسلات الرمضانية القديمة، التى بمجرد سماعك لها تشعر بأن الزمان قد عاد بك للوراء سنوات عديدة، لتستشعر الحالة الروحانية التى كان يعيشها المصريون فى رحاب الشهر الفضيل.
من أغانى "افرحوا يا بنات"، "رمضان جانا"، "وحوى يا وحوى" مرورًا بفوازير نيللى وشريهان، ومسلسلات الأطفال بوجى وطمطم وبكار وعمو فؤاد، وتفسير الشيخ الشعراوى للقرآن الكريم، وابتهالات النقشبندى، وبمدفع رمضان وآذان الشيخ محمد رفعت، الذى يفطر على صوته عبر شاشة التلفاز، انتهاء بـ"المسحراتى" سيد مكاوى، أعاد شعب الفيس بوك، إحياء الذكريات الرمضانية من خلال الواقع الافتراضى، متسلحين بأصالة الماضى، فى مواجهة كم الأعمال الجديدة التى تظهر سنويًا على الشاشة، ولا يكاد المشاهد يتذكرها بمجرد انتهاء عرضها، على عكس الأعمال التى مازالت محفورة فى وجدان المشاهدين رغم مرور عشرات السنين على عرضها.
كما رصدت هذه الصفحات، الظواهر الرمضانية، فى البيوت والشوارع المصرية، التى كانت منتشرة فى شهر رمضان قديمًا، وقاربت على الاختفاء، أو يتم انتاجها بأشكال مختلفة نظرًا لتغير الوقت، ومنها تعليق الزينة فى الشارع، ففى الماضى كانت الزينة تصنع يدويًا من قبل شباب الشوارع والأحياء ويتم تعليقها قبل رمضان بأيام كثيرة احتفالًا بقدوم الشهر القديم، أما فى هذه الأيام، فإن الزينة أصبحت تباع جاهزة، ولم تعد شوارع المحروسة تتزين بنفس الكثافة التى كانت عليها فى الماضى.
عدد من الطقوس الرمضانية القديمة، تغير شكل وجودها خلال هذه الأيام، ومنها صنع الحلوى مثل الكنافة والقطائف ولقمة القاضى، داخل المنزل، والتى كانت تصنعها الأمهات داخل المنازل، ويتجمع أفراد الأسرة الواحدة، لتناولها بعد وجبة الإفطار، خلال مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية، فأغلب ربات البيوت أصبحن يستسهلن ويجلبن هذه الحلوى جاهزة.
أيضا من تضمن الظواهر التى أصبحت متواجدة بصورة قليلة، "المسحراتى"، ويرجع هذا الأمر إلى أن أهمية هذه المهنة فى الماضى هى إيقاظ الناس من ثباتهم للسحور وأداء صلاة الفجر، إلا أن العوامل التكنولوجية وانتشار ظاهرة سهر المصريين حتى الصباح، أدت إلى تقليل أهمية المسحراتى، فاختفى من شوارع كثيرة، وبقى ظهوره مجرد عادة فلكلورية ليس إلا.
"عربة الفول"، التى كانت تسير فى الشوارع، ويلتف حولها الأطفال الصغار، ليبتاعوا منها طعام السحور، لم تعد أيضًا متواجدة بكثرة فى رمضان الذى نعيشه هذه الأيام، فانتشار المطاعم والمحال التى تتفنن فى بيع مأكولات السحور، وكذلك وجبات السحور الجاهزة، وانتشار ظاهرة خروج المصريين لتناول طعام السحور خارج المنزل، والعودة بعد آذان الفجر، كل هذا أدى لاختفاء ظاهرة "عربة الفول"، إلا فى قليل من قرى وشوارع المحروسة.
الشعرواوى وعمو فؤاد
ألف ليلة وليلة
المسحراتى وعربية الفول وزينة رمضان
بكار
بوجى وطمطم
تعليق الزينة زمان
زينة رمضان زمان
زينة ومسلسلات رمضان
عمو فؤاد
فطوطة
مسلسلات رمضان زمان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة