"قتلوه قدام عينيا، ضربوه بالنار فوقع على حجرى وكان خايف على وحاول يدافع عنى" هذه كلمات امتزجت بالدموع لـ"رغدة ربيع" والتى مات زوجها "ممدوح أحمد محمد" 22 سنة، رمياً بالرصاص وهو يدافع عنها أثناء محاولة 3 لصوص سرقة دراجتهم البخارية.
"اليوم السابع" انتقلت إلى قرية جزيرة الشافعى بمركز أولاد صقر بالشرقية، حيث منزل المجنى عليه للقاء أسرته والاستماع إلى تفاصيل محزنة حول مقتل شاب دفاعاً عن ماله وعرضه أثناء توجهه وزوجته إلى زيارة أحد أفراد أسرة الزوج، فهاجمه ثلاثة لصوص حاولوا سرقة دراجته البخارية.
جلست زوجته رغدة ربيع، البالغة من العمر 21 سنة، وغلب على عينيها اللون الأحمر حزناً على مفارقة زوجها وأصبحت أرملة ولم يمض على زواجهما عام واحد، افتتحت "رغدة" الحديث قائلة: "ملحقتش أفرح زى أى بنت، أبويا وأمى متوفيين منذ فترة، وشقيقتى الكبرى هى التى زوجتنى، وعندما تقدم لخطبتى ممدوح، وافقت لحُسن أخلاقه ولكونه شاباً مُكافحاً يُساعد أسرته، ومع مرور الوقت أصبح زوجى ممدوح هو كل شيئ فى حياتى وقضينا سوياً سنة من الزواج عشت خلالها أجمل أيام حياتى، على الرغم أننا لم نرزق خلال السنة الأولى من الزواج بالإنجاب".
وأضافت الزوجة الأرملة، أن ليلة الحادث كان زوجى حريص على صلة الرحم بعمته الوحيده، واصطحب الزوجة خلفه على الدراجة البخارية لزيارة العمة المقيمة بعزبة بهنس بمدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية، وفى الطريق وقبل وصول المنزل بحوالى 100 متراً، اعترض طريق الزوج والزوجة 3 لصوصو ملثمين من خلال تضييق الطريق على الدراجة البخارية التى كانا يستقلانها حتى انقلبت الدراجة وسقط الزوج والزوجة على الطريق وفوجئوا بثلاثة أشخاص يحملون أسلحة نارية وطلب أحدهم تسليم الدراجة ومفاتيحها بعد أن أطلق وابل من الشتائم بأبشع الألفاظ.
وتابعت رغدة الحديث قائلة: "كان زوجى حريص على أن نخرج بسلام من الموقف بعد الإصابات التى ألمت بنا نتيجة الحادث، وخوفاً أن يمسنى هؤلاء اللصوص بأذى بعد سرقة الدراجة، وطلب زوجى منى الابتعاد خوفا من المتهمين محاولة إيذائى، وبعد أن ابتعدت قليلاً عنه، شاهدت زوجى وهو يسلمهم مفاتيح الدراجة، إلا أن أحدهم بعد أن أخذ امفاتيح من زوجى شك أن زوجى قد تعرف عليه وبادر بإطلاق رصاصة نحو بطنه سقط بعدها قتيلاً وهو ينزف فى دمائه".
وأكملت الزوجة حديثها، والدموع قد ملأت عينيها: "شاهدت المنظر الذى لا يمكن أن أنساه طوال حياتى وهو قتل زوجى أمام عينى، وبعد لحظات من إطلاق النار عليه ارتمى زوجى فى حجرى ولم ينطق بشئ إلا أنها نظرت وداع حتى فقد النطق، وفر المتهمون هاربون، وصرخت بعدها بأعلى صوتى حتى حضر نجل عمة زوجى الذى كان يسكن بالقرب من الواقعة ونقل زوجى إلى المستشفى وما هى إلا دقائق معدودة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفارقت روحه جسده، ثم انغمرت فى البكاء".
لم تختلف حالة الحزن التى انتابت الزوجة رغدة، ولكنها زادت مع "محاسن محمد" والدة المجنى عليه ممدوح، والبالغة من العمر 56 سنة، والتى بدأت حديثها لـ"اليوم السابع" ببطء شديد معبرة عن حالة الحزن التى وقعت فيها قائلة "تلقيت خبر وفاة نجلى وأنا فى عملى وطوال حياتى وأنا اعمل وأربى أولادى فى الحياتى ورزقنى الله بـ6 أبناء توفى منهم اثنين وأعمل فى مساعدة زوجى المريض وبعد علمى بالخبر حضرت مسرعة ووصولى وبمشاهدة نجلى أغمى عليها وسقطت مغشية عليها فى المستشفى، ثم استكملت قائلة "ممدوح أبنى نور عينى أصغر أبنائى تم الغدر به بعد أن تسلم الجناة مفاتيح الدراجة البخارية وأنا مبسوطة أن نجلى مات دفاعاً عن عرضه وتمنى من الأجهزة سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لكى تبرد نارى".
وأضافت فاطمة أحمد محمد 35 سنة، شقيقة المجنى عليه أن شقيقها لم يرزقه الله بالإنجاب منذ سنة ويعمل فى أحد المطاعم بالقاهرة ولكن شقيقه الأكبر شحته طالبه للحضور بالعمل فى القرية لرعاية أرضه ورعاية أبوه المريض وكان ملتزماً بأرضه وجنازته كانت شعبية مهيبة لم تشهدها القرية من قبل تدل على مدى حب الناس الذى كان يتمتع به من أهالى القرية باحترامه وأخلاقه العالية.
فيما اكتفى والد المجنى عليه أحمد محمد بقول "حسبى الله ونعم الوكيل وعسى الله أن يظهر حق نجلى ثم جلس على الأرض لعجزه عن الحديث لمعاناته مما تسبب له ومرضه.
فيما أكد ياسر الجبالى، وكيل مدرسة جزيرة الشافعى الإعدادية أن المجنى عليه كان طالباً خلوقاً وملتزماً ومات شهيداً دفاعاً عن عرضه وماله وناشد الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بضرورة رصف الطريق الترابى الذى يربط جزيرة الشافعى بمدينة أولاد صقر ومدينة صان الحجر وإنارة الطريق للحد من ظاهرة البلطجة التى يعانى من سكان المنطقة.
وناشد محمد عبد العزيز من أهالى القرية محافظ الشرقية بإدراج اسم المجنى عليه على قطعة أرض مخصصة لإقامة مدرسة مخصصة لجزيرة الشافعى باعتباره مات شهيداً دفاعاً عن عرضه.
وكان اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، تلقى اخطارا من اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، يفيد وصول " ممدوح أحمد محمد المزين" 22 سنة عامل، لمستشفى الصوفية بأولاد صقر جثة هامدة.
وتبين من التحريات الأولية، أثناء قيادة المجنى عليه دراجة بخارية، وبرفقته زوجته ومروره بناحية عزبة الشافعى مركز صان الحجر، قام مجهولون باعتراض طريقه لسرقة دراجته البخارية، وعندما قاومهم قاموا بقتله، وتم نقل المجنى عليه لمستشفى الصوفية، فيما تجمهر عدد من أقارب المجنى عليه أمام المستشفى للمطالبة بسرعة التشريح.
وانتقل محمد مصطفى وكيل أول نيابة أولاد صقر، برئاسة عمرو سيف مدير النيابة، وبإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، لمستشفى الصوفية وتم معاينة الجثة، وإرسالها لمستشفى الأحرار للتشريح.
فيما يكثف ضباط إدارة البحث الجنائى جهودهم، لتحديد الجناة والعمل على ضبطهم لتقديمهم للعدالة.
زوجة المجنى عليه مع مراسلة اليوم السابع
والدة المجنى عليه
المجنى عليه
المجنى عليه وزوجته يوم زفافهما
والدة المجنى عليه
أسرة المجنى عليه
أسرة المجنى عليه
قسيمة زواج المجنى عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة