الأوقاف توضح حكم استباحة مركبات الجيش والشرطة: خيانة عظمى للدين وللوطن

الثلاثاء، 02 مايو 2017 03:28 ص
الأوقاف توضح حكم استباحة مركبات الجيش والشرطة: خيانة عظمى للدين وللوطن حادث كمين الدائرى
كتب - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد استهداف كمين مدينة نصر، وغيرها من العمليات الإرهابية السابقة التى تستهدف قوات الجيش والشرطة، نددت وزارة الأوقاف فى كتابها الأهم والأجرأ ضلالات الإرهابيين فى استهداف رجال الجيش والشرطة، وقد تضمن ما يلى: الرد على ضلالة (استباحة تدمير الآلات والمركبات الخاصة بقوات الجيش والشرطة).

 

وللرد على هذه الضلالة ذكر فى الكتاب: أن هذه المعدات من المال العام الذى أوجب الشـرع صيانته على كل فردٍ فى الأمة، ومنع من الاعتداء عليه بأى وسيلةٍ كانت، إضافةً إلى أنَّ هذه المعدات وسائل للدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين وحمايتهم داخليًّا وحدوديًّا، وخارجيًّا إن لزم الأمر، فلا يجوز إتلافها أو النيل منها.

 

فالحق سبحانه أمرنا بإعداد القوة بكل جوانبها بما فيها القوة الأمنية وإظهارها أمام أعداء الأمة لِبَث الخوف والرهبة فى قلوبهم حتى لا يتجرأ أحد منهم على الاعتداء على أمن بلادنا، وفى ذلك حفظ للأرواح والأعراض والأموال والأوطان من التعرض لويلات الاعتداءات الغاشمة والاحتلال ، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.

 

وفى هذه الآية ملاحظتان:
 

الأول: أن إعداد هذه القوة إنما هو لإرهاب العدو الذى يعتدى على بلادنا وأعراضنا ومكتسباتنا، ولا يجوز إطلاق القول بالعمل على إرهاب غير المعتدين علينا أو أعدائنا الظاهرين المتربصين بنا.

الثانى: أن هذه القوة المعدة كما أمرت الآية الكريمة لا غرابة فيها إذ هى ما يعرف الآن فى القوى العالمية بالسلم المسلح أو الردع الدفاعى.

 

وأوضح الحق سبحانه هدف أعداء الدين والوطن من أن يتخلى الجندى عن سلاحه، بقوله تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، فما كان لمسلم متبع لتعاليم الحق سبحانه، ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) أن يتهاون فى حماية سلاحه؛ لكون ذلك بخلاف ما أمر الله تعالى به، فأى عقل يقول: إن مَن يملك القوة يذهب لتدميرها أو لتدمير الآخرين بها لمجرد أقوال بعض من لا يريدون لبلادنا ولا لأهلها أى خير , ولا يفهمون دينهم فهمًا صحيحًا رشيدًا.

 

 ومن ذلك نفهم أن مَن يدعو إلى النيل من تسليح الدولة أو معاداتها إنما هو مخالف لقوله تعالى:{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }، ثم هو ساعٍ لتحقيق هدف أعداء الأمة والدين من إضعاف الدولة فى مواجهة عدوها.

 

وقد أكد الحق سبحانه على أهمية أخذ الحِيطة والحذر بقوله تعالى: {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ}، وعدم التهاون فى ذلك الأمر؛ حتى لا ينال أعداؤنا منا، كما أكده الحق تعالى بقوله : {فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، وهذا ما تسعى إليه هذه الجماعات المتطرفة بالخطوات المدرجة فى فتاويهم.

 

وبناءً على هذا: لا يجوز للمجند المرابط فى سبيل الله تعالى بتكليف من رئيس الدولة، أو وزارة الدفاع أن يترك سلاحه ولا أن يسمح لأى إنسان أن يصل إليه.

 

ولو كان ذلك مسموحًا به فى الشـرع الشـريف لَمَا أجـاز الحق سبحانه للجندى المجاهد والمرابط فى سبيله تعالى أن يدخـل الصلاة وهو حامل لسلاحه فى قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}، وهذا ما وعاه الجندى المصرى عبـر التاريـخ، وبذلك ثبتت له مكانته، فهو فى رباطٍ إلى يوم القيامة.

 

وإذا كان أهل العلم والفقه من العلماء العاملين المخلصين على أن من مات دون ماله فهو شهيد، فإن من مات دون سلاحه فهو شهيد، ومن مات دون وطنه فهو شهيد.

 

كما أن الاعتداء على هذه الآلات والمركبات أو محاولات تدميرها يدخل فى الإفساد المنهى عنه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}.

 

وأصحاب هذه الضلالة يريدون بضلالتهم هذه تفكيك الجيش المصــرى خاصة والجيوش العربية عامة لصالح الأعداء، وهذه خيانة عظمى للدين وللوطن، فالجيش والشـرطة حصن البلاد فى الداخل والخارج، فالدعوة إلى هدمهما دعوة إلى تفكيك الوطن والقضاء عليه، وهـو ما لا يقـره دين ولا وطنيـة ولا إنسـانية ولا عقـل سليـم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة