فى الوقت الذى تقيم فيه دولة الاحتلال الإسرائيلى الاحتفالات والمهرجانات المدوية فى جميع أنحائها احتفالات بما تدعيه "يوم الاستقلال"، وهو اليوم الذى احتلت فيه مدينة القدس العربية، صادقت منظمة الثقافية والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" اليوم الثلاثاء، على مشروع قرار "مصرى - عربى" ينفى أى حق لليهود فى المدينة المقدسة، لتسدد طعنة فى قلب الاحتلال الذى طالما زعم بأن القدس يهودية.
القدس
وبالتزامن مع تدفق مئات آلاف الإسرائيليين إلى الشواطئ والحدائق العامة للمشاركة فى حفلات شواء والتلويح بالإعلام، وإلقاء أول نظرة على أحدث الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من طراز "F-35" فى إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 69 لاحتلال المدينة المقدسة، تمت المصادقة على القرار الذى قدمته مصر والجزائر الذى ينفى أى حق لليهود فى المدينة المقدسة، ودعمته عدة دول عربية أخرى منها لبنان والمغرب وسلطنة عمان والسودان إلى المجلس التنفيذى لليونسكو، وحظى القرار بأغلبية ساحقة فى المنظمة المكونة من 58 عضوًا.
وفى أول رد فعل من جانب تل أبيب على القرار الذى يؤكد على عدم سيادة إسرائيل على مدينة القدس المحتلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، على حسابه الشخصى بموقع "الفيسبوك": "قلت عن قرار اليونسكو بشأن القدس، قرار سخيف وسنخفض عدد الدول الداعمة له إلى الصفر، لأنه ينبغى ألا تكون هناك تصويتات من هذا القبيل فى الأمم المتحدة".
احتفالات اليهود باحتلال القدس فى الذكرى الـ 69
يأتى هذا بعد ليلة من الألعاب النارية والحفلات الموسيقية والتحول من إحياء يوم ذكرى قتلى إسرائيل فى حروبها مع مصر والدول العربية للاحتفال بذكرى الاحتلال، والذى تعتبره تل أبيب عيدًا قوميًا لها، ومر التصويت على القرار بموافقة 22 دولة لصالح القرار، وامتناع 23 دولة، ومعارضة 10، ولم يحضر التصويت ممثلون عن ثلاث دول.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن العشر دول التى صوتت ضد القرار هى الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيطاليا، وهولندا، ولتوانيا، واليونان، وبارجواى، وأوكرانيا، وتوجو، وألمانيا.
التصويت على إسلامية القدس
وخلال التصويت على القرار، قام السفير الإسرائيلى لدى اليونسكو، كرمل شاما كوهن، باستفزاز الجميع وارتدى علمًا إسرائيليًا كبيرًا خلال الجلسة، وقال عقب الموافقة على القرار: "حتى الآن، بعد هذا التصويت التعيس، هذا العلم الأبيض والأزرق يرفرف فوق جبال القدس وستظل عاصمتنا الأبدية"، على حد زعمه.
وأضاف السفير الإسرائيلى : "التصويت ضد إسرائيل فى يوم استقلالها هو محاولة بغيضة لصناعة التاريخ، باستخدام الاتهامات المزيفة والتاريخ المزيف، أنه حضيض جديد، حتى بمعايير اليونسكو"، على حسب تعبيره.
القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية
وأشاد السفير الإسرائيلى بمعارضة الدول التى تصدت للقرار واصفًا إياها بإنجاز دبلوماسى كبير للدولة اليهودية، زاعمًا أن الدعم لإسرائيل تضاعف تقريبًا وانتشر إلى أفريقيا، وأمريكا الجنوبية وشرق أوروبا.
فيما قال السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة دانى دانون، إن القرار "خادع"، مضيفًا : "هذا القرار المنحاز والخادع بشكل واضح، والمحاولات لنفى العلاقة بين إسرائيل والقدس، لن تغير الواقع بأن المدينة هى العاصمة التاريخية والأبدية للشعب اليهودى، وإسرائيل لن تقف صامتة أمام هذا القرار المخزى".
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون
وكان دبلوماسيون إسرائيليون قد عملوا قبل التصويت من أجل منع اتفاق "أوروبى - عربى" حتى يصوت أعضاء المجلس الأوروبيين لصالح القرار أو يمتنعوا عن التصويت مقابل تعديل النص قليلا.
وأجرى نتانياهو مكالمات هاتفية مكثفة مع قادة أوروبيين لمحاولة لإقناعهم رفض القرار، وفى وقت سابق انتقد بشدة قرار اليونسكو لتجاهله صلة اليهود منذ ألف عام بالقدس، على حد زعمه.
نتانياهو خلال الاحتفالات باحتلال القدس
وقال نتانياهو أنه بالرغم من نص القرار، لدى اليهودية جذور فى القدس أعمق من الديانات الأخرى، مضيفًا : "لا يوجد شعب فى العالم الذى تكون القدس بالنسبة له أقدس أو أهم من الشعب اليهودى، بالرغم من عقد اجتماع فى اليونسكو اليوم يحاول نفى هذه الحقيقة التاريخية"، على حد زعمه.
القدس المحتلة
ويؤكد القرار 201 على أهمية البلدة القديمة فى القدس وجدرانها إلى ثلاثة الديانات السماوية، كما يؤكد أن الحرم الإبراهيمى وقبر راحيل فى الخليل ذات أهمية دينية لليهودية والمسيحية والإسلام، ولكنه يصفها بـ"مواقع فلسطينية".
ويحتوى نص القرار على العديد من النقاط الإشكالية بالنسبة لإسرائيل، حيث تم التطرق إلى إسرائيل فى النص كقوة محتلة، ما يشير إلى عدم وجود صلات تاريخية لها مع أى جزء فى القدس.
مديرة منظمة اليونسكو
ويؤكد مشروع القرار أن إسرائيل تحتل القدس وليس لها فى البلدة القديمة أى حق، ويشمل أيضًا الاعتراف بأن المقابر فى مدينة الخليل وقبر راحيل فى بيت لحم مقابر إسلامية.
واستنكر القرار أعمال هيئة الآثار الإسرائيلية فى القدس، وسيطالب بوضع مراقبين دوليين بالمدينة، لمنع هذه الأعمال والحفريات التى تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية.
مسجد قبة الصخرة بالقدس المحتلة
وكان الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين قد قال فى كلمة تهنئة خاصة بمناسبة ذكرى احتلال القدس، إن إسرائيل تمكنت خلال أقل من 70 عامًا من تحقيق "الحلم الصهيونى" الذى فاق جميع التوقعات، متابعًا: "السور الحديدى لجيش الاحتلال، والتغييرات الدرامية فى المنطقة العربية، أدت لإبعاد جيوش الأعداء عن حدودنا، والمعركة الوحيدة المستمرة تتمثل فى الحفاظ على متانة المجتمع الإسرائيلى".
يهودى متطرف ينظر إلى القدس
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصرية
معاهم حق !!
فعلا هتفضل عاصمتكم الأبدية , لأنكم هتندفنوا فيها , ودى هتكون نهايتكم !!