قبل انطلاق بينالى فينسيا للفنون فى دورته الـ 57، تحدثت جميع الصحف المصرية عن مشاركة الجناح المصرى بمشروع "الجبل" للفنان معتز نصر، وهو المشروع الذى اختارته لجنة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة، لتسافر على نفقة الدولة لتمثيل مصر فى البينالى، وتمنى الكثير من المعنيين بالحركة التشكيلية أن يحصل الجناح المصرى على جائزة من جوائز البينالى خاصة لأن مصر لم تحصل على أى جائزة منذ 22 عاما، وفجأة فوجئ الجميع فى يوم 13 مايو الجارى، بفوز الفنان المصرى حسن خان بجائزة "الأسد الفضى" فى البينالى، على الرغم منه لم يشارك فى الجناح المصرى وشارك بمفرده إلا أن اسمه تصدر جميع المواقع الفنية الأجنبية بين ليلة وضحها.
ونظراً لأهمية الجائزة التى قدمها بينالى فينسيا للفنون للفنان "حسن خان"، تمكن "اليوم السابع"، من التواصل مع الفنان لكى يحدثنا عن مشاركته الفنية، وأيضا ليعرض علينا تفاصيل مشروعة الفنى.
حسن خان عمل من مواليد 1975، عمل فى مجال الفن المعاصر، فهو وكان أول لقاء له مع الجمهور فى اتيليه القاهرة كان سنة 1995، وتعددت أعماله لتشمل الصورة المتحركة والصوت والنص والتجهيز، كما أنه شارك فى بيناليهات وترينليهات عديدة "مثل اسطنبول 2003، تورينو 2005، سيفيليا 2006، سيدنى 2006، ثيسالونيكي 2007 ، يوكوهاما 2008 ، جوانجشو2008، مراكش 2009، مانيفستا 2010 ، نيو يورك 2011، باريس 2012 ، دوكومنتا 2012، مومنتم 2013، جوجشا 2013 ،ليفربول 2014، الشارقة 2015 ، مونتريال 2016، فينيسيا 2017.
كما عرضت أعماله فى متاحف وقاعات كبرى مثل متحف الفن الحديث فرانكفورت 2015 ، متحف كوينز نيو يورك 2011، قاعة السيذيشون فيينا 2013 ، كنستهال سنكت غالين 2010 ، ولو بلاتوه باريس 2007.
وقال الفنان حسن خان، إنه شارك، فى سنة 2011، بالدورة الـ 45 لبينالى فينيسيا، لكن بصفته رئيس لجنة التحكيم للبينالى وليس كفنان مشارك، مضيفا أنه، وقتها، كان أصغر رئيس لجنة تحكيم فى تاريخ البينالى، أما هذا العام وفى دورة الـ 57 فقد شارك لأول مرة كفنان.
وعن أهمية مشاركته فى البينالى، أوضح حسن خان، أن بينالى فينيسيا، بدون أى مبالغة، هو أهم وأقدم حدث فنى، فهو مقام منذ عام ١٨٩٥، لذلك يعد أهم بينالى فنى فى العالم، ولهذا قال رئيس مؤسسة البينالي "باولو باراتا" خلال حفل إعلان الجوائز، إن هذه الدورة شهدت تواجد أكثر من ٥ آلاف صحفى مسجل لزيارة البينالى، متوسط الزوار يفوق النصف مليون بسهولة والبينالى ممتد لمدة ٦ شهور.
ولفت حسن خان، إلى أن البينالى ينقسم إلى قسمين "قسم الأجنحة الوطنية" والذى يشارك به فنانون تختارهم الدول، مؤكدا أنه لم يشارك فى هذا القسم، لكنه شارك فى القسم الثانى وهو "المعرض الدولى" الذى يقام من خلال تقييم "مقيم أو مقيمة للعمل" وكانت المقيمة هذا العام، هى "كرستين ماسيل" من متحف البومبيدو فى باريس، وهى التى دعته للاشتراك، فبعد الحديث بينهما اقترح عليها هذا العمل الذى كان قد عرض من قبل مرة واحدة لمدة ليلة واحدة فقط فى "حديقة بلفيل العامة في باريس" "كجزء من مهرجان ليلة بيضاء الذى يستمر ليلة واحدة فقط فى جميع أنحاء مدينة باريس فى سنة ٢٠١٣، ثم اقترح عليها إعادة تصميم هذا العمل من جديد لكى يتلاءم مع المساحة المختلفة جدا بفينسيا.
وتحدث حسن خان عن مشروعه فى البينالى قائلاً، إنه يأتى تحت عنوان "مقطوعة لحديقة عامة"، وهو مكون من موسيقى من تأليف الفنان، ونصوص من تأليف الفنان أيضا مسجلة بعدة أصوات ونظام صوتى متعدد التراكات، وسماعات، وحديقة عامة متاحة للجمهور بدون تذاكر.
وأشار حسن خان، إلى أن المقطوعة الموسيقية مقسمة إلى ثلاث حركات مختلفة، كل حركة تأخذ مساحة جغرافية محددة فى الحديقة، الموسيقى تبث من ٤٧ سماعة مختلفة، والآلات المختلفة موزعة على هذه السماعات، فيعطى إيحاء بأن الموسيقى مجسدة، مما يمكن الزائر أن يتحرك "داخل" الموسيقى، وأن يدرك العمل كشىء مكانى وليس زمانى فقط، أى يتعايش به وليس فقط يتلقاه، فكل حركة من هذه الحركات لها مجموعة من الآلات المختلفة - الحركة الأولى مكونة من "النحاسيات، المزامير، البيانو" الحركة الثانية مكونة من "العود، رق، قانون، إليكترونيات" والحركة الثالثة مكونة من: "وتريات، كنترباص، تصفيق ايقاعى".
وتابع حسن خان، أنه كتب لكل حركة مختلفة نص يتلى بصوت رجل وصوت امرأة - ويمكننا أن نعتبر النص هو "ليبريتو" المقطوعة.
ولفت حسن خان، إلى أن النصوص جميعها تعبر عن شىء عام وشىء خاص، فهى نصوص تمثل أمل الناس وخوفهم عامةً، لكن من خلال هواجس خاصة - فيمكن للمستمع أن يتواصل مع هذه النصوص ولكن هناك أيضاً بعضا من الغربة – أو يمكن القول "شىء مألوف ولكنه غريب" فى نفس الوقت.
وحول رؤيته المستقبلية لفن "الفيديو آرت"، قال خان: "عامة أنا لا أؤمن بالتصنيفات والعناوين لأفرع الفن، فالعمل الفنى، على الأقل قى رؤيتى يمكنه أن يكون فى أى وسيط، ويمكننا حتى أن نخترع وسيط لعمل واحد لمرة واحده ثم نتخلص منه!!، فيمة العمل لا تأتى من الوسيط ولكن من العمل ذاته، كما أن المحتوى هو الذى يتطلب وسيط، بعينه أى كان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة