سعيد الشحات

إعادة انتخاب روحانى رئيساً لإيران

الأحد، 21 مايو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت الانتخابات الإيرانية بفوز حسن روحانى، بفترة رئاسة ثانية، وظهرت النتيجة فى الوقت الذى كانت المملكة العربية السعودية تستقبل الرئيس الأمريكى ترامب، و55 آخرين من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية يشاركون فى القمة الإسلامية الأمريكية.
 
سيكون قفزًا على الواقع والحقائق تجاهل العلاقة بين الحدثين، فليس خافيًا على أحد أن إيران والسعودية محوران متضادان فى المنطقة، وهو ما ينعكس على الأوضاع فى بؤر التوتر بالمنطقة وفى مقدمتها سوريا واليمن، ومنذ أن أصبح ترامب رئيسًا لأمريكا دخلت المنطقة إلى حالة استقطاب حادة ضد إيران بعد أن كانت الأوضاع بين واشنطن طهران فى طريقها للتحسن أثناء فترة الرئيس الأمريكى السابق أوباما، وفى ظل هذه الأجواء الإقليمية والدولية جاءت الانتخابات الإيرانية بعقدها ونتائجها لتبعث برسائل متعددة إلى أكثر من جهة.
 
أول هذه الرسائل تأتى من ارتفاع نسبة التصويت التى بلغت %71 على الأقل، بما يعادل نحو 40 مليون ناخب من 56 مليون ناخب، والمشاركة على هذا النحو يمكن تفسيرها بأكثر من قراءة، أهمها أنها رسالة إلى الخارج ليس فقط من زاوية المشاركة السياسية شعبيًا، وبالطبع فإن لهذا الأمر دلالات عميقة، وإنما من زاوية الاختيار الذى ذهب الناخبون إليه وهو إعادة انتخاب روحانى.
 
قبل روحانى، كان هناك أحمدى نجادى رئيسًا وشهدت فترته حدة فى التعامل مع الغرب، مما انعكس على ملفات كثيرة بالسلب فى العلاقات الإيرانية الغربية، وضيق هامش المناورة أمام السياسة الإيرانية الخارجية، ولما جاء حسن روحانى بدا أن انتخابه يعبر عن روح جديدة فى التعامل مع الغرب برغبة التهدئة والتسوية لملفات كثيرة، أهمها بالطبع «الملف النووى»، وبالفعل تحقق نجاحًا فى هذا باتفاق تم توقيعه بين إيران ومجموعة «5+واحد» فى العاصمة النمساوية فيينا يوم 15 يونيو 2015، وأنهى الاتفاق أزمة 12 عامًا من الجدل حول قدرة إيران النووية، وتقريبًا أغلق هذا الاتفاق احتمالات أن تقدم إيران على صنع قنبلة ذرية.
 
كانت القسمة واضحة فى هذا الاتفاق وهى وضع سقف لطموح الإيرانى نوويًا، فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية ضد إيران المفروضة من سنوات طويلة، غير أن المسائل بدأت تدريجيًا فى عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، حتى وصلنا إلى ما يمكن تسميته بـ«الحالة الترامبية» التى رفعت درجة حرارة العداء مع إيران والتصميم على تقليم أظافرها إقليميًا، وهو ما يعنى إجبارها على التخلى عن كل أذرعتها فى الخارج وتحديدًا فى سوريا والعراق واليمن وحزب الله فى لبنان، أى انكماش بدلًا من التمدد، وانكفاء بدلًا من التوسع، وتلك مسألة ربما تتعارض مع الطموح الإيرانى، لكن المشكلة تبقى فى أن هذا الطموح تقابله رياح عاتية.
 
فى ظل هذه الأحوال يمكن قراءة إعادة انتخاب «روحانى» على نحو أنه تعبير عن تأييد شعبى للنهج الذى اتخذه فى فترته الأولى، وأن الإيرانيين يرغبون فى المضى قدمًا فى فتح صفحة جديدة مع الغرب، واستمرار المحاولات التى تؤدى إلى تحقيق ذلك، غير أن التحدى الأكبر يبقى فى أنه لن تتحقق حالة الرضا الأمريكية كاملة على إيران إلا بمزيد من التنازلات فى الملفات الإقليمية، فهل سيتحقق ذلك؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة