على غرار تجارب فصل المخلفات من المنبع التى تطبق فى العديد من دول العالم، دخلت محافظة القاهرة على الخط وبدأت فى إنشاء أكشاك لجمع المخلفات الصلبة من السكان فى عدد من أحياء العاصمة بمقابل مادى، حيث بدأت التجربة بإنشاء ثلاثة أكشاك لبيع القمامة فى أحياء النزهة ومصر الجديدة ثم توسعت المحافظة وقررت إنشاء ثمانية أكشاك جديدة فى مناطق أخرى بعدما لاحظت إقبال المواطنين على بيع المخلفات المنزلية.
المهندس سيد رفاعى، مسئول المجمع السكنى فى المنطقة الشرقية بالقاهرة، قال إنه يتابع الأكشاك باستمرار لحل أى مشكلة تواجهها، لافتا إلى أن عدد أكشاك شراء المخلفات الصلبة بالمنطقة الشرقية وصل لـ11 كشكا، منها 3 منافذ يبدأ العمل بها من الأسبوع المقبل، حيث تم افتتاح منافذ بأحياء عين شمس والمرج والنزهة ومصر الجديدة ومدينة نصر والمطرية وحى السلام أول.
وأضاف رفاعى لـ"اليوم السابع" أن التجربة تشهد زيادة فى الإقبال من المواطنين ويزداد وعى السكان بهدف تلك الأكشاك، لافتا إلى أن المحافظة تنسق مع عدد من المصانع التى تعمل فى مجال تدوير القمامة، لشراء المخلفات من الأكشاك، حتى لا تواجههم مشكلة فى بيع المخلفات التى يجمعونها من المواطنين، كما أنها لا تفرض عليهم البيع لها فتلزم المصانع بالشراء منهم بسعر البورصة، حتى لا يتعرض القائمين على الأكشاك للخسارة.
نرمين طلعت، مالكة لكشك شراء القمامة بشارع أسوان فى مصر الجديدة أشادت بالتجربة مؤكدة إنها تربح من شراء وبيع المخلفات مع ازدياد الوعى بين سكان المنطقة بأهمية المشروع وإقبال المواطنين على البيع.
وأشارت نرمين فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن المشروع وفر فرص عمل كثيرة للشباب، حيث إنها كانت بدون عمل وأصبح لها عملًا خاصًا بها، مشيرة إلى أنه يعمل معها شابان كانا يعانيان من البطالة.
أسعار المخلفات ارتفعت طبقا لأسعار البورصة، تقول نرمين، فسعر كيلو الكانز وصل لـ10 جنيهات، والبلاستك بـ 3.5، والكارتون بـ جنيه واحد والزجاج بـ 20 قرشا، قائلة: إن الأسعار كان يتحكم فيها نقيب الزبالين لأن كل المخلفات كانت تصب عنده فى النهاية.
فيما قال عيد حسين مالك كشك لشراء المخلفات الصلبة بشارع عمر المختار، بالمطرية، أن جامعى القمامة التابعين للشركات الأجنبية لم يؤثروا على التجربة لأن أغلب من يتعامل معه المواطنين يلقون قمامتهم فى الصناديق المتواجدة بالشارع، وأن هناك تزايد فى الإقبال يوم بعد يوم منذ أن افتتح الكشك، لافتا أن هناك تعاون من الحى فى حل المشاكل التى تواجهه.
واعتبر عيد حسين، أن تجربة منافذ شراء القمامة ناجحة للغاية، وتعمل على توفير فرص عمل للشباب، موضحًا أن 5 شباب يعملون معه فى المنفذ، لافتًا إلى أن الحى لا يحصل منه أى رسوم نظير ذلك، مطالبًا أهالى حى المطرية بالمشاركة فى المشروع والعمل على فصل المخلفات الصلبة من المنبع.
وقال مينا عبد الفادى مشرف على أحد الأكشاك بميدان ابن سندر بمصر الجديدة، أنه يجمع من 500 كيلو مخلفات صلبة إلى 1 طن يوميا، وأن هناك تزايد فى الإقبال يوميا، وأن عدد من جامعى القمامة يبيعون له المخلفات التى يجمعونها من الشقق السكنية، مشيرا إلى أن أسعار المخلفات فى تزايد خاصة سعر الكانز.
من جانبه شن شحاتة المقدس نقيب الزبالين فى القاهرة الحرب على التجربة ووصفها بالفاشلة وقال لليوم السابع إنه التقى بوزير البيئة، وعرضوا عليه خطة الزبالين لتحسين منظومة النظافة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية ووعد الوزير بتطبيقها.
وأضاف نقيب الزبالين بالقاهرة: أخذت وعود من بعض المسئولين بوقف تعميم التجربة بالقاهرة، مشيرا إلى أن الزبالين تأثروا بشكل كبير بتلك الأكشاك خاصة فى حى مصر الجديدة والنزهة.
وأشار المقدس أنه اتفق مع جامعى القمامة بألا يجمعوا قمامة من الشقق التى تبيع للأكشاك، نظرا لقلة المقابل المادى لجمع القمامة من المنازل، حيث إنهم كانوا يعتمدوا على المخلفات الصلبة الموجودة بالقمامة لتعوض خسارتهم.
أما المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة والتجميل بمحافظة القاهرة، فقال إن مشروع شراء القمامة من المواطنين لاقى استحسانا كبيرا من المواطنين وساعد الهيئة فى تحسين مستوى النظافة فى العاصمة.
وأشار السعيد فى تصريح خاص، أن كل كشك يستقبل حوالى 2 طن مخلفات صلبة من المواطنين فى اليوم الواحد، لافتا إلى أن هناك عددا من جامعى القمامة والفريزة يبيعون لهذه الأكشاك وذلك لتوفير الجهد والمشقة فى نقل المخلفات التى يجمعونها لأماكن بعيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة