على خطى حماس.. إخوان لبنان يعلنون فك ارتباطهم بالتنظيم الدولى للجماعة

الإثنين، 22 مايو 2017 08:00 ص
على خطى حماس.. إخوان لبنان يعلنون فك ارتباطهم بالتنظيم الدولى للجماعة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس السابق
كتب - محمد إسماعيل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن سلسلة الانشقاقات التى شهدها التنظيم الدولى للإخوان، خلال الفترة الماضية، وكان أخرها إعلان حركة حماس فك ارتباطها بالجماعة فى وثيقتها الأخيرة، ستستمر، بعد أن عقدت الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية، الذراع السياسى للإخوان فى لبنان، مؤتمرا عاما، لتعلن عن مشروع سياسى جديد بحسب ما أعلنته.
 
المشروع السياسى الجديد، كشفه أسعد هرموش، رئيس المكتب السياسى للجماعة الإسلامية فى لبنان، فى تصريحات صحفية له، لأحد الوكالات التركية، موضحا أن الجماعة بصدد مشروع سياسى جديد لها.
 
هرموش، قال: حرصنا على اعتبار الجماعة حزب لبناني إسلامى ينطلق من رؤية تدعو إلى السلم الأهلى والعيش المشترك، وتطمح إلى بناء دولة علمية حديثة، دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات، وكشف أيضا عن موقف الجماعة الإسلامية فى لبنان من الإخوان.
 
وقال هرموش: ليس هناك من ارتباط تنظيمى مع جماعة الإخوان، و هناك ارتباط فكرى، ونحن في لبنان نستفيد من كل تجارب العمل الإسلامى فى المنطقة العربية، حيث يعد هذا التصريح هو نفسه التصريح الذى خرج به خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس السابق، ليبرر فك ارتباط حماس بالإخوان.
 
وقال هرموش: هذا الارتباط الفكرى لا يعنى أننا نرتبط عضويًا وتنظيميًا بقرار عالمى للإخوان، نحن فى لبنان نعتز باستقلالية قرارنا، وبتقديرنا للمصلحة اللبنانية أولا من أدائنا الإسلامى والحركى، متابعا إن جماعته تؤسس لمرحلة انفتاح سياسي واسع، تمد من خلالها اليد لكل القوى السياسية.
 
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية: نحن أمام تحول جديد في علاقة التنظيمات المحلية الإخوانية بالتنظيم الدولى، وهى انفكاكها عن التنظيم الدولى وعن التنظيم المركزى الأساسى في مصر، وتأكيد استقلالها وتأكيد الطابع الوطنى لها بعيدًا عن وصف نفسها بالإسلامية، كما هو الحال بالنسبة لحركة النهضة في تونس.
 
وأضاف حبيب لـ"اليوم السابع" : حماس وصفت نفسها بالإسلامية لكن يمكن اعتبار حركة النهضة في تونس النموذج الرائد الذى يمكن القياس عليه فى هذا السياق، كما أن تحولات حماس لا تزال فى بداياتها، وكما هو الحال مع الجماعة الإسلامية فى لبنان التي أكدت علي استقلالها ووطنيتها ، والتحول نحو الواقع اللبنانى أولا، وهناك حديث حتى على تغيير اللوجو لعلمها بحيث يكون الأرزة اللبنانية وليس سيفى الإخوان.
 
وأوضح حبيب، إن هذه الظاهرة التحول نحو الداخل والوطن والتماهى مع بقية القوى السياسية الداخلية والتنسيق  معها ، وعدم العزلة ومحاولة التوفيق بين الوطنية والإسلامية وتغليب طابع الوطنية حتي لا تبدو الإسلامية وكأنها انعزال عن الجمهور العام والقوى السياسية الأخرى، كما إن هناك دعوات من شخصيات مهمة داخل الإخوان دعت لحل التنظيم الدولى ومكاتبه، وبعضها حتى وضعه مواضع الاتهام .
 
وحول أسباب تكرار حالات انفصال فروع الإخوان من التنظيم الدولى، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الإخوان فى لبنان كان لهم وضعية خاصة، خصوصا مع، فتحى يكن، المنظر الاخواني الشهير، حيث كانت مكانته الروحية لكل الأطياف الإسلامية حاضرة، وبعد  استقالة فتحى يكن، من الإخوان والتنظيم يعانى بشدة.
 
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع"، إن الجماعة الإسلامية فى لبنان لا تطرح شخصيات قوية، ودورهم قل بشكل كبير ، ويعانون من ضمور إلى أن أصبح اسم الإخوان  نفسه عبء على التنظيمات القطرية ، فهم يجنون ثمرة النزاعات مع حكومات المختلفة.
 
وتابع أبو السعد: شأن تنظيم لبنان مثل سائر التنظيمات الإخوانية يحاول النجاة بنفسه من الارتباط العضوى بالإخوان، وعلى الخط الموازى الانتماء الفكرى قائم ولم يهتز، وبالتالي يسهل العودة للتنظيم مرة أخرى، لهذا لم ينزعج الإخوان كثيرًا من كثرة انفضال إخوان تونس وأوروبا وحماس، فمصيرهم إلى العودة لأحضان الجماعة الأم،  إذ أن هذا الانفصال تنظيمى غير مؤثر ومؤقت  يزول بزوال السبب وهو تورط إخوان مصر الأم فى أعمال عنف ورفض الإدارة الأمريكية الجديدة لهذا النهج.
 
وفى السياق ذاته، قالت داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن الإخوان كيان واحد ومنهج واحد مهما اختلفت فرقهم، كل ما يحدث الأن هو محاولات لتصوير أن الجماعة ليست فرقة واحدة حتى يزيدوا من تعقيد مسألة إدراجهم كتنظيم إرهابى بواسطة ترامب، فتجدهم يصنفون أنفسهم الآن حسب الدول التى ينتمون إليها، وكل فرقة منهم تضع سياسات وهمية خاصة بها.
 
وأضاف منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا": فى الواقع العملى، ما زالوا جميعا يعملون بنفس التنسيق فيما بينهم، وأكبر دليل على ذلك هو التعاون الكبير الحادث الآن بين إخوان سوريا وإخوان مصر فى أمريكا، حيث يستغلون القضية السورية لطرق أبواب صناع القرار هناك، والترويج لأجندة التنظيم الدولى، كما أنهم ينشئون منظمات مجتمع مدنى معاً الآن، ويتحركون من خلالها فى المحافل الدولية.
 
وتابعت:  الوضع السياسي هناك الذي يعاني كثير من الانقسامات أغرى الإخوان بأنه ربما يجدون لأنفسهم ملاذ آمن وسط هذه الحالة في لبنان، لكن لا أظن أنهم سينجحوا لأن الرأى العام فى لبنان يرفض أى شكل من أشكال الإسلام السياسى، ورفض الشعب اللبنانى لحزب الله هو أكبر دليل.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة