أسابيع قليلة وينهى السيد الدكتور جابر نصار، رئاسته لجامعة القاهرة، بعدما أعلن عن عدم نيته فى الترشح لفترة جديدة.. وقد تابعت باهتمام على مدى فترة طويلة النجاحات المحترمة المتعددة التى حققها هذا الرجل المثابر والمجتهد، ولم يكن الطريق مفروشًا أبدًا بالورود وهو يحقق تلك النجاحات، بل اضطرته الظروف المحيطة أن يخوض العديد من المعارك الفكرية بمنتهى الشجاعة والإقدام لكى يحقق للجامعة ما يؤمن به من مبادئ وقيم وأفكار، وأرى أن إنجازه الأكبر والأهم على الإطلاق ليس فى فائض الميزانية الضخم الذى حققه للجامعة، ولا فى العديد من الإنجازات الأخرى التى تتعلق بالجوانب التعليمية والبحثية والإدارية، إنما إنجازه الرائع يكمن فى الجانب الثقافى والتنويرى الذى أصر على أن يعم كل جنبات الجامعة، والذى سيجعله الله بإذنه تعالى فى ميزان حسناته لما فى ذلك من أثر عظيم فى محاربة الفكر المتطرف، وتشكيل الوعى الفكرى والأخلاقى لشباب مصر العظيم. كل الشكر والتقدير والعرفان للدكتور جابر نصار، على ما قدم من جد واجتهاد وفكر ورؤية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل من يخلفه خير خلف لخير سلف.
