مرة أخرى بدأت قطر شق الصف الخليجى الموحد لمواجهة التحديات التى تواجهها المنطقة جراء التمدد الإيرانى الذى يشكل خطرا على دول الخليج وعلى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية لرص الصف العربى وتوحيد صفوف العرب فى مواجهة الخطر الإيرانى، لكن قطر دوما تتخذ مواقف شاذة تجاه المواقف الخليجية ولاسيما فى العلاقة مع إيران.
وأثبتت التصريحات الأخيرة التى أطلقها أمير قطر تميم بن حمد العقلية الشاذة التى يتعامل بها الأمير الشاب مع القضايا الإقليمية، فقد تودد الأمير لإيران وهاجم السعودية بسبب صفقة الأسلحة الأخيرة مع الولايات المتحدة، إضافة لمزاعمه بسعى مصر والإمارات والبحرين لتشويه صورة قطر.
ويرجح عدد من المراقبين اتخاذ دول مجلس التعاون الخليجى لقرارات حاسمة ورادعة لسياسة قطر بسحب دول الخليج لسفراءها من الدوحة ردا على الهجوم القطرى الأخير على السعودية والإمارات والبحرين.
وسحبت دول مجلس التعاون الخليجى سفراءها من الدوحة 5 مارس 2014 وهو ما أحدث زلزالا فى العلاقات الدبلوماسية الخليجية بسبب تدخلات الدوحة السافرة فى شئون دول مجلس التعاون ولم تلتزم بالاتفاق الموقع فى نوفمبر 2013 والذى قضى بكف قطر يدها عن التدخل بأى حال من الأحوال فى شئون دول مجلس التعاون الخليجى ووقف الحملات الإعلامية ضد مصر.
وبعد أيام من عقد القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى الرياض وتوجيه أصابع الاتهام إلى إمارة قطر لتورطها فى دعم الجماعات الإرهابية، بدأ أمير قطر تميم بن حمد يفقد أعصابه عقب كشف تورطه فى دعم تلك الجماعات المتطرفة، زاعما أن ما تتعرض له بلاده هى حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب.
الكلمات التى تحدث بها هى نفس الكلمات التى بثتها الوكالة القطرية قبيل انطلاق القمة العربية الإسلامية الأمريكية بساعات، وزعم مسئول مكتب الاتصال الحكومى فى الحكومة القطرية أن بلاده تتعرض لما وصفه بحملة تشويه، متجاهلا احتضان بلاده لعناصر إرهابية متطرفة من جماعات القاعدة وطالبان والنصرة وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وعناصر الجماعة الإسلامية وعائلات من تنظيم أنصار الشريعة الإرهابى.
وفى محاولة لتبرير دعمه للمتطرفين، استنكر تميم خلال كلمة له فى حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندى الخدمة الوطنية اتهام بلاده بدعم الإرهاب، زاعما أن الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل.
أمير قطر الذى تلطخت يده بدماء العرب دعا مصر والإمارات والبحرين لمراجعة موقفهم من الإخوان وحماس وحزب الله، داعيا لوقف ما أدعى أنه سيل من الحملات والاتهامات المتكررة التى لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مدعيا أن قطر لا تتدخل بشئون أى دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه، على حد زعمه.
وزعم أمير قطر أن بلاده لا تعرف الإرهاب والتطرف وأنها تود المساهمة فى تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعى -على حد زعمه- للشعب الفلسطينى وإسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، مؤكدا أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم ما وصفه بالتوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، زاعما أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكى.
وبالرغم من الجرائم التى ترتكبها ضد الدول العربية فى سوريا والعراق، اعترف أمير قطر تميم بن حمد بما وصفه نجاح بلاده فى بناء علاقات قوية مع إيران، زاعما أن إيران لها ثقل إقليمى وإسلامى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة، على حد زعمه.
وفى أول تعليق من تميم على الصفقة التاريخية التى أبرمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مع الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ طهران، انتقد تميم الصفقة السعودية الأمريكية، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلا من المبالغة فى صفقات الأسلحة، التى تزيد من التوتر فى المنطقة، ولاتحقق النماء والاستقرار لأى دولة تقوم بذلك.
بدورها ردت المملكة العربية السعودية على الهجوم الذى شنه الأمير تميم بن حمد وقررت حجب موقع قناة الجزيرة القطرية وعدد من المواقع الإخبارية التى تمولها الدوحة ردا على هجوم تميم على خادم الحرمين الشريفين.
واختتم تميم حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، زاعما تعرض الدوحة لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها، على حد زعمه.
ويكشف الخطاب الأخير للأمير تميم بن حمد الاستراتيجية التى تتعامل بها قطر مع جيرانها العرب عبر سياستها الشاذة من خلال تقاربها مع إيران واعترافها بحماس كممثل شرعى وحيد للشعب الفلسطينى ودعمها لحزب الله وجماعة الإخوان، إضافة لحقدها على السعودية التى تتبؤ مكانة كبيرة فى المنطقة لما لها من ثقل إقليمى وإسلامى.