لقى البيان الذى أصدرته وكالة الأنباء القطرية عن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثان، ردود فعل واسعة، حيث أكد خبراء أن تصريحات أمير قطر تعكس المأزق الكبيرة لبلاده فى دعمها للإرهاب، كما أكدوا فى الوقت نفسه أن البيان يحمل الكثير من التناقضات.
وكان أمير قطر قد عبر عن ثقته "أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكى"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية.
فى هذا الإطار، قال الدكتور حسن أبو طالب ، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن البيان الصادر عن تميم أمير قطر يعكس المأزق الكبير الذى تواجهه قطر ليس فقط من الأشقاء أو من بعض الدول التى توترت معها العلاقات وإنما أيضا مع القوى الكبرى فى العالم مشيرا إلى أن الضغوط التى تواجهها قطر بدأت تتزايد بسبب تورطها فى كثير من الأمور التى تكشفت خلال الفترة الماضية.
وأشار أبو طالب إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية كانت بدأت تطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بضرورة معاقبة قطر بسبب دورها فى إشاعة الإرهاب ومد الجماعات الإرهابية بالسلاح.
وأوضح أبو طالب أن تصريحات أمير قطر تتضمن رسائل لمصر التى تتخذ موقف واضح تجاه قطر بسبب دعمها للإرهاب وتمويلها للجماعات الإرهابية وإيواء عناصر مطلوبة للأمن المصرى من الإخوان والجماعات الإسلامية.
وأضاف: "يحاول أمير قطر أن يقول فى تصريحاته أن المازق مع الإدارة الأمريكية عابر وأن قاعدة العديد ستجبر ترامب على أن تعيد النظر فى أى اتهامات أو ضغوط بدأت تمارسها الإدارة الأمريكية على قطر".
وأشار إلى أنه من الواضح أن قطر بدات تستشعر أن هناك مسافة كبيرة تفصلها عن أقرانها فى مجلس التعاون الخليجى، وكذلك التلويح بأن السعودية ليست متجاوبة مع التوجهات القطرية فى عدد من القضايا مثل الموقف من الإخوان. وتابع: "من الواضح أن أمير يحاول أن يصدر المأزق الذى تعيشه قطر للدول الأخرى".
من ناحيته، قال محمد عبد القادر، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن تصريحات أمير قطر تعكس حالة الإضطراب التى تعيشها بلاده بعد الضغوط التى تتعرض لها من أكثر من اتجاه، وأضاف: "ليست أمريكا فقط هى من تضغط على قطر ولكن أيضا دول مجلس التعاون الخليجى التى تدخلت لإعادة ضبط سياسات قطر تجاه الجماعات الإرهابية فليس من المقبول استمرار السياسات القطرية فى دعم هذه الجماعات والتعامل معها كحليف باعتبارها تمثل تهديدا للأمن الأقليمى الخليجى".
فى سياق متصل، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان أمير قطر حمل تناقضات كبيرة، مضيفا أنه يقول أن العلاقات الأمريكية القطرية ليست جيدة برغم وجود القاعدة الأمريكية فى قطر تحمى دول الخليج من تهديدات الدول المجاورة.
وأوضح فهمى أن تميم بن حمد يحاول نفى علاقة قطر بدعم الأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أن النقطة الخطيرة التى تضمنها البيان أنه أكد على علاقة الجيدة بإسرائيل، فى نفس الوقت يؤكد أن حركة حماس هى الممثل للشعب الفلسطينى، ومحاولة التأكيد على أن قطر تؤدى دور فى العلاقات الإقليمية وأن إيران دولة محورية ولا تشكل خطر، وتناقضات خاصة بصفقات السلاح على حساب التنمية فى اشارة للسعودية، مشيرا إلى أنه تناسى أن قطر ستعقد صفقة سلاح بقيمة 150 مليار دولار.
ولفت إلى أن مناشدة مصر والأمارات الهدف منه أبعاد تهمة دعم التنظيمات الإرهابية لأن التوقيت بدأت السعودية تتعامل فى دول مجلس التعاون بأنها المسئولة عن امن الخليج وأنه من اليوم تتشكل علاقات سعودية جديدة ، فيرد الأمير يريد أن يسجل مزايدة سياسية.
وأوضح أن توقيت البيان له دلالة، ويبدو أن قطر تقف فى مواجه تطور العلاقات الأمريكية الخليجية السعودية الأمريكية، وأن قطر لوحدها كانت تقوم بدورها، فبهذا فصعود السعودية والإمارات سيأتى على حساب علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن أمير قطر أكد على أن العلاقات مستمرة مع جماعة الإخوان وأنه يرى أنها الجماعة جيدة لافتا إلى أن هناك أزمة مكبوتة بين السعوديين والقطرين ويبدوا أنها ستمد لمجلس التعاون الخليجى.
فى ذات السياق، قال يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن اعتراف أمير دولة قطر بتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية يدل على فضيحتها فى دعم التنظيمات الإرهابية.
وأوضح وكيل لجنة الدفاع، أن تصريحات أمير قطر متناقضة ويحاول ينفى علاقته بدعم التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن عليه أن يراجع قناة الجزيرة وتصوريها للعمليات الإرهابية فى سوريا.
وقال أحمد على عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن رؤية قطر تختلف عن موافق الدول العربية تجاه الأزمات فى المنطقة، مشيرا إلى أنها تدعم الصراع فى سوريا وليبيا، وتستخدم الدبلوماسية الدولارية فى الحصول على تأيد جبهات للتأجيج الصراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة