أعرب الرئيس الغينى ألفا كوندى عن سعادته بوجوده فى القاهرة بالتزامن مع الاحتفال بيوم إفريقيا، مشيرًا إلى رمزية هذه الزيارة فى توقيت إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية فى 25 يونيو 1963، موضحًا أن مصر لعبت دورًا كبيرًا فى إنشاء هذه المنظمة، فضلًا عن دورها فى استقلال الدول الإفريقية.
وقال "كوندى"، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الخميس، بقصر الاتحادية : "لن ننسى دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الغينى أحمد سيكوتورى والعاهل المغربى محمد الخامس وملك إثيوبيا هيلا سيلاسى، والزعيم الغانى نكروما وسائر الآباء الذين كانوا وراء إنشاء المنظمة".
وأشار إلى دور الرئيس عبد الناصر فى استقلال العديد من الدول الإفريقية، ومنها الجزائر، فضلا عن دوره فى قضيتى الفصل العنصرى والمستعمرات البرتغالية، وكذلك دوره فى غينيا عام 1961، مشيرًا إلى أن بلاده تتعاون بشكل كبير مع فرنسا.
وأشار كوندى إلى أنه تبادل الحديث مع الرئيس السيسى من أجل تعزيز الجهود لتطوير التعاون بين مصر وغينيا، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد اللجنة المشتركة بين البلدين قبل نهاية العام الجارى، كما تم تناول القضايا على مستوى الاتحاد الإفريقى.
وأوضح أنه تم الاتفاق خلال قمة كيجالى حول ضرورة اهتمام رؤساء الدول الأفارقة بالاتحاد الإفريقى، والسيطرة المالية على المنظمة، لاسيما أن هناك جزء من عمل الاتحاد يقوم الاتحاد الأوروبى بتمويله، مشددًا على ضرورة الاستقلال المالى للقارة وزيادة مساهمة الدول الإفريقية فى الاتحاد.
وأضاف أن هناك العديد من القرارات على المستوى الإفريقى تظل حبرًا على ورق، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون حضور قمة الاتحاد الإفريقى على مستوى الرؤساء، وفى حالة تعذر ذلك ينبغى ألا يقل التمثيل عن نواب الرؤساء أو رؤساء الوزراء.
وانتقد "كوندى" ضعف عمل المفوضية الإفريقية وكثرة سفر أعضائها إلى الخارج وحصولهم على مبالغ كبيرة، ولذلك قرر الاتحاد الإفريقى عمل إصلاحات فى هذا الشأن، كما انتقد عدم لعب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دور إيجابى فى القارة الإفريقية، مشيرًا إلى ضعف دورها فى الكونغو ودارفور وجنوب السودان، مؤكدًا أنه من الأفضل أن يرسل الاتحاد الإفريقى قوات تابعة له، لاسيما أن القوات الدولية تكلف الاتحاد مصاريف باهظة.
وأضاف أن جميع المشكلات التى تواجهها القارة الإفريقية، تأتى عن طريق التدخلات الخارجية فى شئونها، لاسيما فى ليبيا، مشيرًا إلى أن جنوب ليبيا أصبح ترسانة يغادر منها جميع العناصر الإرهابية إلى أنحاء القارة، سواء إلى مالى أو بوركينا فاسو أو النيجر، ما يهدد الدول الأخرى مثل دول جنوب الصحراء وتشاد والنيجر.
وشدد رئيس غينيا على ضرورة عدم التدخل الخارجى فى شئون القارة، وأن يتم حل جميع مشكلات القارة من قبل الأفارقة أنفسهم، موضحًا إن ليبيا دولة كبيرة ولديها إمكانيات كبيرة ولديها أموال فى البنوك الخارجية لا تستطيع الاستفادة منها، معربًا عن أمله فى حل الأزمة الليبية خلال القمة الإفريقية المقبلة والاجتماع مع الأطراف الليبية عدا الإرهابين، حتى يتم إجراء الانتخابات.
ونوه إلى ما قاله فى باريس أنه يجب أن نقطع "الحبل السرى" بين الدول الفرانكفونية وفرنسا، مشيرًا إلى أن هذه الدول أعطتنا درسًا فى انتخابات مدير عام منظمة الصحة العالمية بتأييد المرشح الإثيوبى الذى تم انتخابه.
وشدد "كوندى" على أن القارة إذا تحدثت بصوت واحد ولغة واحدة فسوف تكون الرابحة وسيسمعها الجميع، وقال : إن إفريقيا لن تتقدم فى ظل وجود حواجز بين دولها، مشيرًا إلى ضرورة أن تصبح سوقًا واحد.
وانتقد الرئيس الغينى أزمة البطالة فى إفريقيا وقال إن 10% من مواطنى القارة من الشباب أقل من 30 عامًا، والرؤساء الأفارقة مسئولين عن تشغيلهم، مؤكدًا أن هناك هجرة إفريقية بشكل يومى، مضيفًا إننا "لابد أن نركز على توفير الطاقة لاسيما أنها غير متوفرة لكل 7 من 10 أفارقة، كما ينبغى مواجهة تحديات التغيرات المناخية".
وتقدم " كوندى" بالشكر للرئيس السيسى الذى تحدث باسم إفريقيا من أجل مواجهة التغيرات المناخية، حيث تم إنشاء كيان إفريقى رائع للطاقة المتجددة، مطالبًا بعدم تصدير المواد الأولية وتحويل القارة إلى منطقة صناعية، مشيرًا إلى أن القارة لديها عمالة متوفرة وغير مكلفة مثل الصين، ولكن ينقصها التكنولوجيا، وأضاف: أن "القارة الإفريقية يمكن أن تصبح مصنعًا للعالم"، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من الألومنيوم وتصنيع الأوكسيد بدلا من تصديره.
وقال "كوندى": إن "الإرهاب ينتشر فى العديد من الدول الأفريقية، وينبغى لنا مواجهته ليس من خلال الأسلحة فقط بل بمجابهة الفقر وتشغيل الشباب وتوزيع مواردنا بصورة واعدة، تنمية اقتصاد الدول الإفريقية.
وأشار إلى ضرورة حل المشكلات فى ليبيا وجنوب السودان ودارفور وإفريقيا الوسطى، مشددًا على أن الاتحاد الإفريقى يعول على دور مصر كأحد الدول الكبيرة عسكريًا ولديها حدود واسعة مع ليبيا.
وأعرب "كوندى" عن أمله فى حل المشكلات الإفريقية عبر الحوار، لاسيما فيما يتعلق بإنشاء السدود بين الدول، وألا يكون هناك اتهامات متبادلة من أجل أن يستفيد الجميع بالسدود.
وقال إن حكومة إفريقيا الوسطى تسيطر على مدينة بانجى فقط، مشيرًا إلى ضرورة أن تدرس إفريقيا مسألة العقوبات، لافتًا إلى تدخل المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان فى الشئون الداخلية لإفريقيا، مؤكدًا ضرورة نشر الديمقراطية فى إفريقيا، وأن ندرس التجارب الناجحة لتنمية دول جنوب شرق آسيا.
وانتقد تدخل بعض الدول فى الانتخابات بالدول الإفريقية، مشيرًا إلى ضرورة التحدث بصوت واحد، لافتًا إلى أن الاتحاد الافريقى سيدعم المرشحة المصرية للحصول على منصب مدير عام اليونسكو، وطالب بضرورة أن يكون لدى إفريقيا مقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن لاسيما أن 10% من المشكلات الدولية تقع فى القارة الإفريقية.
وأكد الرئيس الغينى على ثقل مصر والرئيس السيسى دوليًا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الافريقى يعتمد على قيادة الرئيس السيسى ودعمه فى التعاون مع الدول الإفريقية على المستوى الاقتصادى.
واختتم "كوندى" كلمته بقوله :" إننا يجب أن نتحدث باسم إفريقيا جديدة وأنها قارة لا تنام، وأنها تتحدث بصوت واحد وبندية مع الدول الأخرى فى إطار تحقيق المصالح المشتركة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة