على الرغم من قرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اليوم الخميس، تمديد تخفيضات إنتاج النفط 9 أشهر إضافية، حتى نهاية شهر مارس من العام المقبل، وذلك بحسب تصريحات نقلتها رويترز عن مندوبون بأوبك، إلا أن هذا القرار لم ينجح فى رفع أسعار النفط العالمية التى انخفضت بأكثر من 1.5 دولار للبرميل .
حيث انخفض خام القياس العالمى برنت إلى نحو 53.15 دولار للبرميل، وهبط الخام الأمريكى الخفيف إلى 50.46 دولار للبرميل.
وساعدت التخفيضات التى أقرتها أوبك مع المنتجين المستقلين بقيادة روسيا فى نهاية نوفمبر الماضى بنحو 1.8 مليون برميل يوميا فى النصف الأول من 2017 بما يعادل 2% من الإنتاج العالمى على العودة بأسعار النفط فوق 50 دولارا للبرميل هذا العام، ما أعطى دفعة مالية للمنتجين الذين يعتمد الكثير منهم اعتمادا كثيفا على إيرادات الطاقة، وقد اضطروا إلى السحب من احتياطيات النقد الأجنبى لسد فجوات فى ميزانياتهم.
أوبك
تراجع عملات السلع الاولية
التراجع لم يقف عند أسعار النفط فقط ولكنه طال أيضا عملات السلع الأولية حيث تراجع الدولار الأمريكى والكندى والأسترالى والنيوزيلندى تراجعا حادا اليوم الخميس، مقتدين بانخفاض فى أسعار النفط بعد أن بدا أن دول أوبك المجتمعة فى فيينا لن تمضى فى تخفيضات الإنتاج إلى ما هو أبعد من توقعات الأسواق.
وسجل الدولار الأمريكى بحسب رويترز تراجعا بنحو 0.1 % مقابل سلة عملات بينما ارتفع ارتفاعا طفيفا إلى 111.75 ين و1.1213 دولار لليورو، وكان نظيره الكندى سجل فى وقت سابق أعلى مستوياته فى شهر عند 1.3385 دولار كندى للدولار الأمريكى بعد أن أصدر بنك كندا المركزى تقييما أكثر تفاؤلا للاقتصاد عما توقعه بعض المستثمرين، لكن العملة تخلت عن مكاسبها لتتراجع 0.2 % إلى 1.3427 دولار كندى مع مواجهة النفط صعوبة فى العودة للصعود على هامش اجتماع أوبك.
وانخفضت الكرونة النرويجية، المرتبطة هى الأخرى بالنفط، بادئ الأمر ثم ارتفعت 0.1 % إلى 9.3320 كرونة لليورو.وانخفض الدولار الأسترالى 0.5% إلى 0.7466 دولار أمريكى بعد تراجعه يوم الأربعاء إلى 0.7443 دولار أمريكى إثر خفض وكالة موديز تصنيفها الائتمانى للصين.
المنظمة تدرس ضم نيجيريا لخفض الإنتاج
على الرغم من ان "أوبك" قررت إعفاء كلا من دولتى نيجيريا وليبيا من قيود الإنتاج المتفق عليها بين أوبك والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا، إلا أنها تدرس خلال اجتماع اليوم ضم نيجيريا إلى اتفاق خفض الإنتاج.
ويبلغ انتاج نيجيريا من النفط الخام حاليا نحو مليونى برميل يوميا، بحسب مايكانتى بارو رئيس مؤسسة البترول الوطنية النيجيرية أن المستوى مستمر منذ بعض الوقت لكن عندما تتعرض خطوط الأنابيب للهجوم فإن (الانتاج) ينخفض إلى 1.5 مليون برميل يوميا."
كان وزير الطاقة السعودى خالد الفالح قال فى وقت سابق اليوم إنه لا توجد خطط لفرض قيود على الإنتاج النيجيرى أو الليبى. وزاد إنتاج نيجيريا فى الأشهر الأخيرة بعد استئناف الإنتاج من عدة حقول.
خبير : أسعار النفط لن تتجاوز 60 دولارا للبرميل
من جانبه قال الخبير البترولى المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن قرار منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" تمديد تخفيضات إنتاج النفط لنحو 9 أشهر مقبلة، تبدأ من يونيو وحتى مارس 2018، قرار متوقع قادته كل من السعودية وروسيا، لمواجهة التخمة العالمية من معروض الخام.
وأضاف "يوسف" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تأثير قرار أوبك بدأ بالفعل منذ أيام قليلة، والتى تلقت فيها أسعار النفط العالمية دعماً كبيراً من وراء سعى السعودية وروسيا لتمديد تخفيضات إنتاج النفط، حيث ارتفع سعر خام برنت من أقل من 49 دولاراً للبرميل حتى وصل لنحو 54.40 دولار للبرميل فى أسعار اليوم وأمس.
وتوقع الخبير البترولى استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، لكنه شدد على أن السقف الذى لن تستطيع أسعار النفط تجاوزه خلال الفترة المقبلة هو 60 دولاراً للبرميل، موضحاً أنه سيزداد المخزون بشكل كبير نتيجة اللجوء للمزيد من انتاج الزيت الصخرى بعد أن تخطى تكلفته الكبيرة ومال إلى الربحية.
وأضاف القرار يعنى الوصول إلى أسعار متوازنة للنفط وليس ارتفاعها للمستويات القديمة التى تتجاوز الـ100 دولار للبرميل، وما بعدها، فلقد انتهت تلك الحقبة بفعل رد فعل الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط والغاز .
وأشار إلى أن هدف دول أوبك الحالى والدول المستقلة والمنضمة لأوبك فى قرار التخفيض هو الوصول لسعر متوازن قد يلامس 60 دولاراً عن استحياء، وهو رقم يساهم كثيرا فى معالجة قصور ميزانيات العديد من الدول المعتمدة على النفط كمصدر رئيسى للدخل القومى.
التخفيضات ساعدت فى ارتفاع سعر النفط فوق 50 دولار
وكانت تخفيضات أوبك ساعدت فى العودة بالنفط فوق 50 دولارا للبرميل هذا العام، ما أعطى دفعة مالية للمنتجين الذين يعتمد الكثير منهم اعتمادا كثيفا على إيرادات الطاقة وقد اضطروا إلى السحب من احتياطيات النقد الأجنبى لسد فجوات فى ميزانياتهم.
ومن المرجح أن تشترك نحو 10 دول غير أعضاء، بقيادة روسيا أكبر منتج للنفط فى العالم فى التخفيضات، كما فعلت بالتزامن مع منظمة البلدان المصدرة للبترول منذ بداية يناير الماضى.
وأجبر تراجع سعر النفط الذى بدأ فى 2014 روسيا والسعودية على التقشف وأدى إلى قلاقل فى بعض الدول المنتجة مثل فنزويلا ونيجيريا.
لكن ارتفاع الأسعار هذا العام شجع على زيادة إنتاج النفط الصخرى بالولايات المتحدة غير المشاركة فى اتفاق الإنتاج مما كبح استعادة التوازن بالسوق لتظل مخزونات الخام العالمية قرب مستويات قياسية مرتفعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة