أحمد إبراهيم الشريف

نحن وحادث مانشستر وسلمان عبيدى ورفاقه

الخميس، 25 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح خوف الغرب من الشرق عامة والمسلمين خاصة أمرا طبيعيا، وصار لديهم ألف عذر فى ذلك، فمهما حاولنا أن نقول لهم بأن التطرف لا يعنى الإسلام وأن المتشددين والإرهابيين لا علاقة لهم بسماحة الدين، وأن الأغلبية العظمى من المسلمين لا يفكرون فى إيذاء أى إنسان، إلا أن سلمان عبيدى ورفاقه يقفون دائما بالمرصاد ضد ما نريد قوله.
 
22 شخصا قتلوا منهم أطفال، ونحو60 جريحا راحوا ضحية تفجير حفل مانشستر منذ أيام، والمتهم الأول فى هذا الحادث هو سلمان عبيدى، الليبى الأصل الذى انتظر لحظة انتهاء الحل ليقوم بالكارثة، كما أن  تنظيم داعش الإرهابى أعلن مسؤوليته عن الحادث بما يكشف حجم الكارثة التى تفعلها بنا التنظيمات الإرهابية والمتشددين الذين سوف يأخذون بأيدينا إلى التهلكة.
 
بالطبع معظم الذين كانوا فى الحفل الغنائى لا يعرفون شيئا عن العرب ولا عن المسلمين، وبالتالى هم لا يحبوننا ولا يكرهوننا، والبعض الآخر الذين سمعوا أو قرأوا أو شاهدوا شيئا يتعلق بنا وبظروفنا حتما تعاطفوا مع ضحايا حروبنا وتخلفنا، وتمنى بعضهم لو أصبحنا فى عالم أفضل.
 
ما أريد قوله إن ضحايا تفجير مانشستر وكل ضحايا التفجيرات التى حدثت فى الغرب ليسوا طرفا فى شىء، غير أن الإرهاب الجبان أراد أن يسبب رعبا فى أوساط الناس العادية، ولم يفكر فى أن ذلك سوف ينعكس علينا فى شكل كراهية وخوف وعدم تعاطف.
 
ما الذى يريده الإرهاب عندما يفجر حفلا غنائيا، ما الرسالة التى يريد إيصالها إلى حكومة هذا البلد وإلى شعبه، كلما حاولت أن أفكر لا أجد شيئا واضحا، بل أرى أن الشعوب فى حالة الخطر الذى تتعرض له الدولة تتقارب علاقتها مع الحكومة بشكل كبير حتى لو كانت بينهما بعض الاختلافات، فالجميع فى حالة الأزمة يتحدون ضد العدو القادم من الخارج الذى يريد أن يسرق الطمأنينة من الشارع.
 
يحدث هذا فى كل العالم بما يعنى أن الإرهاب لا يستفيد من  الكوارث التى يرتكبها سوى الكراهية وليس الخوف كما يتخيل أو نشر الفتنة الداخلية ولا حتى إثبات القوة وإبانة قدرته على تجاوز الأمن واختراق النظم، لأن تفجير مباراة كرة قدم أو حفل غنائى عن طريق انتحارى ليس أمرا صعبا، لكنه أمر خسيس.
 
المنظمات الإرهابية لن تكسب شيئا سوف تأكل بعضها ذات يوم، وسيظل الدين برىء منهم ومن أفعالهم، وسنظل نقول ذلك ونردده ولن نيأس أبدا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة