شغلت قضية "الفيروس الغامض" بشبرا الخيمة الرأى العام على مدار أكثر من 3 شهور بداية من أواخر فبراير الماضى، بسبب وفاة 3 أطفال وإصابة 12 شخصًا من أسرتين تربطهما علاقة قرابة، وهو ما نفته وزارة الصحة وقتها، مؤكدة أن الحالات تعانى من أعراض تسمم فقط وليس هناك فيروسات غامضة.
ورغم تطمينات مسئولى وزارة الصحة وعلى رأسهم الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والدكتور عمرو قنديل رئيس الطب الوقائى، للأسر وللمنطقة محل الإصابة بأنه لا توجد أى شبهات وبائية، إلا أن الهجوم كان ضاريا على الوزارة لفشلها فى تفسير غموض الإصابات، لكنها أصرت على موقفها الذى استندت فيه إلى آراء فريق علمى التى أكدت أن حالات الوفاة والمصابة كانت تعانى من أعراض تسمم.
وفسرت وزارة الصحة سبب الإصابات بوجود تسمم واضح للحالات وتعاملت معهم طبياً بشكل سريع، لكن كانت هناك حلقة مفقودة تكمن فى سبب التسمم وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تتدخل لتكشف عن مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن زوجًا استعان بزوجته للتخلص من الأسرة بهدف الحصول على الميراث لسداد ديون حصل عليها من بعض الأشخاص بزعم توظيفها وألقت المباحث عليهما.
وأكد الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الوزارة تعاملت منذ اللحظات الأولى للحادث بطريقة احترافية، وأسعفت الحالات المصابة، ولكن كان واقع السم على الأطفال شديد فلم يتحملوه وأودى بحياتهم وتعافى باقى المصابين، وشكلت لجنة من 16 أستاذًا وكانت النتيجة أن الإصابات نتجت عن تسمم، وليس هناك شبهات فى وجود أمراض فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية.
وأشار الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى إلى أن وزارة الصحة ظُلِمَت فى تلك القضية، واتهمت بالفشل الشديد، لكنها منذ اليوم الأول فسرت الإصابات وهو ما أكدته جهات التحقيق والأجهزة الأمنية.
وأوضح أن جميع الأطباء الذين شاركوا فى كشف غموض الإصابات وأجروا التحاليل للمصابين ومتابعة الحالات؛ أدلوا بجميع المعلومات إلى جهات التحقيق، لافتاً إلى أن المتهم تسبب فى إثارة البلبلة وإثارة الرأى العام، وخاطبت العديد من الجهات الدولية المختصة الوزارة للإطلاع على الوضع الصحى ومعرفة ما إذا كان هناك أمراض وبائية من عدمه ما أضر بسمعة مصر.
وتابع بأن قطاع الطب الوقائى يعمل وفق أدلة علمية وأحدث الأجهزة التى تكشف غموض أى إصابات غريبة، مشيراً إلى أن ذلك جعل مصر بها أكبر مركز لمكافحة الأمراض المعدية بشمال أفريقيا، مضيفاً: "هناك متابعة يومية لجميع مصادر الغذاء والمياه فى جميع أنحاء الجمهورية، وأن مصر ليس بها أى أمراض وبائية تمامًا، وإذا كان هناك شيئًا غريب لدينا الشجاعة الكافية للخروج والاعتراف بها وليس هناك ما يمكن أن نخفيه عن المجتمع".
الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، أكد لـ"اليوم السابع" أنه يثق فى قدرات الطب الوقائى فى كشف أى إصابات مهما كانت، مؤكدًا أن المعامل التابعة لوزارة الصحة بها أحدث التجهيزات وموثوق فى نتائجها مطالباً المجتمع بتوخى الحذر فيما يطلق من شائعات.
وأضاف: "جهات التحقيق تتولى القضية وهى صاحبة الفصل فيها، والوزارة قامت بمجهود كبير فى متابعة الحالة الصحية لأسر شبرا وهاجمتنا وسائل الإعلام بأن هناك ما نخفيه ويوجد فيروس غامض".
وتابع وزير الصحة أن ذلك أحدث بلبلة كبيرة فى المجتمع وأضر بسمعة مصر خاصة بعدما تناقلت وسائل الإعلام العالمية فكرة وجود فيروس غامض يصيب البشر ووزارة الصحة غير قادرة على كشفه.
وقال وزير الصحة: "الأمر أضر بالسياحة، والمغرضون استغلوا الأزمة لضربها، فبعض السياح لا شك تراجعوا عن زيارة البلاد فى تلك الفترة"، وطالب بعدم الترويج للشائعات لأنها تثير الفتن والقلق بين فئات المجتمع".
وكانت أجهزة الأمن بالقليوبية كشفت أن المتهم يدعى "على. ر . ع" 37 سنة، تورط فى الحصول على أموال من بعض المواطنين بزعم توظيفها، ولم يتمكن من إعادتها، فقرر التخلص من والده ووالدته وحماته وجميع كبار السن بالأسرة للاستيلاء على الميراث وسداد الديون.
واعترف المتهم بأنه أحضر معه من سيناء نوعًا سامًا من العشب حصل عليه من أحد البدو، ووضعه للأسرة فى الطعام، وكانت المفاجأة وفاة ابنه وابنة شقيقة زوجته، وطفلة ثالثة، وإصابة 12 شخصًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة