تستعد آثار الأقصر خلال الأيام المقبلة لحدث تاريخى جديد، وذلك حين الحصول على موافقات من اللجنة الدائمة لوزارة الآثار بالموافقة على ترميم تمثال جديد للملك رمسيس الثانى بالجهة الشرقية لواجهة معبد الأقصر، والذى شهد فى الشهر الماضى افتتاحه بحضور وزير الآثار وقيادات الوزارة، وأعاد للمعبد واجهته الجميلة بالجانب الغربى، وينتظر أن تستكمل واجهة المعبد الشرقية بتمثال جديد ويجرى الكشف عنه نهاية العام الجارى.
وتأتى تلك الخطوات الجادة لترميم تمثال ثانى للملك رمسيس بواجهة معبد الأقصر فى إطار مجهودات رجال الترميم المصريين الذين يقومون على إعادة واجهة معبد الأقصر لشكلها القديم الذى كانت عليه منذ آلاف السنين لدى العصور الفرعونية، وذلك حسبما يقول الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام ترميم آثار الأقصر.
مدير آثار الأقصر أوضح فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، أعطى شارة البدء لرجال آثار الأقصر لتقديم الدراسات إلى اللجنة الدائمة للحصول على موافقات البدء فى ترميم تمثال جديد للملك رمسيس الثانى بالجهة الشرقية فى واجهة معبد الأقصر، وذلك عقب نجاح مشروع ترميم التمثال فى نهاية شهر فبراير الماضى.
وأشار مدير آثار الأقصر، إلى أن رجال الآثار بمعبد الأقصر جمعوا أجزاء كبيرة من تمثال جديد للملك رمسيس الثانى كان متواجدا فى الجهة الشرقية لواجهة معبد الأقصر بنسبة تزيد عن 70%، وطلبوا من الوزير زيارة المعبد للحصول على موافقته، كما لبى الدعوة وتفقد تلك الأجزاء من التمثال التى تحطمت منذ أكتر من 1600 سنة، وأعطى شارة البدء لهم لتقديم تقرير موسع عن التمثال وتقديمه للجنة الدائمة لوزارة الآثار للحصول على الموافقة الرسمية، مؤكداً على أن الوزير أعلن توفير كافة المتطلبات الخاصة بترميم التمثال من مواد وخامات وأدوات وأموال.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أنه سيتم البدء فى التمثال بوصول موافقة لجنة الوزارة، تحت إشراف الإدارة الهندسية للآثار، وذلك حتى يتم الانتهاء منه قبل نهاية عام 2017، وذلك للبدء فى مفاجأة جديدة وهى تمثال ثالث بالواجهة للملك رمسيس لإعادة واجهة المعبد لهيئتها كما كانت فى السابق، مشدداً على أن رجال الآثار على أتم الاستعداد للعمل فى ترميم التمثال فى شهر رمضان وذلك لخدمة التاريخ الفرعونى القديم.
وقال الدكتور محمد عبد العزيز مدير آثار مصر العليا، إنه من المعروف أن معبد الأقصر كان أمامه 6 تماثيل اثنان جالسان وأربعة واقفة، ولم يتبق منها حالياً إلا تمثالان فقط جالسان وآخر واقف من الجهة الغربية، وبجوار هذا التمثال كان هناك تمثال آخر من الجرانيت الرمادى، لكن أغلب الظن أنه فى القرن الرابع أو الخامس الميلادى تم تكسير هذا التمثال عن عمد إلى أكثر من 84 قطعة، والجزء الموجود منه تقريباً 60% من التمثال والجزء الباقى مفقود.
وأضاف مدير آثار مصر العليا فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أنه تم عرض الأمر بترميم التمثال الجديد على الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، الذى بدوره أبدى ثقته الكبيرة للمرة الثانية فى الآثريين والمرممين المصريين للقيام بهذا المشروع بعد نجاهم فى ترميم التمثال الأول ووعد بتوفير كافة المواد والأدوات اللازمة للترميم.
وأكد الدكتور محمد عبد العزيز، أنه سيجرى خلال الأيام المقبلة البدء فى أعمال ترميم تمثال رمسيس الثانى بمعبد الأقصر، وذلك من قبل فريق من الآثريين والمرممين المصريين، وبأيادى مصرية خالصة تمويلاً وعملاً، مشدداً على أن ذلك العمل يعد مشروعا قوميا لا يقل أهمية عن باقى المشروعات التى تتم على أرض الوطن حالياً، وحتى يرى العالم أجمع أن فى مصر بها رجال قادرون على الترميمات مثل باقى البعثات الأجنبية.
فيما صرح أحمد عربى مدير عام آثار معبد الأقصر، أن تلك الأعمال ستغير وجه التاريخ فى واجهة المعبد وستعيد له رونقة الذى كان عليه منذ الاف السنين، حيث أنه ظل يحلم بترميم تلك التماثيل منذ أكثر من 25 سنة مضت لدى عمله فى قطاع الآثار، مشدداً على أن عرض الفكرة وقتها على الدكتور عبدالحليم نورالدين الذى كان المسؤول عن الآثار فى ذلك الوقت، ونظراً لعدم وجود التقنيات الكافية والكفاءات والخبرات العالية تعطل التنفيذ، حتى تولى منصب مدير عام معبدالأقصر فى فبراير 2016، وقررت المطالبة رسميًا بترميم التمثال.
وأضاف مدير معبد الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن ما يساعد على نجاح تلك المشروعات للتمثالين المتبقيين للملك رمسيس الثانى واللذين يجرى البدء فى ترميم أحدهما خلال آيام، هو أن كتل التماثيل نفسها كانت موجودة، مؤكداً أن إعادة ترميم أحد تماثيل ملوك مصر العظماء وهو الملك رمسيس الثانى وزوجته الملكة نفرتارى فى واجهة معبدالأقصر الأمامية، يعد حدثا تاريخيا مميزا وفريدا، فالملك رمسيس الثانى، وهو من الأسرة الـ19، وحكم مصر نحو 67 سنة، وكانت لدينا مسلتان، واحدة منهما لاتزال موجودة والأخرى أهداها محمد على إلى لويس التاسع وتزين ميدان "كونكورد" فى باريس حاليا، وهناك 4 ساريات أعلام تتصدر الواجهة أو البيلون الأمامى للصرح الموجود.
ويوضح أحمد عرابى مدير معبد الأقصر، أنه للمرة الثانية تم تجميع أجزاء التمثال الثانى بصورة عبارة عن قطع على المصطبة، وتبين أنه يتواجد من التمثال حوالى 70%، حيث لدى زيارة الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتور محمد بدر مِحافظ الأقصر، للمعبد خلال الأيام الماضية، أكدا على دعمهما للمشروع الجديد عقب نجاح ترميم التمثال الأول بالحهة الغربية لواجهة المعبد، مؤكداً على أن رجال الترميم المصريين على أتم الاستعداد للبدء فور تلقى قرار الإنطلاق فى ترميم التمثال وإعادته لموقعه من جديد.
تمثال جديد للملك رمسيس الثانى بالأقصر يستعد للترميم
جانب من القطع الأثرية الخاصة بأجزاء من الملك رمسيس الثانى
التمثال الجديد متواجد حوالى 70% منه
أجزاء تمثال الملك رمسيس الثانى الجديد قبل الترميم
قاعدة التمثال الجديد تنتظر الترميم خلال أيام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة