الهجوم الإرهابى على أتوبيس رحلات فى المنيا يتجه إلى الدير، ليس أقل خسة من تفجير الكنائس من إرهابيين مفخخين. والهدف فى كل الأحوال واحد، نقل شعور بالعجز أمام هجمات متفرقة من الصعب توقعها، نحن أمام جرذان، يختبئون ليخرجوا ويهاجموا مصلين أو أطفالا مسالمين.
من يصلى أو يتوجه إلى رحلة، لا يتوقع أن يخرج عليه إرهابى ليصفيه، وبالطبع مع فرض الإجراءات الأمنية حول الكنائس، هم يتجهون إلى الجهات الخالية من الحراسة، لقد رأينا تفجير مانشستر فى بريطانيا، حيث نجح الانتحارى فى اختراق الحراسات والكاميرات وأجهزة كشف المعادن، ويفجر نفسه فى احتفال، مع الأخذ فى الاعتبار أن بريطانيا من الدول التى اعتقدت أنها يمكن أن تأمن جانب الإرهاب، طالما ارتبطت بعلاقات أمنية وجعلت القيادات تحت السيطرة، واتضح أن مرتكب التفجير من أصل ليبيى مولود فى بريطانيا.
نقول هذا لا لتبرير الإرهاب أو نقلل من قيمة العمل الوقائى المعلوماتى، بوصفه أهم خطوات المواجهة الأمنية مع الإرهاب، لكن لنشير إلى ارتباطات وتشابكات للتنظيمات الإرهابية عالميا، وأن المنفذين يرفعون شعارات إسلام لا يعرفونه، لكن هناك من يوظفه فى تجنيدهم وتوجيههم.
مرات كثيرة كانت التنظيمات الإرهابية تنفذ عملياتها فى رمضان، وكانت أكبر مجزرة ارتكبها الإرهابيون ضد جنودنا فى رفح وهم صائمون، واليوم اختار الإرهاب ليلة رمضان، والذى يمثل مناسبة مصرية، بجانب أنها إسلامية. اللافت أن البعض يبدى دهشة من أن يرتكب الإرهابيون مجزرة فى رمضان، وكأنهم يحسبونها فقهيا وإسلاميا، أو أن الإرهابى ينتظم فى جلسات الحوار الدينى قبل أن يفجر نفسه أو يطلق النار على الأطفال.
وعلى الرغم من أن الشعور بالمصاب يتضاعف لكون الشهداء أغلبيتهم أطفالا، لكن هذا لا يعنى أن الأمر سيكون أخف لو كان الشهداء أكبر سنا، الواقع أن الإرهابيين لا ينشغلون بغير تنفيذ مخطط، هدفه بث الرعب فى المجتمع، وإحداث شرخ، يكبر ليتحول إلى شق طائفى، هم لم ينجحوا، لكنهم يفتحون الباب لمزايدات من أشكال مختلفة، حول الحماية والتدخل، ومن يطرحون هذا لا يخلو طرحهم من خبث، لأن الطائفية والمذهبية مطلوبة لذاتها ضمن تحركات التنظيمات الإرهابية، ولم تنجح أى حماية أو تدخلات فى منع توسع الإرهاب فى العراق، وهى قضية يفترض أن ينتبه لها من يطنطنون فى هذا السياق.
نفس الأمر فيما يتعلق بترديد خبر عن أن السفارة الأمريكية كانت أصدرت تحذيرات قبل أيام من عمليات إرهابية، ويتجاهلون أن أمريكا لم تتوقع تفجيرات مانشستر، بل إن الولايات المتحدة عندما أعلنت اسم انتحارى مانشستر، أبدت بريطانيا غضبها واتهمت أمريكا باستباق التحقيقات. ولا يعنى هذا تجاهل أى تقارير أمنية، مع الأخذ فى الاعتبار وجود تحذيرات تقليدية، تصدر كل فترة يفترض أن تكون ضمن التحليلات الأمنية، والأهم هو التعامل باعتبار المعلومات هى أصل المواجهة مع الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة