وفاء عبدالسلام

دورة رمضانية

السبت، 27 مايو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا»
 
وبما أننا على أبواب دورة إيمانية لمدة شهر، فهيا بنا نتعرض لنفحة من نفحات الله، ومن عطاء الله، ومن هبة الله، ومن كرم الله.
 
هيا بنا إلى دورة التقوى.. التى ستستمر لمدة شهر، هيا بنا نصلح كل يوم عبادة أو عادة أو سلوكا أو خلقا وندرب أنفسنا عليه، وسنخرج بإذن الله فى نهاية الدورة وقد أصلحنا ثلاثين خطأ، وهذه هى التنمية الحقيقة للنفس.
 
فعن عبدالله بن عمرو، رضى الله عنهما، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أى الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان». قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو النقى، التقى، لا إثم عليه، ولا بغى، ولا غل، ولا حسد».
 
فنويت ليلة رمضان أن أدخل رمضان وقد فرغت قلبى للانشغال بالخالق دون الخلق.
 
ولكن ما أصعب هذا الأمر فهو ليس بالأمر السهل، فإن كلا منا قد يحسن مكابدة الليل وقيام ساعاته، ولكنه قد لا يستطيع أن يزيل من قلبه كل شىء تجاه من حوله، وبدأت أبحث عن كيفية الوصول إلى القلب المخموم، فوجدت ضالتى فى سير الرعيل الأول، ووجدت أن هناك من حاول ونجح فى الوصول إلى ما أبحث عنه.
 
وجدت أن الله عزوجل أثنى على الأنصار لأمر مهم «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ».
 
كانت قلوب الأنصار سليمة لإخوانهم ولم يعترضوا على تفضيلهم ولم يحسدوهم على ما آتاهم الله من فضله، ووجدت عبدالملك بن مروان يحرص على توعية أبنائه وتوصيتهم بهذا الأمر وهو على فراش الموت إذ جمع ولده، فقال: أوصيكم بتقوى الله، فإنَّها عِصْمة باقية، وجُنَّة واقية، وهى أحصن كهف، وأزْيَن حِلْية، ليعطف الكبير منكم على الصَّغير، وليعرف الصَّغير منكم حقَّ الكبير، مع سَلَامة الصَّدر، والأخذ بجميل الأمور.
 
ووجدت حافزا يساعدنى فى طريق تنقية قلبى، فسيدنا أنس رضى الله عنه يقول: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال النبى، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبى صلى الله عليه وسلم، مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول، فلما قام النبى، صلى الله عليه وسلم، تبعه عبدالله بن عمرو، فقال: إنى لاحيت أبى، فأقسمت أنى لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤوينى إليك حتى تمضى فعلت. قال: نعم. قال أنس: فكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالى فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه تعار تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبر حتى صلاة الفجر. قال عبدالله: غير أنى لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث ليالى، وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبدالله لم يكن بينى وبين أبى غضب ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوى إليك، فأنظر ما عملك، فأقتدى بك، فلم أرك عملت كبير عمل، فما الذى بلغ بك ما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعانى: ما هو إلا ما رأيت غير أنى لا أجد فى نفسى لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التى بلغت بك.
 
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل فى قلوبنا غلًا للذين آمنوا، إنك رؤوف رحيم.. واجعلنا ممن يلقاك بقلب سليم.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة