أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

إحنا مش ناقصين يا سلفيين

الأحد، 28 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أخطر الأمور التى ابتلانا بها الله فى الفترة الأخيرة تصاعد ما يسمى بـ«التيار السلفى»، هذا التيار الذى عين نفسه وصيا على الجميع وحاكما للجميع، ويوما بعد يوم تحكم فى العقول وتسرب إلى الوعى، فدمر قواعد التفكير المنطقى ووضع فى عقل كل امرئ قالبا من طوب لا يعمل ولا يتأمل، بل والأخطر من هذا هو أن هذا التيار صدر إلى مصر مشكلات لا دخل لنا بها ولا نعلم عنها شيئا ولم تدر ببالنا يوما، ومن أكبر هذه المشكلات هى مشكلة الصراع السنى الشيعى التى لم ترها مصر إلا مع هذا التيار صاحب الراية السوداء.
 
ذلك التيار الذى يبجل «بن لادن» ويحتقر المسيحيين ويلعن المخالفين لكنه يخاف أكثر ما يخاف من «الشيعة» البعبع الذى يفزعه فى كل أوان ومكان، الشبح الذى يخشى منه ويهرب من مسالكه، وفى الحقيقة فإن هذه القضية من أكثر القضايا التى تؤكد أن هذا التيار لا يهتم بمصر ولا مشكلاتها وإنما يعيش فى جلباب أبيه من تيارات البداوة والتطرف والتشدد التى لا تعرفها مصر.
 
آخر المعارك الفارغة التى يحاول هذا التيار توريطنا فيها هى التى رصدها الزميل كامل كامل، مسؤول ملف الإسلام السياسى، فى تقريره الذى نشرته «اليوم السابع» أمس، حيث يقول إن وتيرة الاشتباكات تصاعدت بين التيار السلفى والطرق الصوفية، على خلفية فوز الشيخ على أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، بعضوية المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إذ أطلق التيار السلفى حملة ضد «أبوالعزائم» واصفين إياه بأنه «شيعى على رأس الطرق الصوفية»، فيما انتقدت الطرق الصوفية هذه الاتهامات مؤكدة أن التيار السلفى يتحدث عن جهل.
 
هذه هى مشكلاتهم، وهذه هى قضاياهم، الحرب بالوكالة على أى احتمال لأى ظهور لأى مخالف، تسألهم: ما دخل مصر بالحرب بين السنة والشيعة وهى التى تضم «سنة» وتضم «شيعة» وتضم «مسيحيين» وتضم «ملحدين» وتضم «بهائيين»؟ فيقولون إن الشيعة أخطر على مصر من «اليهود»، فى حين أنهم هم الخطر الحقيقى، منهم جاء الإرهاب، وفى بيوتهم تربى وترعرع، وعلى فتاواهم أغلق عقله ووضع على قلبه حائطا، وفى الحقيقية فإن مصر الآن لا تحتاج أبدا مثل هذه الأزمات المفتعلة والحوارات العبثية والخناقات التى لا يراد من ورائها «وجه الله» ولا وجه الوطن، وإنما «وجه الريال» أو حتى ظهره.
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة