"عملت نفسى ميت وكتمت أنفاسى علشان أسبك الموقف".. بهذه الكلمات بدأ عم بشرى كامل جرجس صاحب الــ 45 خريفا وسائق أتوبيس حادث المنيا الإرهابى، الذى راح ضحيته 28 شهيدا و24 مصاباً حديثه لــ "اليوم السابع"، مؤكدا أن الحادث كان مأساوياً ومريراً.
ويروى عم بشرى تفاصيل رحلة الموت قائلاً: "دير الأنبا صموئيل يبعد عن الطريق الأساسى 17 كيلو بين الجبال فى صحراء قاحلة ليس بها أى وسائل اتصال على الإطلاق وفجأة ظهرت سيارة جيب يعتليها 6 ملثمين مدججين بالسلاح الآلى وطلبوا منى الوقوف".
وتابع قائلاً: "رفضت وحاولت الهرب إلا أنهم بدأوا فى إطلاق النار بشكل كثيف على الاتوبيس فأصبت برصاصة فى الصدر ونتيجة للضرب العشوائى أصبت بــ 4 رصاصات فى محيط الحوض".
واستكمل عم بشرى: "مع هول الموقف والإرتباك الشديد وجسامه الإصابات التى لحقت بى بعد مقتل الرجل الذى يركب إلى جوارى توقفت بالباص وعملت نفسى ميت وكتمت أنفاسى علشان أسبك الموقف وصعد إلى الباص شخصين استهدفوا كل الرجال والأطفال من الذكور فى إطلاق مكثف للرصاص واقترب منى شخص ليتأكد إلى وفاتى رافعا زراعى إلى أعلى ليسقط على الأرض".
عم بشرى قال: أنهم قاموا بسرقة كافة المبالغ المالية التى حوتها جيوب القتلى وحصلوا أيضا على الحلى والمصوغات الذهبية لجميع السيدات لكن من أصيب من السيدات كان نتيجة لإطلاق النار العشوائى على الباص قبل الصعود إلينا وتابع عم بشرى أن أحد الرجال الذين رافقونا فى الباص حاول الفرار من حجيم المأساة إلا أن هؤلاء الإرهابيين لاحقوه وقتلوه رميا بالرصاص.
واختتم عم بشرى حديثه لـ"اليوم السابع" بأن الحكومة والمسئولين تعاملوا مع الحادث بكل إخلاص ولم يقصروا فى رعاية كل المصابين وتوفير الرعاية الطبية الكاملة، قائلاً: أنا فى جناح فندقى وأحظى برعاية كاملة من جانب المسئولين والأطباء وأشكر الرئيس السيسى على دعمة للأقباط وهذة الأحداث لن تزيدنا إلا قوة وإصرار وهنرجع تانى نروح دير الأنبا صومائيل ومن نفس الطريق".
وفيما أكد إسحاق غالى مساعد الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة أن وزير الصحة ورئيس الوزراء نسقوا على أعلى مستوى لنقل كافة المصابين إلى معهد ناصر، وتقديم كافة أنواع الرعاية الطبية للمصابين.
وتابع "غالى" قائلاً: "تم توفير كافة التجهيزات الطبية، ووزير الصحة أجرى 3 عمليات صعبة للمصابين فى زمن قياسى، كما أن الدولة لم تقصر وهذا وجبها وطالب بوضع أكمنة فى طريق دير الأنبا صومائيل".
واستطرد قائلاً: "مش هنسبها لغيرنا وكلنا كمسحيين ومسلمين إيد واحدة، وهذه الأحداث لن تزيدنا إلا قوة وإصرار على التأخى وحماية الوطن مسلمين ومسحيين ولو حرقوا الكنائس ودمروها هنصلى فى المساجد ولو حرقوا المساجد هنصلى فى الشوارع مسلمين ومسحيين".
ووجه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً: "اضرب يا ريس كلنا معاك.. الإرهاب لا دين له".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة