أكرم القصاص

تنظيم تكفير وقتل الأطفال يدخل الجنة «حدف»!

الأحد، 28 مايو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن أن يكون هذا المشهد طبيعيًّا أو يدور على الأرض فى عالمنا الواقعى، وأظن أنه لو دار على خشبة مسرح لاتهم الناس المؤلف والمخرج بالمبالغة.
 
رجال ملثمون يحملون أسلحة آلية يوقفون أتوبيسا يقل أطفالا متجهين فى رحلة إلى الدير. يطالب المسلحون الأطفال والكبار بنطق الشهادة حتى يحموا أنفسهم من القتل.. الأطفال يرفضون، ومن هؤلاء الأطفال رضع.
 
وإمعانا فى العبث يظن التكفيرى الهمام أنه لو نجح فى انتزاع اعتراف سيكون قدم خدمة جليلة للإسلام، مع أن كائنا بهذا التفكير هو نفسه لا يمثل خدمة لا للدين ولا للإنسانية ولا الكرة الأرضية، والأديان ليست بحاجة لمن يعتنقونها رغما عنهم، بل إن انتقال مواطن من هذا الدين لغيره لا يفيد ولا يضر بشىء. لكن طبعا من الصعب إقناع هذه الكائنات بأن هناك عضوا فى الدماغ اسمه المخ.
 
المشهد ينتمى إلى أفلام دينية قديمة كان المخرج يحرص على أن يظهر الكفار شكلا ومضمونا انهم مختلفون عن المسلمين، وهو أمر غير منطقى إنه فى نفس الفيلم كان الكافر ينتقل للإسلام ويتغير شكله فيبدو مهندما هادئ الصوت. ومازال من بين سكان الكوكب من يظن أن مجرد اعتقاده فى الإسلام يعنى أن يقتل باقى العالم وأنه وحده فقط وحصريا سوف يدخل الجنة، وينشغل كثيرا بتحديد من هم المؤمنون ومن الكفار، بينما لا يعرف الفرق بين القرآن والحديث، ناهيك عن أن هؤلاء لصوص أيضا سرقوا أموال ومتعلقات الشهداء.
 
الإرهابيون الذين قتلوا الأطفال يبدون فى صورة الكفار السينمائيين أكثر من المسلمين، حيث لايمكن للمؤمن من أى دين أن يكون فظا غليظ القلب لا يرتقى حتى إلى الحيوانات فى الغابات، وهناك مشاهد لنمور وأسود ترفض التهام غزال صغير ماتت أمه. لكن داعش، وهى كما أسلفنا مسخ لتزاوج أكثر التنظيمات الإرهابية بدائية ودموية مع أجهزة استخبارات، فكان هذا النتاج المشوه، لدرجة أننا نرى من يظنون أنهم يدخلون الجنة ويتقربون إلى الله بقتل أطفال رضع، بل يدعونهم لنطق الشهادة، ولدينا أنواع من البشر يعتقدون فى مثل هذا الكلام ويظن الواحد منهم أن إجبار الناس على اعتناق الدين يقربهم من الله، بينما كل هذا المشهد البدائى لقتل الأطفال ينتمى إلى أحط الأزمنة، مثلما عشنا أوقاتا كان هناك من يقيس الإيمان بطول أو قصر الجلباب أو طريقة المشى، وأنه بقتل الرضع سيدخل الجنة «حدف».
بالطبع فإن هذه العقليات لمنفذين تم غسل أمخاخهم، ليقتنعوا بأن العالم كله يدور حول أفكار قلة من المتاجرين بالعقائد، وأن يظن المكفراتى أنه وحده يحدد درجة إيمان الناس ويسمح لهم بدخول الجنة أو يمنعهم. دعك من أن التكفيريين التنفيذيين مجرد أدوات لصالح أجهزة وتنظيمات لا علاقة لها بالدين، لكنهم يصطنعون دينا يسمح لهم بتوظيف المسخ البشرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة